وأوضح لودريان، في إشارة إلى ما يقال عن هجمات تعرّض لها الحزب "الديمقراطي الأمريكي"، بأنه "لا يمكن أن نستبعد عمليات من نفس الطبيعة التي شهدتها الولايات المتحدة، وتريد التشويش على المسار الانتخابي الفرنسي"، وهو ما يفسّر، كما يقول، "استقبال مسؤولين في الأحزاب السياسية الرئيسية من قبل الوكالة الوطنية لأمن النظم المعلوماتية" (ANSSI).
ودعا الوزير إلى الحذر، لأن "الخطر يفرض نفسه، خصوصاً وأن وسائل محدودة يمكن أن تسبّب آثاراً قوية على مصداقية فرد أو منظمة".
واعتبر أنه إذا ما تأكدت مسؤولية روسيا في الهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة الأميركية من أجل التأثير على الانتخابات الرئاسية، فإنّ "الأمر سيكون خطيراً ويُعتَبر تدخّلاً لا يمكن تحمله".
وأشار إلى أنه من السذاجة تصوّر فرنسا في منأى عن مثل هذا النوع من الهجمات، معترفاً أن التهديد السيبراني، منذ توليه لوزارة الدفاع، قبل ثلاث سنوات، أصبح "تهديداً رئيسياً، بما فيه الذي يستهدف وسائلنا العسكرية، وإن محاولات الاعتداء المعلوماتي على وزارة الدفاع تتضاعف كل سنة".
وكشف أنه في سنة 2016، وحدها، "تم التصدّي لنحو 24 ألف هجمة خارجية، من قبل دفاعنا الصلب، فلم تصل أية هجمة لغايتها"، مبيّناً أن "التهديد موجود وحقيقي على البنى التحتية المدنية والدولتية أو البنى ذات الأهمية الحيوية، مثل قطاع الماء والصحة والاتصالات والكهرباء والنقل"، تماماً، "مثل الخطر الذي يتهدد الحياة الديمقراطية ووسائل الإعلام، كما رأينا أثناء الهجمات على تي في 5 موند، سنة 2015".
ورأى أن فرنسا في حال تعرضها لهجمات إلكترونية، فإنها "تحتفظ لنفسها بالردّ بالطريقة التي تراها مناسبة". قد يكون الردّ بوسائل سيبرانية، ولكن فرنسا "تمتلك، أيضاً، وسائل مسلحة تقليدية"، و"كل شيء يتعلق بتأثيرات الهجوم".
ومن جهة أخرى، رفض الوزير جان-إيف لودريان، الحديث عن حرب باردة جديدة بين الغربيين وروسيا، وتحدث، في المقابل، عن "عودة القوى الدولية إلى التسلّح"، وذكر دولاً منها روسيا والصين وإيران وهو ما يتطلب من فرنسا أن"تحافظ على سيادتها في اتخاذ القرار وفي استقلالية الحركة، وهو، أيضاً، ما يستوجب تعزيز وسائلنا".
وزاد على ذلك بالقول إنه "وإذا كان لفرنسا حلفاء إلا أنه لا يجب أن نتعلق بأحد، وقوّتُنا في الردع موجودة، هنا، لتشهد على ما نقول، وأيضاً قوتنا في الدخول، قبل الآخَرين، إلى مسرح العمليات الخارجية، هي ضمان استقلاليتنا الاستراتيجية".
وعن العلاقات مع روسيا، أكد الوزير الفرنسي أن التحدث إلى الروس لم ينقطع، ولكنه "لا يعني اتباع مواقفهم، بل تحديد نقاط الاتفاق والعمل سويّة، حين يكون الأمر ممكناً".
وحول تنظيم "الدولة الإسلامية"، تمنى الوزير الفرنسي: "لو أن الروس فعلوا أكثر ضد التنظيم، بدل التركيز على حلب، لدرجة فقدان تدمر، التي كانت قد تحررت من قبضة داعش".