دعا وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير، للنظر بواقعية إلى الوضع المعقد مع تركيا في هذه المرحلة، مشددا على أهميتها لبلاده وللاتحاد الأوروبي و"هي البلد العضو في منظمة حلف شمال الأطلسي، والشريك المهم في أزمة اللاجئين وفي مكافحة الإرهاب الدولي".
وانتقد دي ميزيير، في المقابل، التدابير التي اتخذتها أنقرة بعد محاولة الانقلاب منتصف الشهر الماضي، مؤكدا، في حديث لصحيفة "بيلد إم زونتاغ"، اليوم الأحد، أنها لم تكن مناسبة، حيث قال: "لم يكن التعامل مع حقوق الإنسان على ما يرام في كثير من الأحيان".
إلى ذلك، أعلن سياسي "الحزب المسيحي الديمقراطي"، والذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، عن تصميمه على "المضي في تطبيق الحظر الجزئي للنقاب في بعض الأماكن العامة والدوائر الحكومية، من خلال إقرار قانون يمنع ذلك"، على الرغم من الاعتراض الذي يبديه "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، الشريك في الائتلاف الحاكم.
وأوضح المسؤول الألماني أنه "لا يمكن إطلاقا التخلي عن مطالبتنا القانونية بأن يكشف الناس عن وجوههم"، مضيفا أن "تغطية الوجه بالكامل يشكل ضربة ضد المجتمع المنفتح، وضد حرية المرأة على حد سواء".
من جهة ثانية، تعهد دي ميزيير بـ"ملاحقة المشتبه بهم بالإرهاب، وبتعزيز الإجراءات الأمنية، والاستعانة ببرامج تسمح بالتعرف الكامل على الوجه من خلال كاميرات فيديو مثبتة في المطارات ومحطات القطارات".
يشار إلى أن ميركل سعت، في تصريحات صحافية هذا الأسبوع، إلى تهدئة النقاش المحتدم مع تركيا، وأكدت على أهمية العلاقات بين البلدين، وذلك بعد أن نشرت محطة تلفزيونية ألمانية، بداية الأسبوع، تقريرا سريا اتهم أنقرة بدعم الجماعات المتشددة.
ونوهت المستشارة الألمانية بـ"العلاقة الخاصة التي تربط ألمانيا بتركيا"، مبرزة أن "ما يميزها وجود ثلاثة ملايين مواطن تركي يعيشون في ألمانيا"، مفضلة العلاقة الجيدة على المتوترة، وأنها بهذه الروح تجري محادثاتها مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.