وجدت إنييستا في كتاب طوق الحمامة!

03 مايو 2018
+ الخط -
لن أبدأ هذه التدوينة بشرح كتاب طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي والذي هو أشهر الكتب التي تكلمت عن الحب، فليس هذا موضوعنا وليس هذا تخصصي، لكنني قرأت في هذا الكتاب في باب الطاعة أنَّ من عجيب الحب طاعة المحب لمحبوبه وهذا ما ذكرني بإنييستا!

ما علاقة لاعب كرة القدم بطوق الحمامة؟

ما يقدمه إنييستا في كل مباراة يجعلك تشعر وكأن الكرة تحبه وتعشقه، تراها ساكنة عنده هادئة طائعة له، يفعل بها ما يشاء، يمرر، يسدد ويراوغ وكأنه يرسم لوحات فنية دون أن يحتاج إلى ريشة أو لوحة أو ألوان، كل ما يحتاجه الكرة وفقط والتي عندما يستلمها تشعر أنها مستسلمة له خجلة بين يديه، وكأنها تستمع لما يقول بل تأتمر بأمره هو، وكأن لسان حالها يقول: السمع والطاعة يا سيدي.


بساطته سر شهرته

على الرغم من بساطته وأسلوبه السهل في الحياة دون حلاقة مميزة ودون وشم ودون ملابس غريبة إلا أن هذه البساطة هي التي أكسبته الشهرة وحب الجماهير.

حتى طريقة لعبه بسيطة تجعلك تشعر كأن ما يقوم به سهل للغاية وبسيط وبإمكان أي لاعب آخر القيام به، لكنه سهل ممتنع لا يقوم به إلا الرسام، فالكثير من اللاعبين يحسنون المراوغات، لكن ما يقوم به إنييستا له طابع خاص به هو وفقط، وكأنه ماركة مسجلة باسمه.

ألقاب كثيرة بأهداف قليلة

على الرغم من أن إنييستا لم يسجل أهدافاً كثيرة خلال مسيرته الكروية، لكن على قلتها يتذكرها أغلب متابعي كرة القدم، فالهدف الحاسم الذي سجله ضد تشيلسي في مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وهدف التتويج بكأس العالم 2010، من المؤكد سيبقيان راسخين في الأذهان.

وتحصل خلال مسيرته مع نادي برشلونة على 31 لقباً وحصل مع المنتخب الإسباني على كأس العالم مرة، وكأس أوربا للأمم مرتين.

وعلى الرغم من ترشحه لجائزة أفضل لاعب في العالم على مرتين 2010 و2012 لكنه لم يفز بها مكتفياً بجائزة أفضل لاعب في أوربا 2012.

العمر ليس مجرد رقم

أختلف مع مقولة أن العمر مجرد رقم، فالعمر أمر واقع وله سلطان وسلطانه نافذ لا يستطيع أحد الفرار منه، فبعد أن فقدت جماهير البلوغرانا لزرقاء اليمامة تشافي، ها هي اليوم تفقد لاعباً آخر من طراز كبير قد لا يعوض، ولم يبق من قدماء محاربي La Masia إلا ليونيل ميسي والذي أيضاً اقترب موعد رحيله، فالسنوات تمر بسرعة، وهنا أتذكر مقولة المدرب البرتغالي جوزييه مورينيو الذي قال: عندما يعتزل ميسي سنبكي جميعاً.

يقال إن الحب مثل الحياة لا يوجد إلا مرة واحدة، كذلك أعتقد أن إنييستا لن يتكرر في برشلونة مرة أخرى وسيبقى أيقونة ورمزاً من رموز النادي الكتالوني وستبقى تذكره جماهير المستديرة ليس في إسبانيا فحسب، بل في العالم كله طويلاً.