أعلن في القاهرة مساء أمس الثلاثاء، وفاة الممثلة المصرية الكبيرة زبيدة ثروت عن عمر جاوز الـ76عاماً بعد صراع طويل مع المرض. وكانت الراحلة تتلقى العلاج في الأيام الأخيرة في مستشفى بحي المهندسين في الجيزة، ومن المقرر أن تشيع الجنازة بعد ظهر اليوم الأربعاء من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة.
ولدت زبيدة ثروت في يونيو/حزيران 1940 في الإسكندرية، وبدأت شهرتها عبر صور المجلات عقب فوزها بلقب "ملكة جمال الشرق"، في مسابقة كان يجري تنظيمها سنوياً آنذاك، وتلقفها صناع السينما سريعاً، لتخوض أول تجاربها السينمائية عام 1956 في فيلم "دليلة" الذي ظهرت به في دور صغير لم يستغرق سوى دقائق، لتكون بداياتها الحقيقية في السينما مع الفنان الراحل عبد الحليم حافظ في فيلم "يوم من عمري".
ولفتت زبيدة الأنظار نحوها بشدة نظراً لجمال ملامحها، ولقبت بقطة السينما المصرية وتوالت أدوار البطولة عليها. قدمت أدواراً كبيرة في أفلام "شمس لا تغيب"، و"نساء في حياتي"، و"الحب الضائع"، و"في بيتنا رجل". وكان اختيارها لأدوارها محدوداً نظراً لصرامة عائلتها التى منعتها يوماً من أداء دور الراقصة، وهو الدور الذي لطالما حلمت به زبيدة.
وفجأة أعلنت زبيدة اعتزالها الفن وتفرغت للعبادة واختفت عن الأضواء، وكان آخر أدوارها من خلال فيلم "المذنبون" في حقبة التسعينيات، وسافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية ومكثت هناك سنوات طويلة، لكنها عادت من جديد منذ فترة إلى القاهرة وكانت قليلة الظهور الإعلامي.
بلغت زيجات زبيدة ثروت خمساً، بحيث تزوجت أولاً من إيهاب الغزاوي، وانفصلت عنه بعد سلسلة من المشاكل، ولم تنجب منه. ثم تزوجت من المنتج السوري صبحي فرحات، وأنجبت منه بناتها الأربع ريم، رشا، مها، وقسمت. كما تزوجت بعد ذلك من المهندس ولاء إسماعيل وبعده الممثل عمر ناجي، بينما كان الكوافير اللبناني نعيم هو آخر أزواجها.
أوصت زبيدة من قبل وطبقاً لما قالته في أحد البرامج أن يكون مدفنها في نفس مدفن الفنان الراحل صديق عمرها عبد الحليم حافظ الذي قالت عنه ذات مرة إنه طلب الزواج منها وأسرتها رفضت كونه "مغنياً". ولكن هذا التصريح تم تكذيبه من نجل شقيق العندليب محمد شبانة، وفتح وقتها النار عليها، مؤكداً أنه لم يسبق له أن أحب زبيدة على الإطلاق وطلبها للزواج.