في الثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أي قبل يومين فقط من بداية السنة الميلادية الجديدة، دخل الطفل المقدسي شادي فراح (14 عاماً)، سنته الثالثة في سجون الاحتلال. كان هذا الطفل، وهو أصغر أسير لدى الاحتلال، قد اعتقل مع صديقه أحمد الزعتري (15 عاماً)، عام 2015، ودانتهما محكمة في حينه، بمحاولتهما "التسبب بأذى فادح باستخدام آلتين حادتين (سكينين)"، وفق توصيف المحكمة وحكما بثلاث سنوات.
دخول شادي عامه الثالث في الأسر قلّب مواجع والدته فريهان فراح التي لا تنفك تتحدث عن نجلها الأسير واشتياقها إليه ولوعتها على فراقه، خصوصاً بعد الوعكة الصحية التي ألمّت به أخيراً، إذ يمضي طفلها مدة محكوميته محروماً من ممارسة حياته كطفل.
والدة شادي كانت قد أطلقت أخيراً نداء إلى العالم، ليطلق سراح نجلها، كي يعود مجدداً إلى ممارسة هواياته في الكتابة والرسم وممارسة ألعابه الرياضية المفضلة، والانكباب على تلاوة القرآن وحفظه.
تقول والدة شادي في حديثها إلى "العربي الجديد"، بمناسبة دخوله العام الثالث في الأسر: "شادي وأحمد كانا عائدين من مدرستهما في القدس المحتلة عندما اعتقلا في التاسع والعشرين من ديسمبر 2015. أصدرت محكمة الاحتلال في حينه قراراً بسجنهما ثلاث سنوات بعد إدانتهما بتهمة حيازة سكين. ونظراً لصغر سنهما نقلا بادئ الأمر إلى مؤسسة لرعاية الأحداث في مدينة طمرة داخل الأراض الفلسطينية المحتلة عام 1948".
إتمام شادي عامه الثاني في الأسر، والدخول في العام الثالث، صنع من هذه المناسبة فرصة لوالدته كي توجه إليه رسالة العيد: "أقول لشادي: كلّ عام وأنت إلى الحرية أقرب... كلّ عام وأنت رمز من رموز النضال الحر. وأقول للعالم: بينما أنتم تحضّرون هدايا عيد الميلاد ورأس السنة والألعاب لأطفالكم، تذكروا أنّ لنا أطفالاً خلف جدران السجون وفي غياهب الظلم والقهر والعنصرية".
عن يوميات شادي داخل المعتقل، تقول والدته: "يمضي ولدي أيامه بالدراسة وممارسة الرياضة يومياً، إذ بات يملك عضلات، وكبر قبل أوانه. من يره الآن يحسبه ابن عشرين عاماً". ما يسبب قلق الأم على طفلها توعكه صحياً وتدهور حالته أخيراً، إذ تعرض مع بداية الشتاء لنزلة برد حادة جعلته يعاني من حساسية. تقول والدته: "نحن نزور شادي باستمرار... لا يسأل عنه إلّا بعض الأصدقاء والأهل حالياً، بينما كان الجميع في بداية الاعتقال يسألون ويطمئنون عليه".
اقــرأ أيضاً
لكن، ما الذي تريده والدة شادي لكي يطمئن قلبها عليه وهو البعيد عنها؟ تجيب: "أريد أن أعيد إلى شادي طفولته... أريده أن يضحك من قلبه ويلعب ويشاكس ويطلب مني الشوكولاتة والسكاكر. أريده أن يمارس حياته الطبيعية، بالرغم من أنّه كبر قبل أوانه ولم يعد طفلاً". تضيف: "ما زال سريره خالياً... وألعابه تنتظره. بدوري، أنتظر تلك اللحظة التي يعود فيها إلى المنزل، لكنّي أدرك أنّه عندما يعود لن يلعب بألعابه التي يحب".
تذكرها الدائم لطفلها، لم ينسها أمهات أسرى أطفال آخرين، كأم الأسير الفتى أحمد مناصرة، الذي حكم عليه بالسجن 9 أعوام: "أقول لوالدة أحمد مناصرة: أعانك الله على السنوات التي ستمر من دون أحمد". تعلق: "شادي سيمضي ثلاث سنوات وأحسبها دهراً، فكيف بأحمد الذي سيمضي 9 أعوام؟".
اعتقال عهد التميمي، ذكّر أم شادي بمسؤوليات وواجبات العالم كله تجاه الأطفال الفلسطينيين المعتقلين واستهدافهم. تقول والدة شادي: "اعتقال عهد التميمي سلط الضوء على سياسة الاحتلال في استهداف الأطفال ولو أنّه جاء متأخراً. كان من المفترض عندما اعتقل شادي وأحمد أن يقف العالم والإعلام الوقفة التي يقفونها الآن مع عهد. ولولا توثيق الكاميرا، وحالة التضامن معها لبقيت قضية الأطفال في طيّ النسيان، مع العلم أنّي كنت دائمة الحديث في المحافل الدولية، خصوصاً في جنيف ولاهاي ونيويورك، عن خطورة اعتقال الأطفال، لكنّ أحداً لا يصغي لما كنت أحذر منه".
تشير والدة شادي في رسالتها الموجهة إلى العالم، إلى أنّه قد حان وقت كسر حاجز الصمت لدى المؤسسات والمنظمات والإعلام، وتسليط الضوء على اعتقال واستهداف الأطفال وهم كثيرون، ومنهم أحمد مناصرة، ومنار شويكي، ومرح بكير، وأحمد الزعتري. ولا بد من التوقف عند اعتقال النساء بشكل خاص وما يعانينه وألّا ننتظر حدثاً معيناً كي نتحرك".
