غاب الخطاب الأسبوعي لقائد أركان الجيش في الجزائر، الفريق أحمد قايد صالح، للمرة الأولى منذ بداية الحراك الأسبوعي، وسط تساؤلات عن هذا الغياب، في وقت كان قايد صالح يحرص على القيام بأكثر من إطلالة أسبوعية لمخاطبة الجزائريين، والتذكير بمواقف سياسية للجيش، وتطورات الأزمة والأفق المقبل.
في المقابل، حرصت وزارة الدفاع الجزائرية على التذكير بمواقف المؤسسة العسكرية، ونشرت مجلة "الجيش" الأربعاء مقالاً افتتاحياً، جددت فيه قناعة الجيش بأن "الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 12 ديسمبر المقبل، ستكون مختلفة تماماً عن كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة، وهذا في ظل المعطيات الإيجابية وغير المسبوقة".
واستعرضت الافتتاحية هذه المعطيات الجديدة في علاقة بما تعتبره "تحولات لم تعرفها الجزائر منذ الاستقلال"، من خلال "موقف الجيش وانحيازه للشعب ومرافقة المسيرات السلمية ودعم العدالة في محاربة الفساد وملاحقة الفاسدين، وتحييد العصابة التي عاثت في البلاد فساداً ونهباً لمقدراتها، وحاولت جعل البلاد رهينة لمآربها".
ودافعت المجلة عن "الضرورات السياسية" التي تقتضي إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر في 12 ديسمبر المقبل، ووصفته بـ"القرار الصائب الذي سيجنب بلادنا بلا أدنى الشك الوقوع في الفراغ، وفي مآلات لا تُحمد عقباها".
وهاجمت الافتتاحية مجدداً القوى السياسية والمدنية المعارضة للترتيبات السياسية لإجراء الانتخابات الرئاسية، بسبب استمرار حكومة نور الدين بدوي ورموز نظام عبد العزيز بوتفليقة في السلطة، وقالت إن "المشككين والخائفين على الجزائر من جيشها ومن الانتخابات لا يمكنهم السباحة ضد التيار الشعبي الجارف، والاصطياد في مياه نتنة، حيث لا مستقبل لمخططاتهم، ولن يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم، حتى ولو تعاونوا مع أطراف أجنبية".
وطالب الجيش الصحافيين والإعلاميين بـ"توخي الصدق والموضوعية في نقل الأحداث"، و"تجنب التهويل وأساليب الكذب والإثارة التي تسلكها بعض وسائل الإعلام المأجورة التي يديرها مرتزقة".