وفاة رضيع بالغوطة الشرقية والأمم المتحدة تحمّل النظام المسؤولية

09 ديسمبر 2017
ارتفاع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية (Getty)
+ الخط -
توفي رضيع يبلغ من العمر 45 يوماً، في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، بسبب منع قوات النظام خروجه للعلاج، فيما حمّلت الأمم المتحدة النظام مسؤولية فشلها في إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها.

وقال الطبيب في المنظمة الطبية السورية الأميركية (سامز)، محمد كتوب لـ"العربي الجديد" إن "رضيعاً يدعى مهند، ويبلغ من العمر 45 يوماً، توفي بسبب منع قوات النظام خروجه من أجل تلقي العلاج، في مستشفيات العاصمة".

وأضاف أن "هناك 540 مريضاً ينتظرون السماح لهم بدخول دمشق من أجل العلاج"، مشيراً إلى أن "الغوطة الشرقية المحاصرة تفتقر إلى أبسط أنواع الدواء والغذاء بسبب حصار النظام".

كذلك أشار إلى أن "عدد الوفيات بلغ 12، جميعهم كانت أسماؤهم على قائمة الإجلاء، التي يرفض النظام السماح بدخولها حتى الآن، رغم المحاولات الأممية".

وبيّن أن "النظام منع دخول أي مواد طبية منعاً تاماً، إضافة إلى تشديده على المواد الغذائية، الأمر الذي تسبب بانتشار سوء التغذية بين الأطفال تحت سن الـ 5 سنوات"، مشيراً إلى "تقرير اليونيسف الذي أكد أن انتشار المرض وصل إلى أعلى مستوى له في سورية وهو 11.9 بالمائة، بعد أن كان في بداية العام الجاري 2.1 بالمائة".



وبلغ عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى الإجلاء 130 طفلاً، بحسب إحصائية للهلال الأحمر في الغوطة الشرقية، مصنفين على حالات وفق أولوية الخروج.

ومن بين أولئك الأطفال طفلة تدعى "حلا النوفي" من مدينة سقبا، تبلغ من العمر سنتين، وهي مصابة بأمراض ناتجة عن سوء التغذية، وأخطرها مرض الكلى المعروف بـ"سيستينوز".

ويقول مسؤول المكتب الطبي في الغوطة الشرقية "أبو علي حسن" لـ"العربي الجديد" إنّ "حلا بحاجة ماسة للخروج إلى مشافي العاصمة، فدواؤها مقطوع منذ ثمانية أشهر، وإن لم يتمّ تدارك وضعها فستلحق بالاثني عشر مريضاً الذين ماتوا بسبب الأمراض".

وأضاف حسن أن "العديد من الأمراض بدأت تظهر لدى حلا، فقد أظهرت صور الرنين المغناطيسي التي أُجريت لها وجود مادة بيضاء داخل رأسها، إلى جانب تقلب في الدم".

كذلك أشار إلى أنّ "الطفلة فقدت كثيراً من وزنها بسبب تراكم الأمراض، ولا تستطيع المشي ولا الكلام، وتظهر على وجهها علامات أمراض في الدم".

وبيّن أن "العديد من الحالات من الممكن علاجها في الغوطة في حال تم تأمين الدواء اللازم، لكن منع النظام دخول أي مواد طبية تسبب بانتشار سوء التغذية بين الأطفال تحت سن الخمس سنوات".

وحمّلت الأمم المتحدة النظام السوري مسؤولية فشلها في إيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها في سورية، خاصة في الغوطة الشرقية المحاصرة.

وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يان إيغلاند، في تصريح صحافي بمقر المنظمة في جنيف، إن "الأمم المتحدة فشلت في إدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في سورية، ونحمل النظام السوري مسؤولية ذلك".

وأضاف إيغلاند أن الغوطة الشرقية لدمشق هي من أكثر المناطق التي تُعاني في سورية، وأن النظام السوري الذي يحاصرها لم يقدم لنا التسهيلات لإدخال المساعدات إلى المنطقة.

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ أواخر سنة 2013، ما أدى إلى ارتفاع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية، وتفاقم الحالات المرضية وانتشار المجاعة والفقر بين السكان، الذي يقدر عددهم بنحو 400 ألف.

المساهمون