يتوجّه المهجّرون من مدينة التل في ريف دمشق إلى مناطق في إدلب وريفها، حيث تسيطر المعارضة السورية المسلحة، وذلك بعد وصولهم، اليوم السبت، إلى مدينة قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي.
ووصل، اليوم السبت، إلى مدينة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي، 52 حافلة تنقل ألفي شخص من أهالي مدينة التل، من بينهم 500 مقاتل من "الجيش السوري الحر" بسلاحهم الخفيف، إضافة لثلاثة جرحى.
وأفاد الناشط عمار الهاشمي، لـ"العربي الجديد"، بأنّ المهجّرين بدأوا بالتوجّه إلى قرى وبلدات بمدينة إدلب وريفها، إذ يتمّ نقلهم عبر حافلات تابعة للمعارضة السورية، إلى المناطق التي يرغبون بالذهاب إليها.
وتمّ تجهيز قرابة 70 منزلاً في مدينة بنش لاستضافة العائلات ومقاتلي المعارضة المهجّرين من مدينة التل، بحسب الهاشمي، بينما تقوم المنظمات الإغاثية والأهالي في مناطق أخرى، باستضافة عدد من العائلات.
ووصل من ضمن المهجّرين ثلاثة جرحى، عمل الهلال الأحمر السوري على تقديم العلاج لهم، في مدينة قلعة المضيق، وتمّ تسليمهم للمعارضة، لتقوم بنقلهم بعد ذلك إلى منطقة أخرى.
ولفت الهاشمي إلى فوضى وعدم تنظيم إجراءات استضافة المهجرين، "ككل مرة يصل فيها مهجرون إلى إدلب، تقوم بعض الفصائل المسلحة والمنظمات والأهالي باستضافتهم، في ظل غياب المنظمات التابعة للائتلاف الوطني المعارض، والحكومة السورية المؤقتة".
وغادرت الحافلات مدينة التل، مساء أمس الجمعة، بعدما تمّت عمليّة التهجير، نتيجة اتفاق فرضه النظام السوري على المعارضة في المدينة، ونصّ على خروج المعارضين الراغبين بعدم البقاء فيها، وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء.
وتزامن تهجير أهالي مدينة التل مع وصول آخر دفعة من المهجّرين من أهالي بلدة خان الشيح، ومقاتلي المعارضة السورية الراغبين بعدم البقاء وتسوية أوضاعهم، في البلدة الواقعة بغوطة دمشق الغربية.
ويهدف النظام السوري من وراء عمليات التهجير، بحسب مراقبين، إلى تأمين محيط العاصمة دمشق، والتفرّغ لجبهات الغوطة الشرقية، أكبر معاقل المعارضة في ريف دمشق، سعياً لإقامة "سورية المفيدة"، تضم إضافة لدمشق، مدن حماة، وحمص، ومنطقة الساحل السوري.