وفاة الأسير الفلسطيني صاحب أطول فترة اعتقال إداري

17 ابريل 2018
الأسير الفلسطيني علي عوض صالح الجمّال (فيسبوك)
+ الخط -

توفي، اليوم الإثنين، الأسير الفلسطيني المحرر علي عوض صالح الجمّال من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، والذي يعد صاحب أطول تجربة اعتقال إداري (بلا تهمة) في تاريخ الثورة الفلسطينية.

ونعى الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، الأسير أحمد سعدات، باسم "المكتب السياسي واللجنة المركزية والرفاق في منظمة الجبهة الشعبية بالسجون وجميع كوادر الجبهة بالوطن والشتات الرفيق المناضل التاريخي علي عوض صالح الجمّال من مدينة جنين، والذي رحل اليوم الاثنين بعد حياة نضالية حافلة خاض خلالها تجربة اعتقالية متميزة، ما يجعله أحد أهم أساطير الصمود في الاعتقال".

وتوجهت "الجبهة الشعبية"، في بيان لها، إلى عائلة الجمّال وإلى أهالي مدينة جنين بخالص العزاء برحيل هذا المناضل التاريخي الذي شكّلت وفاته خسارة لفلسطين وللحركة الوطنية بمختلف تلاوينها.

وعاهدت الجبهة الجمّال بأن "تحافظ على قيم ومبادئ النضال السامية التي ناضل وعانى مرارة الاعتقال والتعذيب والملاحقة من أجلها، وذلك بالاستمرار على ذات النهج حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس".

والجمال ولد في مدينة جنين بتاريخ 30 /1 /1947، ودرس وتعلم وأنهى الثانوية في مدارسها، واستشهد والده في معارك جنين ضد الحركة الصهيونية عام 1948، وقد انتمى الجمال لحركة القوميين العرب في سن صغيرة لم تمنعه من ممارسة أنشطة وطنية وطلابية.

وقد انتمى لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في بدايات تأسيسها، واعتقل بتاريخ 9/ 5/ 1975 إثر مقتل ضابط إسرائيلي في سوق مدينة جنين عام 1974، وتعرض لتحقيق قاسٍ وتعذيب شديد في مركز التحقيق مدة 100 يوم، إلى أن تم تحويله إلى الاعتقال الإداري.

وسجل الجمّال أطول فترة اعتقال إداري في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة لمدة 7 سنوات، وبذلك يعتبر أول أسير أمضى مثل هذه الفترة بالاعتقال الإداري بشكل متواصل في تاريخ الثورة الفلسطينية.

وخاض الجمّال مع رفاقه أطول إضراب مطلبي في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة لمدة عام، وساهم في تعزيز النهج الوحدوي بين فصائل العمل الوطني داخل قلاع الأسر، كما اهتم بالجوانب الاجتماعية والتي من خلالها قام بتذليل الكثير من الإشكاليات وتقريب وجهات النظر في خدمة وحدة الحركة الأسيرة في مواجهة ممارسات الاحتلال.

أفرجت سلطات الاحتلال عن الجمال بتاريخ 3 مارس/آذار عام 1982، وبعدها تعرض للإقامة الجبرية لأكثر من سنتين، واعتقل مرة أخرى على إثر المظاهرات العارمة التي خرجت في جنين جراء حادث تسميم المدارس الشهير، وليمضي فترة متنقلاً بين أكثر من سجن ليطلق سراحه بعد ذلك.

بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وانخراطه في مفاعيلها الوطنية والكفاحية تعرض لسلسلة اعتقالات متتالية مضى خلالها شهوراً طويلة، حيث بلغ مجموع السنوات التي تعرض فيها للاعتقال أكثر من 10 سنوات.

ولم ينقطع الراحل الجمّال حتى وفاته عن أداء واجبه الوطني والمجتمعي لينال احترام وتقدير أهلنا في مدينة جنين، وليشكّل نموذجاً وطنياً وحدوياً يفتُخر به، وفق بيان الجبهة الشعبية.

المساهمون