وزير الآثار المصري يعترف بتشويه قناع توت عنخ آمون

القاهرة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
24 يناير 2015
612FB68F-83D5-4698-8954-6033DB45FE4B
+ الخط -
أقر وزير الآثار المصري، ممدوح الدماطي، اليوم السبت، بوجود أخطاء في ترميم قناع الملك، توت عنخ آمون، وهو ما يوافق ما كشفه تحقيق استقصائي لـ"العربي الجديد"، في الثامن عشر من يناير/كانون ثاني الجاري.

وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي عقد في المتحف المصري، مساء اليوم السبت، "قناع توت عنخ آمون، ليس أثراً عادياً، لكن ما أثير بشأن ترميمه كان مبالغاً فيه، ومع ذلك لن نسكت على ما تم به، سنفتح تحقيقاً في واقعة ترميم القناع، هناك لجنة بدأت عملها بالفعل اعتباراً من صباح اليوم السبت، وسيتم إعلان نتيجته فور الانتهاء منه".
وكان "العربي الجديد"، انفرد بتحقيق استقصائي من قلب المتحف المصري في التحرير، يوم 18 يناير/كانون الثاني الماضي، أثبت بالصور والمستندات تشويه قناع الملك، بسبب ترميم خاطئ باستخدام مادة "الإيبوكسي" التي أبقت آثارها على القناع، المصاب بخدوش عدة نتيجة الإهمال.

ونقلت انفراد "العربي الجديد" صحف "التايمز"، "الجارديان"، "الهافينتجتون بوست"، و"هيئة الإذاعة البريطانية" فيما نسخت وكالة "الأسوشييتد برس" الفكرة من دون الإشارة إلى المصدر في مخالفة مهنية، ونقلت عنها عدداً من وسائل الإعلام العالمية القصة بعد أربعة أيام من نشرها في "العربي الجديد".

إلى ذلك قال وزير الآثار المصري في كلمته خلال المؤتمر الصحافي أن "استخدام مادة الإيبوكسي في ترميم الآثار المعدنية (مادة لاصقة استخدمت في ترميم القناع، تسببت في تشويهه)، أمر مختلف عليه، وبالتالي استخدامه في لصق الذقن المستعار بالقناع، من وجهة نظره لا يعد خطأً، ولكن المشكلة في استخدام مادة (الإيبوكسي) بشكل كثيف، ما أدى إلى انصهار جزء من القناع وظهور علامات بسيطة عليه".

وتابع الوزير خلال المؤتمر الذي حضره "العربي الجديد": "لا يوجد خدوش في القناع كما نُشر في وسائل الإعلام، سوى خدش واحد يُرى بالعين المجردة، أما لون القناع الذهبي، فهو كما هو، وليس كما ظهر في الصور المنشورة أخيراً، والتي تم تزييفها باستخدام تقنيات (الفوتوشوب)"، على حد قوله.

ويعتبر القناع أحد أهم القطع التي عثر عليها للفرعون الشاب في قبره عام 1922، والذي حكم مصر من 1336 حتى 1327 قبل الميلاد، ومات بعمر 17 عاماً وفقاً للمعلومات التي أخذت من موميائه، ويعود عمر القناع إلى نحو 3300 عام.

صورة القناع المشوه(العربي الجديد)


حل ما


"ليس الأفضل ولكنه حل ما"، عبارة قالها خبير ترميم المعادن المنتدب للعمل في المتحف، كريستيان أكمان، مؤكداً أن أعمال ترميم القناع ولصق الذقن المستعار الذي تم في أغسطس/آب الماضي، لم يكن الأفضل، ولكنه في الوقت نفسه كان حلاً، مشيراً إلى أنه يمكن إعادة ترميمه بشكل صحيح، وأنه اقترح على الوزير في اجتماع معه، صباح اليوم السبت، إعادة الترميم من جديد بعد انتهاء التحقيق.
وأوضح الخبير الألماني، أن "الذقن المستعار لقناع توت عنخ آمون لم يكن ملصوقاً بالقناع عند اكتشافه عام 1922 وتم لصقه أول مرة في عام 1944 ثم تم إعادة لصقه باستخدام مادة (الإيبوكسي) في أغسطس/آب الماضي".

وأكد خبير الترميم الأجنبي، عدم علمه بنوع المادة المستخدمة في لصق الذقن بالقناع، ردّاً على سؤال صحافي بشأن "هل استخدام (الإيبوكسي) صالح في أعمال الترميم أم لا" متابعاً أنه "لا بد من دراسة القناع جيداً قبل الإجابة عن أسئلة نوع المادة المستخدمة، وهل الخدوش حديثة أم قديمة"؟، ولكنه أكد أن القناع آمن ويمكن استرجاعه من دون أي خطر يتهدده.

من جهته، قال رئيس الإدارة المركزية للترميم والصيانة في وزارة الآثار المصرية، غريب سنبل، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه "على ما يبدو أن السرعة في محاولة تركيب اللحية بعد أن انفصلت تسبب في وجود فاصل بين الذقن ووجه القناع".
وتابع سنبل: "استخدام (الإيبوكسي) ليس جريمة، سنحدد أي نوع من (الإيبوكسي) تم استخدامها في الترميم وهل مناسبة أم لا".

ورفض سنبل التصريح بالعقاب الإداري للمتسبب في الأمر، مشيراً إلى أهمية معالجة ما حدث للقناع أولاً.
وكان مدير المتحف المصري، محمود الحلوجي، أكد لوكالة "الأنباء المصرية" الرسمية، أن مادة "الإيبوكسي" مادة ليست محرمة، وهي من المواد المستخدمة فى ترميم الآثار على مستوى العالم.

وأشار الحلوجي، إلى أن المرة الأخيرة التى تعرض لها القناع للصيانة الدورية فى شهر أغسطس/آب الماضي، أي قبل أن يتولى إدارة المتحف فى أكتوبر/تشرين أول الماضي، موضحاً أن خبراء الترميم في المتحف هم من يحددون ميعاد الصيانة للآثار واحتياجها للنقل لمعمل الترميم أو صيانتها فى مكانها".