وزير النقل المصري آخر ضحايا لعنة مليارات تطوير القطارات

القاهرة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
27 فبراير 2019
C8C3B362-EEA2-4621-B1C8-AA4C229AD3DA
+ الخط -

أعلن مجلس الوزراء المصري اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قبل استقالة وزير النقل هشام عرفات التي قدمها بعد مقتل وإصابة العشرات في حريق بمحطة القطارات الرئيسية في وسط القاهرة.

وتحمل وزير النقل المسؤولية السياسية عن الحادث الذي جاء بعد حوادث متكررة في قطاع السكك الحديدية المصري المتهالك على مدار السنوات الأخيرة، والتي راح ضحيتها عشرات الركاب.
وقدم بيان لمكتب النائب العام شرحاً تفصيلاً للحادث الذي وقع صباح الأربعاء، بناء على التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، وقال البيان إن التحقيقات أظهرت أن جرار القطار مرتكب الحادث تقابل في أثناء سيره متجهاً إلى مكان التخزين، مع جرار آخر في أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه مما أدى إلى تشابك الجرارين، وأن ذلك التشابك حال دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادثة.

وأضاف البيان: "ترك قائد الجرار الأخير قمرة القيادة دون أن يتخذ إجراءات إيقاف محرك الجرار، وتوجه لمعاتبة قائد الجرار الآخر الذي قام بالرجوع إلى الخلف لفك التشابك، مما أدى إلى تحرك الجرار (مرتكب الحادث) من دون قائده، وانطلاقه بسرعة عالية، فاصطدم بالمصد الخرساني الموجود بنهاية خط السير داخل المحطة، نتج عنه اندلاع النيران، ووفاة وإصابة أشخاص تصادف وجودهم بمنطقة الحادث".
وقررت النيابة العامة ندب لجنة من خبراء الطب الشرعي لمناظرة الجثامين وأخذ عينات البصمة الوراثية (DNA) نظراً لتفحم الجثامين وعدم التوصل لتحديد هوية كل منها، كما تم ضبط المتهم قائد الجرار مرتكب الحادث، ويدعى علاء صلاح.

وتقدم محام مصري ببلاغ للنائب العام ضد وزير النقل المستقيل، هشام عرفات، ورئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، ومسؤولي الدفاع المدني بمحطة مصر، مطالبا فيه بالقبض عليهم ومنعهم من السفر والتحقيق معهم لتحديد مسؤوليتهم القانونية، وإحالتهم للمحاكمة الجنائية.

وحملت هيئة السكك الحديدية سائق القطار مسؤولية الحادث، واتهم رئيس هيئة السكك الحديدية، أشرف رسلان، الذي تمسك بمنصبه على خلاف وزير النقل المستقيل، سائق القطار، بترك الجرار يتحرك من الورش المجاورة لمحطة مصر دون سائق، ما دفع الأجهزة الأمنية للقبض على السائق، علاء صلاح، والتحفظ عليه لسماع أقواله، تمهيداً لعرضه على النيابة العامة، وإحالته إلى المحاكمة العاجلة.

وفي 12 أغسطس/آب 2017، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منفعلًا خلال افتتاحه عددًا من المشروعات: "بدل ما أصرف 10 مليارات علشان أعمل ميكنة، وأطوّر السكة الحديد. نحطُّهم في البنك بفايدة 10 في المائة، يعني مليار جنيه، ولو بسعر الفايدة الجديد يعني 2 مليار جنيه".

رئيس وزراء مصر في موقع حريق القطار (العربي الجديد) 



نفس الرقم تكرر ثانيةً على لسان رئيس قطاع الحسابات بوزارة المالية المصرية، عبد النبي منصور، لكنه هذه المرة كان يشير إلى أن حجم خسائر الهيئة القومية لسكك حديد مصر وصل إلى 10 مليارات جنيه (558.4 مليون دولار) خلال العام المالي الماضي، تمثّل 40 في المائة من حجم خسائر الهيئات الاقتصادية في مصر البالغ عددها 16 هيئة.
ولقي نحو 30 مصريا مصرعهم وأصيب العشرات اليوم الأربعاء، بعد انحدار جرار قطار واصطدامه بالجدار الخرساني في نهاية الرصيف رقم 6 بمحطة مصر، حسب البيان الرسمي الصادر عن هيئة السكك الحديدية المصرية.

