وجدها رئيس الوزراء

14 أكتوبر 2015
لاجئين سوريين في الطريق إلى أوروبا (أرشيف/Getty)
+ الخط -


من الرومانسية ربما، مطالبة أي مُغيّب أو مستفيد، أو حتى راض على مضض بالعيش بالداخل السوري، أن يقول أن رحيل بشار الأسد هو الحل، أو بداية الحل على الأقل، رغم ما يقوله الهاربون، حتى من مناطق سيطرة الأسد، عن السخط الشديد على النظام الذي بات بلا قرار، وخاصة بعد دخول روسيا بعد إيران، على أرض المعركة، وتفاقم حالات الفساد وزيادة نسب الجوع والفقر.

بيد أن أضعف الإيمان، الإشارة إلى سبب ومسبّب ما يجري بسورية، أو عدم نسب الأسباب لمن لاحول لهم ولا إثم، بتهديم بنى سورية وهياكلها وبلوغ خسائر حرب الأسد على الثورة، أكثر من خسائر الحرب العالمية الثانية ووصول حالات الهجرة والتهجير، إلى الأعلى بالتاريخ الحديث.

قصارى القول: تعقيباً على آخر تقرير نشرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول المأساة السورية، وبلوغ عدد طالبي اللجوء السوريين إلى أوروبا نحو 483 ألف بين نيسان 2011 وآب 2015، أي قبل غرق الطفل إيلان وفتح بوابات بلاد الأحلام وتهافت السوريين.

ورداً على ما نشرته الوكالة الأوروبية لضبط الحدود "فرونتكس" من أن زيادة بنسبة 350% للسوريين المسجلين في دول البلقان الغربية والدول المجاورة للاتحاد الأوروبي خلال الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بالربع الأول.

غرّد رئيس مجلس الوزراء السوري، ليس على تويتر، بل باجتماع الحكومة الدوري، أن بروز ظاهرة الهجرة كانت نتيجة الحرب والاعتداءات الإرهابية، ورأى المسؤول الرفيع، أن الحل في مخاطبة الدول الأوروبية لملاحقة المهربين.

خلاصة القول: يقال في سورية تهكماً على عقلية إدارة الأزمات البعثية، أن مشروعاً تأخر تنفيذه سنوات، ما يؤدي لسقوط العابرين بحفر الخرسانة، ما دفع الحكومة الرشيدة لبناء مشفى قرب المشروع المتوقف، لسرعة إنقاذ المصابين.

وبالعقلية ذاتها، تستمر حكومة الأسد بمعالجة أخطر ما تعانيه سورية اليوم، بعد وصول النازحين والمهجرين لنحو 11 مليون "نصف عدد السكان"، فبدل تأمين فرص العيش والعمل وكسر حدة الأسعار التي تضاعفت 12 مرة خلال الحرب وتأمين الماء والكهرباء وتحسين الدخول التي أكلها تضخم الليرة، ذهب ثاني مسؤول بالنظام السوري، لتوزيع المسؤولية، بين الإرهابيين والدول الأوروبية والمهربين، بل ووجد الحل ببقاء الوريث بشار الأسد، علّ النصف الآخر يرحل، لتُملّك سورية كاملة لأنصار الحرب والعقيدة، في موسكو وطهران.

 
اقرأ أيضاً: تركيا تنفق 7.6 مليارات دولار لاستضافة اللاجئين السوريين

المساهمون