وثائقي "لعبة الحصار" على "العربي" يكشف أسباب وخلفيات مخطط غزو قطر

وقال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن "دولة قطر فُرض عليها حصار دون سابق إنذار"، مضيفا: "بعد اختراق وكالة الأنباء، كانوا ما زالوا يجهّزون شكاواهم لتقديمها إلى الدول الأخرى التي سألتهم عنها، ولم يزوّدوا هذه الدول بها إلا في شهر يوليو/تموز"، متسائلًا: "هل معنى ذلك أنهم بنوا الحصار على قرارات عشوائية أم بنوه على وقائع؟ لو كان على وقائع لأتوا إلينا قبل اختراق وكالة الأنباء".



وقال البروفيسور في جامعة "كينغز كوليج" أندرياس كريغ، إن خطة الإمارات كانت تغيير النظام في قطر. ومن أجل ذلك، خلقت الإمارات الأجواء التي تمهد لهذا الهدف، مضيفا أن "الخطوة الأولى كانت الهجوم على وكالة الأنباء القطرية، وكل الدلائل التي وصلنا إليها تشير إلى أن الهجوم جاء من الإمارات، وذلك كان واضحاً من خلال تحقيقات (إف بي آي)، التي أظهرت أن عنوان الـ(آي بي) الذي نفذ الهجوم عام 2017 كان إماراتيا".

" بن زايد استغل عدم نضج بن سلمان في إقناعه بفرض الحصار على قطر "

ويشرح الفيلم الوثائقي الصعود السريع لقطر الذي دفع بها للواجهة العربية والإقليمية، وجعل منها لاعباً سياسيا أساسياً في المنطقة، وهو ما أهلها للعب دور الوساطة بنجاح في قضايا إقليمية كثيرة، ومنحها مرونة أكبر في التحرك بين الملفات الإقليمية، متقدمة على عواصم القرار العربي التقليدية. ويسرد الفيلم كيف أن الدور القطري أصبح مزعجاً لدول إقليمية خاصة في ظل حلم الرياض بإنشاء اتحاد خليجي على غرار الاتحاد الأوروبي يكون لها دور القيادة فيه.

ورأى المحلل السياسي عبد العزيز آل إسحق، خلال حديثه في الفيلم الوثائقي، أنّ سبب الأزمة يمكن تلخيصه في جملة واحدة، وهي "حقد محمد بن زايد وجهل محمد بن سلمان". في حين اعتبر الباحث في العلاقات الدولية دكتور حسن البراري أن بن زايد استغل عدم نضج بن سلمان في إقناعه بفرض الحصار على قطر.

وذهب المحلل السياسي عمر عياصرة إلى أن الأزمة الخليجية تسبّبت في انحسار دور السعودية الإقليمي بعدما ضعف دور مجلس التعاون، فيما وصف الصحافي جابر الحرمي السعودية بأنها "مختطفة، وتلتزم بما تمليه عليها الإمارات".

وأضاء الوثائقي، أيضا، على النمو الكبير الذي حققته قطر بعد الحصار، وتولد من رحم الأزمة التي ساعدت على اكتشاف القطريين قدراتهم الذاتية.