ولفت شكري بعد لقائه عون، إلى أن لمصر اهتماماً بالغاً بالشأن اللبناني "بحكم الإرث التاريخي والتواصل المستمر على مستوى الشعبين، وخصوصاً مع كل ما نشهده في سورية واليمن والعراق وليبيا من أهمية العمل على تعزيز الدولة المركزية ومؤسساتها، لتستطيع مقاومة الإرهاب وتحقيق الازدهار والاستقرار للشعوب، في جو من الأمان والأمن".
وأعلن شكري أنه يستمع لما يطرحه السياسيون اللبنانيون "ولنا أيضا رؤية نطرحها عليهم ونستقطب ردود أفعالهم"، ورفض الخوض في تفاصيل هذه الرؤية معتبراً أن "هذه الزيارة هي خطوة أولى وسيتبعها مزيد من التواصل".
وأبدى بعد لقائه جعجع ثقته بحلّ الأزمة اللبنانية وتجاوز الفراغ في الرئاسة الأولى، "بمسؤولية لمسناها لدى الاطراف كافة، الأمر الذي سيؤدي إلى تحقيق الرخاء والاستقرار للشعب اللبناني". وأشار إلى أن "الدور المصري ليس مرتبطا بأي أدوار أخرى وإنما هو منطلق من اهتمامنا، ومن الإطار التضامني الذي يربط الدول العربية ببعضها البعض في الجامعة العربية، إضافة إلى العلاقات الثنائية، فنحن نعمل لمواجهة تحديات نعاني منها جميعاً".
وخلال الزيارة، جمع شكري أمس القيادات اللبنانية المختلفة في عشاء في منزل السفير المصري، محمد بدر الدين زايد، إذ تمّت مناقشة الأزمة اللبنانية وتفاصيلها. وضمّ اللقاء الموسّع كلاً من رئيس الجمهورية اللبنانية المنتهية ولايته ميشال سليمان، والرئيس الأسبق أمين الجميل، وميشال عون، ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة، وسمير جعجع، بالإضافة إلى ممثل عن المرشّح الرئاسي النائب سليمان فرنجية وآخر عن رئيس البرلمان نبيه بري، وصهر عون الوزير جبران باسيل.
وعلى الرغم من أن الشغور الرئاسي في لبنان (المستمر منذ مايو/أيار 2014) كان أبرز ما تناوله اللقاء، إلا أنّ المجتمعين لم يبحثوا تفاصيل هذا الملف لا من باب الأسماء المرشّحة ولا من باب اقتراح المخارج اللازمة لهذه الأزمة.
وجاء البيان الصادر عن السفارة المصرية في بيروت واضحاً لهذه الجهة، إذ أشار إلى "اهتمام مصر البالغ بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يتفق عليه اللبنانيون في أسرع وقت، رابطاً بين هذا الأمر وبين تفعيل عمل كافة مؤسسات الدولة اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات والتجاذبات الإقليمية بغية ضمان استقراره وحفاظاً على مصلحة شعبه الشقيق".
ويذكّر هذا الاجتماع باللقاء الذي سبق أن عقده السفير السعودي في بيروت، علي عوض عسيري، في شهر مايو/أيار الماضي حين جمع كل القيادات اللبنانية من دون استثناء في خطوة سعودية سابقة لتفعيل النقاش الداخلي اللبناني.
ويبقى لافتاً أنّ شكري لم يجتمع بعد مع أي مسؤول من "حزب الله"، من دون تأكيد المسؤولين المصريين أي نيّة سلبية أو إيجابية في هذا الإطار.