ومؤخرًا، عكفت الحكومة المصرية على التمهيد لخصخصة هيئة السكك الحديدية، استنادًا إلى تصريح السيسي، الذي رفض تحمل الدولة تكاليف تطويرها في ظل ضعف المرفق وقلة إيراداته، وبدأت خطوات التمهيد بإعلان مساعد وزير النقل أن وزارته ستستعين بالقطاع الخاص في إنشاء وتشغيل وإدارة خطوط السكة الحديد، وستبدأ التجربة بقطارات البضائع قبل قطارات نقل الركاب.




وفي فبراير/شباط 2018، أقرّ البرلمان المصري تعديلات على قانون إنشاء الهيئة القومية لسكك حديد مصر لينص على "إشراك القطاع الخاص في إدارة وصيانة قطاع السكك الحديد"، ونص التعديل على "إمكانية اشتراك الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين مع الهيئة القومية لسكك حديد مصر في إدارة وتشغيل وصيانة شبكات السكة الحديد على المستوى القومي، وتطوير هذه الشبكات وتدعيمها، وإدارة وصيانة المنشآت والأجهزة اللازمة لتقديم هذه الخدمة، وتنفيذ المشروعات اللازمة لتحقيق أغراضها أو المرتبطة بهذه الأغراض، وتطوير خدماتها في جميع أنحاء الجمهورية".

و"محطة مصر" هي محطة القطارات المركزية بالعاصمة المصرية، تقع في قلب ميدان رمسيس في وسط القاهرة، وتنطلق منها كافة أنواع القطارات على اختلاف درجاتها إلى جميع محافظات مصر، ويطلق عليها أيضًا اسم "باب الحديد".
وتعتبر مصر الدولة الثانية في العالم بعد إنكلترا التي تعرف السكك الحديدية، وتعد خطوط السكك الحديدية المصرية أول خطوط يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط، وبدأ إنشاؤها في خمسينيات القرن التاسع عشر، وتحديدا يوم 12 يوليو 1851، وبدأ تشغيلها عام 1854.




وشهدت مصر خلال الفترة من 2011 إلى 2015 على وجه الخصوص موجة من حوادث القطارات لم تشهدها من قبل، حسب تقرير صادر عن هيئة سكك حديد مصر في سبتمبر/أيلول 2016، كشف أن إجمالي حوادث القطارات بلغ 4777 حادثة، ما بين حوادث خفيفة وإصابات سطحية وصولاً إلى الحوادث الكارثية التي راح ضحيتها مئات القتلى.
وكان الحادث الأسوأ في تاريخ السكك الحديد في مصر في فبراير/شباط 2002، حين أدى حريق اندلع في قطار كان متجها من القاهرة إلى جنوب مصر إلى مقتل حوالي 1000 مواطن.

ذات صلة

الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
مرفأ الإسكندرية، 31 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

قدمت السلطات المصرية روايات متضاربة حول السفينة كاثرين التي تحمل متفجرات لإسرائيل. فبعد نفي لمصدر مصري استقبال السفينة صدر بيان لوزارة النقل يثبت وجود السفينة.
الصورة
تطالب جمعيات رعاية الحيوان بتعامل رحيم مع الكلاب (فريد قطب/الأناضول)

مجتمع

تهدد "كلاب الشوارع" حياة المصريين في محافظات عدة، لا سيما المارة من الأطفال وكبار السن التي تعرّض عدد منهم إلى عضات استدعت نقلهم إلى المستشفى حيث توفي بعضهم.
الصورة
جنود صوماليون خلال تدريبات في مقديشو، 26 مايو 2022 (إرجين إرتورك/الأناضول)

سياسة

تبادلت مصر وإثيوبيا رسائل تحذير عسكرية أخيراً، على خلفية الوضع في الصومال وإقليم "أرض الصومال"، مع وصول سفينة محمّلة بالأسلحة من القاهرة إلى مقديشو.