وفاة طالبة فلسطينية على باب الامتحان

11 يونيو 2014
يعيش الطلاب الفلسطينيون ظروفًا غير طبيعية تحت الاحتلال (Getty)
+ الخط -

سقطت الطالبة فاطمة علي العروج مغشيًا عليها، دون حراك، صبيحة يوم الثلاثاء، في ساحة مدرسة بنات تْقُوع الثانوية للبنات شرقي بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ليخطف الموت حلمها بإكمال تعليمها، قبل دقائق من دخولها لقاعة الامتحان.

حصل ذلك في اليوم الثاني لامتحان الثانوية العامة (التوجيهي) فرع العلوم الإنسانية.

ونقلت فاطمة إلى "الجمعية الطبية الخيرية" في البلدة، حيث أعلن هناك عن وفاتها. يوضح الطبيب ذياب جبريل لـ"العربي الجديد" بأن فاطمة "نقلت إلى مستشفى الحسين في مدينة بيت لحم، واكتشف أنها توفيت نتيجة الهبوط الحاد في السكر، وأنه لم يتم تشريح الجثة".

وقال علي العروج، والد فاطمة، لـ"العربي الجديد"، الذي كان بكاؤه على رحيل ابنته يقطّع الحديث، "بعد يوم من التعب في الجلسة الأولى لامتحان اللغة العربية في الثانوية العامة استيقظت فاطمة في الساعة الثانية والنصف من أجل البدء بالدراسة للجلسة الثانية من الامتحان، حيث كنت أصلي قيام الليل. ثم ذهبت للنوم وطلبت منها إيقاظي لصلاة الفجر، وقد فعلت". يتابع: "الله يرضى عليها. لقد أدت صلاة الفجر أيضاً وبقيت مستيقظة وذهبت إلى الامتحان، لكنها لم تعد".

ويؤكد العروج على أن ابنته لم تعانِ من أي أمراض في السابق، لافتاً إلى أنها توترت بسبب الامتحان.

وسأل "العربي الجديد" وكيل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، جهاد زكارنة، عن التوتر والقلق المصاحب للامتحانات وإن كان من الممكن أن يكون سبباً في وفاة فاطمة، فقال: "بكل تأكيد فإن القلق مصاحب للامتحان، وشعبنا يعيش ظروفًا غير طبيعية تحت الاحتلال. لكن يوجد فرق بين القلق المحفز على الدراسة والقلق المثبط للدراسة، وهو ما سنحقق في معرفته من أجل الاستفادة منه".

وأشار زكارنة إلى أن "الوزارة لا تعرف إن كان يوجد لدى فاطمة أي أوضاع مرضية، وأنها تقدمت لامتحان التربية الإسلامية والجلسة الأولى من اللغة العربية، ولم يكن لديها أية مشاكل. لا نعرف ماذا حصل معها في المنزل. ونحن متجهون لمعرفة الأسباب الحقيقية، من أجل نشر التوعية بين الطلاب وذويهم في المستقبل".

وحول إمكانية إلغاء أو تطوير منهاج أو نظام "التوجيهي" وإن كان سبباً توتيرياً للطلاب، قال زكارنة: "نظام التوجيهي الفلسطيني عريق ومتوازن بحسب الدراسات الخاصة، لكن من حق الشعب المطالبة بالتغيير، ومطلوب منا أيضًا البحث عن معيار آخر له مصداقية ومقبول عالمياً". وأكد على أن "أي امتحان سيصاحبه التوتر والقلق، وإن كان محفزاً فهو أمر مطلوب، وإن كان مثبطاً فيجب الوقوف على الأسباب الحقيقية ومعالجتها".

دلالات
المساهمون