وزير جنوب سوداني لـ"العربي الجديد": التدخل العاجل يوقف المجاعة

01 يونيو 2016
إعادة اللاجئين والنازحين تحتاج ميزانيات(Getty)
+ الخط -
اعتبر وزير الشؤون الإنسانية في جنوب السودان حسين مارنوت، أن سرعة التدخل الإنساني الدولي قد تمنع حدوث مجاعة، مشيراً إلى أن خطة الحكومة لإعادة النازحين واللاجئين إلى دول الجوار تحتاج إلى ميزانيات لتنفيذها.

وكانت منظمات دولية أعلنت عن حالات مجاعة بعدد من ولايات جنوب السودان، وحذرت من حالة كارثية تنتظر الدولة التي هرب منها الآلاف خوفاً من الجوع.

"العربي الجديد" حاور وزير الشؤون الإنسانية بدولة جنوب السودان، حسين مارنوت، الذي سلّط الضوء على أبرز المشاكل الإنسانية في المنطقة.

*ما حقيقة الوضع الإنساني في دولة جنوب السودان الآن؟

بسبب اندلاع الحرب الأهلية منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2013، تضرر معظم المواطنين الجنوبيين، وحصلت موجات نزوح داخلية وخارجية، وأخرى نحو ثكنات البعثة الأممية لحفظ السلام بالجنوب، يضاف إليها أسباب منها الجوع والجفاف وفشل المواسم الزراعية، لا سيما في ولايات شمال بحر الغزال.

 *ما هي خطة الوزارة في ظل هذه الأوضاع؟

منح مجلس الوزراء لوزارة الشؤون الإنسانية تفويضاً كاملاً لإعادة النازحين لمناطقهم، وتوفير الإغاثة والاستقرار لهم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، عبر وضع خطة لتنفيذ برنامج متكامل لعودة النازحين واللاجئين من دول الجوار.

وبدأنا عملياً في وضع الخطة، كما ستكون لدينا تحركات خلال الفترة المقبلة عبر سلسلة زيارات للدول المجاورة المحتضنة للاجئين الجنوبيين لترتيب عمليات العودة، وسنبدأ بزيارة للسودان وعقد سلسلة لقاءات مع مفوضية شؤون اللاجئين ومع الأجهزة الأمنية.

كما أن الحكومة مسؤولة عن توفير الميزانيات الخاصة بالعودة، وفي حال عجزها بالتأكيد سنوجّه نداءً للمنظمات الدولية والمجتمع الدولي للمساعدة في تنفيذ البرنامج.

*ما هو برنامجكم لتفعيل هذه الخطة؟

نعقد غداً الخميس اجتماعاً هاماً مع كل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة في البلاد لوضع خطة عاجلة لإنقاذ الوضع. كما وضعت الوزارة خطة إسعاف لمواجهة الأزمة، وبالأمس عقدت لقاءً مع برنامج الغذاء العالمي لتأمين احتياجات عاجلة للمتضررين، لا سيما مع موسم الخريف وصعوبة إيصال المساعدات لوعورة الطرق والمسالك، الأمر الذي يفرض علينا أن نسابق الزمن.

وجرى اتفاق بيننا وبين منظمة الغذاء العالمي على حل جزئي، من خلال إيصال المساعدات عبر النقل النهري، من شرق أفريقيا للمناطق الاستوائية جنوب السودان.



*الحكومة مُتّهمة بتغييب الإحصائيات عن العدد الفعلي للمتضررين؟

تم إعداد ورقة تحوي كافة الإحصائيات بعد إجراء مسح للمتضررين وستقدم لمجلس الوزراء. ولكن عموماً أعداد المتضررين مرتفعة جدّاً، ففي شمال بحر الغزال وحدها هناك نحو 100 ألف نازح نحو السودان، فضلاً عن ولاية أعالي النيل، كما فرَّ آخرون إلى إثيوبيا التي تحتضن نحو 500 ألف لاجئ بسبب الحرب والجوع.

*ما هي أهم التحديات التي تواجه الوزارة؟

التحدي الأول مرتبط بموسم الخريف، لأننا حتى لو اتفقنا مع المنظمات الدولية بشأن المساعدات العاجلة ستكون عملية إيصالها للمتضررين صعبة للغاية، وفي حال أتيحت عملية الزراعة فالإنتاج لن يكون آنياً، لذلك فإن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون سيئة على الجنوبيين، ومن التحديات أيضاً الوضع الاقتصادي، وتراجع أسعار البترول، وضعف الإنتاج، ما يجعلنا نطلب مساعدة المجتمع الدولي.

*هناك من يرى أن الوضع في جنوب السودان يستدعي إعلان المجاعة؟

إذا وقع تدخل سريع وعاجل لن تحدث مجاعة كاملة، قد تكون حالات جوع لفترات بسيطة، لكن إذا تأخر العمل الإنساني ولم تنفذ الخطة الإسعافية سيكون الوضع سيئاً للغاية.