وزير الصحة اللبناني يخالف تعليمات التباعد: دبكةٌ مع كورونا
وزير الصحة على الأكف "احتفالاً بالقضاء على كورونا" (تويتر)
أثار مقطع فيديو مصوّر لوزير الصحة اللبناني
حمد حسن وهو محمولٌ على الأكفّ في مدينة بعلبك (محافظة البقاع، شرقي البلاد)، خلال "حفلٍ تكريميّ أقيمَ على شرفه"، أمس الأحد، ردود فعلٍ غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حيث استنكر الناشطون المشهد البعيد كلّ البعد عن نصائح الوزير المستمرّة وتعليماته بالالتزام بإجراءات الوقاية من
فيروس كورونا، ضارباً عرض الحائط باحترام التباعد الاجتماعي وغيره من التجاوزات التي سجّلت بحضوره.
وأشار الناشطون إلى أنّ الحفل الذي أقيم على شرف وزير الصحة "تقديراً لجهوده ونجاحه في مكافحة فيروس كورونا"، نسفَ كلّ التدابير التي اتخذها حسن في سبيل الحدّ من انتشار الفيروس منذ تسجيل أول إصابة رسمية في 21 فبراير/شباط الماضي.
وسريعاً تحوّل فيديو وزير الصحة الى "ترند" دارت التعليقات حوله، التي كالعادة انقسمت بين مؤيد ومعترض، لكن القسم الأكبر اعترض على مشاركة الوزير أولاً في حفل تكريمي بحضور حشد شعبي واكتظاظ واضح، والسماح للناس بحمله على الأكف، مخالفاً التعليمات التي ينادي بها ويدعو الى تطبيقها وينتقد من لا يلتزم بها، إذ شدد المعترضون على أنّ وزير الصحة يجب أن يكون قدوة للناس ومثلا أعلى لهم في هذه الأزمة، وإن كان لبنان قد دخل مراحل التخفيف من إجراءات التعبئة العامة.
كما اعترض المغرّدون على قيام حساب وزارة الصحة الرسمي عبر "تويتر" بنشر صورة الوزير حمد حسن وهو محمولٌ وبيده السيف الذي رقص به، علماً أنّ الوزارة وعبر الحساب نفسه لا تزال تدعو المواطنين إلى الالتزام بتدابير الوقاية من فيروس كورونا وتحذّر من موجة ثانية أكثر خطورة. كذلك، لا يزال اللبناني يدفع غرامات مخالفة التعبئة العامة والتدابير الوقائية فيما المسؤول عن صحة الناس يخالف بشكل صريح وعلني من دون أيّ محاسبة.
وفي وقتٍ كان وزير الصحة يحتفل بالتكريم، سجّل لبنان، أمس الأحد، 51 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي العدد إلى 1587، ولحظت بعض المناطق انتشاراً لافتاً للفيروس بين مواطنيها وسكانها، ما دفع وزارة الصحة العامة، اليوم الاثنين، إلى نشر فرقها الطبية في أكثر من منطقة لبنانية شهدت ارتفاعاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا بهدف إجراء فحوصات موجهة لمخالطين ومعرضين للإصابة بالعدوى.
وقال وزير الصحة اللبناني خلال الاحتفال: "لم ننتهِ بعد من فيروس كورونا، عندنا 51 إصابة و32 منها من الاغتراب، أعرف صعوبة هذا التحدي لهذا الاغتراب الموجوع، ولأهلهم الذين هم بانتظارهم على أحرّ من الجمر، علينا أن نتحمّل جميعاً المسؤولية ونكمّل المشوار، وكما قلت وأكرر حققنا نقاطاً متقدمة ومشهوداً لها عالمياً، ولكن لا يعني ذلك أن المشوار انتهى".