عن آخر زيارة له، تختم فراح حديثها إلى "العربي الجديد": "قبل ثلاثة أسابيع كنت في زيارة إلى شادي... في ذلك اللقاء قال لي إنّه يريد حريته فقط. وعندما سألته عن رفاقه المعتقلين معه، قال إنّهم يتوقون إلى الحرية والعيش بأمن وسلام". تتابع: "نتمنى على العالم ألّا ينسى أطفالاً خلف القضبان من حقهم أن ينعموا بحريتهم وأن يستعيدوا طفولتهم المسلوبة منهم".
اقــرأ أيضاً
دخول شادي عامه الثالث في الأسر قلّب مواجع والدته فريهان فراح التي لا تنفك تتحدث عن نجلها الأسير واشتياقها إليه ولوعتها على فراقه، خصوصاً بعد الوعكة الصحية التي ألمّت به أخيراً، إذ يمضي طفلها مدة محكوميته محروماً من ممارسة حياته كطفل.
والدة شادي كانت قد أطلقت أخيراً نداء إلى العالم، ليطلق سراح نجلها، كي يعود مجدداً إلى ممارسة هواياته في الكتابة والرسم وممارسة ألعابه الرياضية المفضلة، والانكباب على تلاوة القرآن وحفظه.
تقول والدة شادي في حديثها إلى "العربي الجديد"، بمناسبة دخوله العام الثالث في الأسر: "شادي وأحمد كانا عائدين من مدرستهما في القدس المحتلة عندما اعتقلا في التاسع والعشرين من ديسمبر 2015. أصدرت محكمة الاحتلال في حينه قراراً بسجنهما ثلاث سنوات بعد إدانتهما بتهمة حيازة سكين. ونظراً لصغر سنهما نقلا بادئ الأمر إلى مؤسسة لرعاية الأحداث في مدينة طمرة داخل الأراض الفلسطينية المحتلة عام 1948".
إتمام شادي عامه الثاني في الأسر، والدخول في العام الثالث، صنع من هذه المناسبة فرصة لوالدته كي توجه إليه رسالة العيد: "أقول لشادي: كلّ عام وأنت إلى الحرية أقرب... كلّ عام وأنت رمز من رموز النضال الحر. وأقول للعالم: بينما أنتم تحضّرون هدايا عيد الميلاد ورأس السنة والألعاب لأطفالكم، تذكروا أنّ لنا أطفالاً خلف جدران السجون وفي غياهب الظلم والقهر والعنصرية".
عن يوميات شادي داخل المعتقل، تقول والدته: "يمضي ولدي أيامه بالدراسة وممارسة الرياضة يومياً، إذ بات يملك عضلات، وكبر قبل أوانه. من يره الآن يحسبه ابن عشرين عاماً". ما يسبب قلق الأم على طفلها توعكه صحياً وتدهور حالته أخيراً، إذ تعرض مع بداية الشتاء لنزلة برد حادة جعلته يعاني من حساسية. تقول والدته: "نحن نزور شادي باستمرار... لا يسأل عنه إلّا بعض الأصدقاء والأهل حالياً، بينما كان الجميع في بداية الاعتقال يسألون ويطمئنون عليه".
تذكرها الدائم لطفلها، لم ينسها أمهات أسرى أطفال آخرين، كأم الأسير الفتى أحمد مناصرة، الذي حكم عليه بالسجن 9 أعوام: "أقول لوالدة أحمد مناصرة: أعانك الله على السنوات التي ستمر من دون أحمد". تعلق: "شادي سيمضي ثلاث سنوات وأحسبها دهراً، فكيف بأحمد الذي سيمضي 9 أعوام؟".
اعتقال عهد التميمي، ذكّر أم شادي بمسؤوليات وواجبات العالم كله تجاه الأطفال الفلسطينيين المعتقلين واستهدافهم. تقول والدة شادي: "اعتقال عهد التميمي سلط الضوء على سياسة الاحتلال في استهداف الأطفال ولو أنّه جاء متأخراً. كان من المفترض عندما اعتقل شادي وأحمد أن يقف العالم والإعلام الوقفة التي يقفونها الآن مع عهد. ولولا توثيق الكاميرا، وحالة التضامن معها لبقيت قضية الأطفال في طيّ النسيان، مع العلم أنّي كنت دائمة الحديث في المحافل الدولية، خصوصاً في جنيف ولاهاي ونيويورك، عن خطورة اعتقال الأطفال، لكنّ أحداً لا يصغي لما كنت أحذر منه".
تشير والدة شادي في رسالتها الموجهة إلى العالم، إلى أنّه قد حان وقت كسر حاجز الصمت لدى المؤسسات والمنظمات والإعلام، وتسليط الضوء على اعتقال واستهداف الأطفال وهم كثيرون، ومنهم أحمد مناصرة، ومنار شويكي، ومرح بكير، وأحمد الزعتري. ولا بد من التوقف عند اعتقال النساء بشكل خاص وما يعانينه وألّا ننتظر حدثاً معيناً كي نتحرك".
عن آخر زيارة له، تختم فراح حديثها إلى "العربي الجديد": "قبل ثلاثة أسابيع كنت في زيارة إلى شادي... في ذلك اللقاء قال لي إنّه يريد حريته فقط. وعندما سألته عن رفاقه المعتقلين معه، قال إنّهم يتوقون إلى الحرية والعيش بأمن وسلام". تتابع: "نتمنى على العالم ألّا ينسى أطفالاً خلف القضبان من حقهم أن ينعموا بحريتهم وأن يستعيدوا طفولتهم المسلوبة منهم".