أوضحت وزارة التربية والتعليم في اليمن، بأنها استطاعت القضاء على ظاهرة الغش الجماعي، التي كانت تحدث قبل الحرب في الامتحانات في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وقال وزير التربية والتعليم في اليمن، الدكتور عبد الله لملس، إنّ "الغش في السابق كان أمام المَلَأ، حيث يقوم أولياء الأمور بالتجمهر أمام مراكز الامتحانات ويساهمون في إدخال الإجابات لأبنائهم بطرق مختلفة"، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب قد انتهى وبات الغش يمارس بشكل سري وتعمل الوزارة على مواجهته.
وعن ممارسات الغش في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أكد لملس في تصريح لـ"العربي الجديد" أنها في تزايد مستمر، حيث يبتكر الطلاب وأولياء الأمور أساليب وطرقا مختلفة للغش أمام مرأى ومسمع المراقبين ورؤساء المراكز الامتحانية.
وأوضح لملس بأن الحوثيين لم يكتفوا بالسماح للطلاب بالغش في مناطق سيطرتهم فحسب، لكنهم "يعملون على تخريب الامتحانات في المناطق المحررة من خلال العديد من الممارسات، منها إرسال أسئلة امتحانات ونشرها بين الطلاب في المناطق المحررة باعتبارها مسربة لامتحانات قادمة، ما يتسبب في إرباك الطلاب".
وأضاف الوزير، بأن الغش في مناطق الحوثيين بقوة السلاح، أو بالاتفاق مع بعض المراقبين، أو بانتحال الشخصية، وأساليب مختلفة أخرى. لافتا إلى أن الوزارة تدرس حاليا مجموعة من الحلول منها إلغاء الامتحانات الوزارية لطلاب الثانوية العامة، والاعتماد على الدرجات التراكمية التي تعتمد على التقييم المستمر للطالب طوال العام كوسيلة لتجاوز مشكلة الغش بشكل كامل.
وأكد أن مثل هذا الأسلوب متبع في بعض الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية. وتابع: "في المناطق المحررة، قمنا بجعل الامتحانات على خمسين درجة، فيما تحسب الخمسون الأخرى بناء على نشاط وتفاعل ومستوى الطالب طوال العام، إذ تقوم المدرسة ومعلم المادة بتقدير الدرجة للطالب، وهذا ما ساعد على تقليل الغش وحرص الطلاب على المذاكرة". لافتا إلى أن هذا الأسلوب ليس متبعا في مناطق الحوثيين.
وكان لملس قد هدد بتغيير مدراء المدارس الثانوية التي ظهرت في مدارسهم "مخالفات إدارية وانضباطية أثناء اختبارات الثانوية العامة وفشلوا في معالجتها".
وقال لملس في منشور له اليوم الجمعة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن بعض مدراء المدارس شاركوا في هذه المخالفات عندما رفعوا بأسماء طلاب لم يدرسوا في الأصل ليؤدوا الاختبارات الوزارية.
وكانت امتحانات الثانوية العامة قد بدأت في مناطق سيطرة الحوثيين في 30 يونيو/ حزيران المنصرم.
ويُذكر أنّ عدد التلاميذ المتقدّمين إلى امتحانات الشهادة العامة في تلك المناطق، بحسب وزارة التربية والتعليم الخاضعة للحوثيين، 198 ألفاً و136 طالباً وطالبة موزّعين على 1085 مركزاً للامتحانات. أمّا الامتحانات في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، فقد انطلقت في اليوم التالي، أي الأحد في الأوّل من يوليو/ تموز الجاري.
ويبلغ عدد التلاميذ المتقدّمين إلى امتحانات الشهادة العامة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية 83 ألفاً و534 تلميذاً موزّعين على 739 مركزاً للامتحانات. لتنتهي العملية الاختبارية في مناطق الشرعية والحوثيين يوم الأربعاء 18 يوليو/تموز الجاري.