وزيرة للعزلة في بريطانيا... هذه مهماتها وردود الفعل بشأنها

29 يناير 2018
الوزيرة البريطانية للوحدة ترايسي كراوتش(تويتر)
+ الخط -


بات لدى البريطانيين الذين يعانون من الوحدة والعزلة الاجتماعية وزيرة تختص بشؤونهم. حقيبة وزارية هي الأولى من نوعها في العالم، أثار استحداثها ضمن الحكومة البريطانية ردوداً وتعليقات في الإعلام الدولي، إذ رحّب بعضهم بالفكرة في حين استهزأ بها آخرون.

ويبدو أنّ الشعور بالوحدة لدى عدد لا يستهان به من البريطانيين جعل الأمر بمثابة آفة اجتماعية حقيقية، يعاني منها كبار السن على وجه الخصوص في بريطانيا. لذلك أصدرت لجنة حكومية في نهاية عام 2017 نتائج التحقيق في انتشار مشاعر الوحدة بين السكان بالتعاون مع عشر منظمات غير ربحية، الذي بيّن أن تسعة ملايين بريطاني يعانون من الوحدة، أي ما يساوي 14 بالمائة من السكان. كما أن المعدلات ترتفع بنسب أعلى بين الفئات المستضعفة.

وفي دراسة استقصائية عن رعاية البريطانيين من ذوي الإعاقة، عبّر نصفهم عن الشعور بالوحدة مرّة واحدة في اليوم على الأقل. وأفاد ثلث المسنين بأنّهم يعانون من الشعور بالوحدة.

وعلّق رئيس المؤسسة الخيرية "Age Uk"، مارك روبنسون، بأنّ العزلة الاجتماعية يمكن أن تكون أسوأ على الصحة من تدخين 15 سيجارة في اليوم.

بيد أنّ التقرير أدرج حلولاً للتخفيف من وطأة هذا الإحساس، عبر ممارسات وبرامج تشجّع على المحادثة والصداقة والتعاطف، وتأسيس تجمّعات يلتقي فيها الناس، أو مبادرات فردية من متطوعين يحاولون مؤانسة تلك النفوس الوحيدة عبر طرق أبوابهم والتواصل معهم.

وتتحمّل البريطانية تريسي كراوتش مسؤولية صعبة، كونها أوّل وزيرة للوحدة يتم تعيينها في العالم. وللتعرّف على نوع المساعدة التي يمكن أن تقدّمها الوزارة المستحدثة، أوضح أربعة خبراء لصحيفة "آي"، كيفية رؤيتهم للأمور. فقالت مديرة "Age UK"، كارولين أبراهام، "إن الوحدة معقّدة وترافقها عوامل خطيرة. ومن المؤلم أن يقوّضك إحساس يقلّل من قيمتك الذاتية ويهدّد سلامتك العقلية والعاطفية والجسدية".

وأضافت أنّ "هناك أدلة متزايدة عن تأثير الشعور بالوحدة المزمنة على هورمونات التوتر، التي يمكن أن تسهم في تطوّر أمراض القلب والسكتة الدماغية والاكتئاب والخرف. لكن مع اتباع منهج ناجح يمكن الحد من هذا الوباء والسيطرة عليه".

تتابع أبراهام: "على الحكومة أن تواصل العمل الرائع الذي بدأته جو كوكس، وتابعته زميلتاها راشيل ريفز وسيما كينيدي. اللواتي سعين لمجتمع يعي مخاطر الوحدة ويتعاون على القيام بشيء حيالها، لأنه من غير المقبول أن تموت امرأة مسنّة وحدها من دون أن يلاحظ أحد وفاتها".

وترى أبراهام أنّه ينبغي على النواب في جميع أنحاء البلاد، دعم العمل المستدام طويل الأجل لمساعدة كبار السن الذين يشعرون بالوحدة.

من جهتها، تقول روث سوثيرلاند، الرئيسة التنفيذية لـ"ساماريتانز"، إنّه من الأفضل البدء بكسر حلقة الوحدة بدءاً من المدارس، مشيرة إلى العمل مع أكثر من 50 ألف طالب في جميع أنحاء المملكة المتحدة، يعاني العديد منهم من العزلة الاجتماعية الناجمة عن ضعف المهارات، وانعدام الثقة والمشاكل الصحية والعقلية أو الجسدية.

تؤكّد سوثيرلاند أنّ دورات تعليم الكبار يمكن أن تعالج قضايا محدّدة مرتبطة بالوحدة، منها على سبيل المثال تحسين القراءة والكتابة والحساب، أو المهارات الرقمية، إضافة إلى تحسين وتسهيل الالتحاق بدورات الصحة البدنية، وتطوير الذات والقدرة على الاندماج في المجتمعات. 

المساهمون