تصريح جاووش أوغلو، جاء في مؤتمر صحافي الأربعاء بالعاصمة الأميركية واشنطن التي يزورها للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، بحسب ما أوردت "الأناضول".
وأوضح جاووش أوغلو أنّه سيتم تقييم المقترحات المتبادلة للطرفين، من أجل إتمام مرحلة انسحاب القوات الأميركية من سورية "دون حدوث مشاكل".
وتابع أنّ "الوفد التركي كان في واشنطن، وتم الاتفاق على تشكيل قوة مهام مشتركة لتنسيق الانسحاب الأميركي من سورية"، مشيراً إلى أنّه بحث هذا الأمر مع نظيره الأميركي مايك بومبيو "الذي أبدى إيجابية للمقترح".
ولفت الوزير التركي إلى أنّ "القوة ستكون معنية فقط بتنسيق الانسحاب الأميركي"، مشيراً من ناحية أخرى، إلى "وجود نوع من السرعة في تطبيق خارطة الطريق حول منبج، رغم الظروف الجوية السيئة".
وفي يونيو/حزيران الماضي، توصلت واشنطن وأنقرة، لاتفاق "خارطة طريق" حول مدينة منبج التابعة لمحافظة حلب، تضمن إخراج مسلحي "وحدات حماية الشعب" الكردية، من المنطقة، والتي تعتبرها أنقرة نسخة سورية من حزب "العمال الكردستاني" المصنف لديها في خانة التنظيمات "الإرهابية".
ورداً على سؤال حول المنطقة الآمنة المزمعة في شمال سورية، قال جاووش أوغلو: "إن كان المقصود بالمنطقة الآمنة، هو إنشاء منطقة عازلة للإرهابيين، فإنّ تركيا سترفض هذه الخطوة".
وأكد أنّ بلاده "ستدعم المنطقة الآمنة التي تساهم في إزالة مخاوف تركيا الأمنية في تلك المناطق"، مذكّراً بأنّ "فكرة إنشاء مثل هذه المنطقة، بدرت أولاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقوبلت برفض من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما".
وأكد أنّه "لم تتضح إلى الآن كيفية إنشاء المنطقة الآمنة في شرق الفرات"، مبيّناً أنّ المباحثات بين الطرفين جارية في هذا الشأن. وذكّر بأنّ تركيا تبحث مع المسؤولين الروس فكرة إنشاء المنطقة الآمنة، على غرار التنسيق القائم بين أنقرة وواشنطن حول هذا الموضوع.
"خطأ حقيقي"
من جهة أخرى، رأى جاووش أوغلو أنّ "الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، سببها خروج الولايات المتحدة من العراق دون تنظيم أو خطة مدروسة"، واصفاً انسحاب واشنطن من العراق بهذا الشكل بأنّه "كان خطأً حقيقياً".
وأوضح بالقول: "عندما انسحبت واشنطن من العراق، تركت البلاد لنوري المالكي (رئيس الوزراء الأسبق) الذي همّش العديد من الشرائح الاجتماعية في البلاد، الأمر الذي خلق نوعاً من الفوضى، واستفاد منه عناصر داعش، وبسطوا سيطرتهم على 40 بالمئة من الأراضي العراقية بسرعة كبيرة".
وشدد جاووش أوغلو على "وجوب عدم تكرار نفس الخطأ أثناء الانسحاب الأميركي من سورية، وترْك فراغ في المناطق التي ستنسحب منها القوات الأميركية"، وكذلك على "ضرورة عدم السماح للإرهابيين أو للموالين للنظام السوري، بملء الفراغ الذي سيحدث جراء خروج القوات الأميركية من الشمال السوري".
وتطرّق جاووش أوغلو إلى اجتماع المجموعة المصغرة حول سورية، التي تضم أيضاً ألمانيا والأردن والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة.
واتهم الوزير التركي بعض الدول الأعضاء في المجموعة المصغرة (لم يسمها)، بأنّها تتعامل مع "وحدات حماية الشعب" الكردية أكثر من واشنطن، مستدركاً بالقول "لكن أنقرة تنسق مع واشنطن وموسكو، واستقرار سورية يهمنا أكثر من الجميع، ونرحب بأي مبادرة إيجابية من أوروبا".
وتابع: "نعلم أيضاً أنّ بعض الدول في المجموعة المصغرة تعيق تشكيل لجنة صياغة الدستور وتموّل الجماعات المتطرفة في إدلب من أجل إفشال اتفاق سوتشي".
وأعلن أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد قمة في مدينة سوتشي جنوبي روسيا، في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل مناطق النظام عن مناطق المعارضة في إدلب شمال غربي سورية.
وحال الاتفاق حينها دون تنفيذ النظام السوري وحلفائه هجوماً عسكرياً على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين. ونصّ الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض 20 كيلومتراً ووقف إطلاق النار، إلا أنّ قوات النظام لم تلتزم به وقصفت مناطق المعارضة بشكل مستمر.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تمتلك خطة لمكافحة عناصر "داعش" المتواجدين في مناطق سيطرة النظام السوري، قال جاووش أوغلو: "لم يطلعونا إلى الآن على شيء بهذا الخصوص، لكن أستطيع أن أقول إنّه سيتم القضاء على فلول داعش في شرق الفرات خلال فترة قريبة".
(العربي الجديد، وكالات)