وكاتب الرسالة السرية هو والتر إيتان، أول مدير عام لوزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، ووجهها إلى وزير الخارجية في حينه، موشيه شاريت، الذي كان في زيارة إلى نيويورك.
وكُتبت الرسالة بعد مرور 6 أشهر على الإعلان الرسمي لانتهاء الحرب التي بدأت عام 1948 بتوقيع اتفاقية الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية برعاية أممية.
وتتضمن الخطة طرد السكان الفلسطينيين من أماكن عدة في الجليل وغيرها شمالي فلسطين التاريخية، وتم ذكر كل من قرى فسوطة وترشيحا وحرفيش والريحانية ومجدل وزكريا، وكذلك الجش التي رحُل إليها سكان قرية "كفر برعم" المدمرة عام 1948.
وكانت الخطة تقضي طرد أكثر من 10 آلاف فلسطيني لأسباب أمنية، معظمهم من المسيحيين، وبعضهم كانوا من دروز حرفيش وشركس الريحانية، لكن نص الوثيقة لم يحدد الوجهة التي كان سيطرد إليها هؤلاء.
اللافت أن إيتان أكد في الرسالة موافقة دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء للاحتلال الإسرائيلي، على الخطة، لكن إيتان سعى للحصول على موافقة وزير الخارجية شاريت ووزير المالية إليعيزر كابلان لتغطية تكلفة العملية التي تشمل إعادة توطين المهجرين.
وطلب إيتان ضرورة الحصول على موافقة شاريت على الخطة وإبداء رأيه فيها، وقال إنه شخصيًا رفض الخطة لأسباب سياسية ورأى أنه من الضروري أن يطلع شاريت عليها.
وقالت الصحيفة إن هذه الرسالة بقيت حتى وقت قريب محفوظة في ملف "أرشيف دولة إسرائيل"، وسمح بالاطلاع عليها قبل 6 أشهر. لكن حاليًا تم إخفاء هذه الرسالة ورسائل أخرى، ولم يعد ممكنًا الاطلاع عليها.
وأضافت "هآرتس" أن الأرشيف الإسرائيلي لم يقدم تفسيرًا لحجب الوثيقة مجددًا، واستبدالها على صفحة الإنترنت الخاصة بصفحة فارغة مكتوب عليها كلمة "سرّي" فقط.
ورغم أن الخطة لم تنفذ لأسباب سياسية، كما تقول الصحيفة، إلا أن عددًا من المؤرخين الإسرائيليين الجدد، أمثال إيلان بابه، وبيني موريس، كشفوا في السنوات الأخيرة بالوثائق التي اطلعوا عليها في الأرشيف الخاص بالحركة الصهيونية والعصابات الصهيونية ومراسلات المسؤولين الإسرائيليين، قبل وأثناء النكبة الفلسطينية عام 1948، عن وضع وتنفيذ خطة للتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.
(الأناضول)