اعتبر عبد الحميد الصبري، والد الطالبة سناء التي اختطفت في مدينة تعز وتمكنت من الإفلات من خاطفيها أمس الأحد، أن عملية الاختطاف جريمة بحق المجتمع ويجب محاسبة مرتكبيها لمنع تكرارها.
وأكد الصبري في تصريح لـ"العربي الجديد" أن ابنته استطاعت أمس الإفلات من الخاطفين الذين نقلوها إلى محافظة إب ثم إلى صنعاء، مشيرا إلى أنها أضربت عن الطعام فنقلها الخاطفون إلى أحد المستشفيات في صنعاء، ومن هناك استطاعت تأمين الاتصال به عن طريق إحدى الطبيبات.
واستغرب الأب حادثة الاختطاف التي استهدفت ابنته والدوافع التي أدت إلى ارتكاب الجريمة. وقال لـ"العربي الجديد": "ليس بيني وبين أحد أي خلاف أو خصومة شخصية أو مشكلة مع طرف من الأطراف"، لافتا إلى أنه لم يحصل على أي معلومات أو تفاصيل عن الخاطفين.
وتابع "أطالب الأجهزة الأمنية بالقبض سريعاً على المجرمين الذين اختطفوا ابنتي، وإحالتهم إلى الجهات المختصة لينالوا الجزاء العادل، ويكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم الدخيلة على مجتمعنا".
من جانبها، روت الطالبة سناء تفاصيل حادثة اختطافها، عبر تسجيل مصور، مؤكدة بأن الخاطفين كانوا قد قابلوها قبل أيام من الاختطاف وهددوها تهديداً مباشراً. وقالت: "عندما عرفوا بأني ابنة المهندس عبد الحميد الصبري، قالوا لي أخبري والدك أن يترك انتقادات حزب الإصلاح، وقبل يوم من اختطافي قال لي أحد الأشخاص: والدك قيادي ناصري، أبلغيه يحذر من الإصلاحيين"، مشيرة إلى أنها أبلغت والدها بهذا الأمر، حتى تم اختطافها صباح الخميس في التاسع من أغسطس/آب الجاري.
وتابعت: "كنت ذاهبة لأداء اختبار مادة الإحصاء في جامعة تعز، وخرجت من المنزل إلى الشارع وأوقفت أحد الباصات أمام بيتنا لينقلني إلى منطقة بير باشا ومنها إلى الجامعة"، مشيرة إلى أن رجلا آخر كان مع سائق الباص.
وأضافت سناء بأن أحد الخاطفين كان جالساً في المقعد الخلفي فوضع مادة على فمها، فغابت عن الوعي ولم تجد نفسها إلا في شقة تجهل موقعها. وأضافت: "أضربت عن الطعام، وأصبت بوعكة صحية بسبب مشاكل في المعدة والكلى، فنقلوني لمستوصف في إب حيث أجريت لي إسعافات أولية، ثم نقلوني إلى صنعاء". ولفتت إلى أن الخاطفين كانوا يجلسون إلى جانبها أثناء السفر ويهددونها في حال تكلمت أو صرخت.
وعن تفاصيل نجاتها من الخاطفين، أكدت سناء أنهم أدخلوها إلى مستشفى في صنعاء بعد تدهور صحتها بسبب رفضها تناول الطعام والأدوية، و"قامت الطبيبة بالكشف على حالتي وأعطتني بعض الأدوية. بدأت بعدها في استعادة قواي وأخبرت الطبيبة بأني تعرضت للاختطاف من مدينة تعز من قبل شخصين لا أعرفهما، وأعطيتها رقم تلفون والدي، فاتصلت الطبيبة به، وأخرجتني من المستشفى". وأشارت إلى أن والدها تواصل مع أحد أصدقائه في صنعاء "الذين أخذوني وسافرت مع بنت صديق والدي إلى تعز".
وأكدت سناء أن الخاطفين لم يتعرضوا لها بأي أذى ولم تتعرض للأساءة أو التعذيب، وكانت تجلس في غرفة لوحدها، "لكنهم أخذوا بطاقتي الجامعية وبطاقة خاصة بوالدي وهاتفي النقال".
وشهدت مدينة تعز (وسط) السبت الماضي، مسيرة حاشدة نظمها طلاب جامعة تعز لمطالبة الجهات الأمنية بالقيام بواجبها وتحمل مسؤولياتها والكشف عن مصير الطالبة المختطفة.
ووصفت أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة صنعاء الدكتورة سامية عبد المجيد الأغبري، اختطاف سناء الصبري بـ"العمل الجبان"، مشيرة إلى أنه من الظواهر السلبية التي انتشرت في المجتمع كنتيجة طبيعية للحرب.
وأكدت الأغبري في تصريح لـ"العربي الجديد" أن حادثة الاختطاف تثبت انتشار العصابات المنفلتة في المدينة، وأن الأمر "يزداد سوءا عندما يتم اختطاف الفتيات كنوع من تهديد أو ابتزاز أهاليهن". ولفتت إلى أن "عدم معاقبة الجناة رغم التعرف عليهم في كثير من الأحيان، يساهم في تفشي ظاهرة الاختطاف بشكل أكبر في أوساط المجتمع".
وأوضحت الأغبري بأن أسر المختطفين لاسيما الفقراء منهم، "يعانون من عدم قدرتهم على عمل شيء ملموس لإنقاذ ذويهم". وأضافت "لم يتمكن أهالي كثير من المختطفين والمختطفات من إبلاغ الجهات المعنية أو المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان خوفا من تعرض ذويهم للإيذاء الجسدي أو النفسي".
وطالب المدير العام للدراسات والبحوث في وزارة حقوق الإنسان وليد الأبارة، بعدم تقييد القضية ضد مجهول. وقال الأبارة لـ"العربي الجديد": "من العار أن لا تتم ملاحقة الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لنيل جزائهم العادل. فاختطاف الفتيات ظاهرة مشينة ودخيلة على مجتمعنا اليمني". وأضاف: "من لم تهزّه هذه القضية فعليه إنعاش ضميره بحقنة من الإنسانية وبقليل من المروءة".
ومثلت حادثة اختطاف الطالبة سناء الصبري صدمة كبيرة لليمنيين كونها ظاهرة دخيلة على المجتمع اليمني، وخلقت حالة من الخوف والرعب بين سكان مدينة تعز الذين طالبوا بوضع حد لمثل هذة الظاهرة.