استعان فريق من مركز التحكم الأرضي، التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا"، بذراع آلية للانتهاء من عملية تركيب وحدة لإقامة رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية تنفخ بالهواء، ما يهيئ السبيل لإجراء تجربة مبتكرة لسكن هؤلاء الرواد والباحثين وحتى السياح.
ووحدة الإقامة، عبارة عن كبسولة تزن 1400 كيلوغرام قامت بتصنيعها شركة "بيغلو إيروسبيس"، التي يملكها ويديرها ملياردير العقارات روبرت بيغلو، وكانت قد وصلت المحطة الدولية يوم الأحد الماضي، على متن كبسولة الشحن "دراغون" التابعة لشركة سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز "سبيس إكس".
وذكرت ناسا في بث حي من خلال خدمتها التلفزيونية، إنه تم الانتهاء من توصيل الكبسولة بالمحطة الدولية صباح يوم السبت، عندما كانت المحطة الدولية، وهي مختبر أبحاث تكلف 100 مليار دولار وتشارك فيه 15 دولة، على ارتفاع نحو 400 كيلومتر من الأرض.
وسيجري ملء الكبسولة بالهواء في أواخر مايو/ أيار المقبل، في مستهل تجربة تستمر عامين للتأكد من مدى صمودها أمام البيئة الفضائية القاسية.
وقبل عملية الإطلاق في الثامن من إبريل/ نيسان الجاري، قال مسؤولون من "ناسا" و"بيغلو أيروسبيس"، إنه تم تصنيع الكبسولة من مادة متينة مقاومة للصدمات وهي مقر إقامة خفيف الوزن، يمكن أن يوفر ملايين الدولارات التي تنفق في عمليات الإطلاق بالمقارنة بالكبسولات المعدنية. وقد توفر الكبسولة لرواد الفضاء أيضا وقاية أفضل من الإشعاعات.
وكانت شركة "بيغلو أيروسبيس"، ومقرها شمال لاس فيغاس بولاية نيفادا، قد قامت بتجربة نموذجين تجريبيين غير مأهولين قبل عشرة أعوام، لكن هذه الكبسولة هي الأولى التي يمكن أن تملأ بالهواء لاستضافة رواد الفضاء.
وتعكف الشركة على تصنيع وحدات للإقامة يزيد حجمها عن الكبسولة الحالية، التي يعادل حجمها حجرة نوم صغيرة، بعشرين مرة لتصبح موقعاً مدارياً حر الحركة. كما تبرم اتفاقيات بنظام المشاركة، لاستئجار الفضاء على متن الكبسولة لكيانات تجارية وهيئات بحثية إلى جانب الراغبين في سياحة الفضاء.
وقال بيغلو، في مؤتمر صحافي خلال سمبوزيوم الفضاء في كولورادو سبرنغز، الأسبوع الماضي، "أملنا أن تكون ناسا العميل الأساسي لهذا الكيان".
وتهتم "ناسا" بوحدات الإقامة الفضائية التي تملأ بالهواء المضغوط، لتصبح مقرات لسكنى أفراد أطقم الفضاء خلال رحلات تستمر ثلاث سنوات إلى المريخ ومنه.
وتهدف اختبارات كبسولة الإقامة الفضائية، لقياس مدى صمودها أمام تفاوت درجات الحرارة والبيئة الفضائية ذات المستويات العالية من الإشعاع، فيما سيجري تركيب أجهزة استشعار لدى أفراد أطقم المحطة الفضائية لقياس ورصد الحطام الفضائي وتأثيرات ارتطامات الشهب والنيازك صغيرة الحجم.
وأضاف بيغلو قبل إطلاق المهمة، "لم يجر قط إرسال مهام من هذا النوع ولسنا على ثقة مطلقة من أدائها لأنها محطة تجريبية".