واشنطن غير متحمسة للمقترح الفرنسي بإنشاء "مجموعة اتصال" حول سورية

20 سبتمبر 2017
الخطوة الفرنسية لم تلاقِ حماسة أميركية (جون مور/Getty)
+ الخط -



قال مسؤول في "الهيئة العليا للتفاوض" التي تمثل المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، إن اللقاءات التي يجريها المنسق الأعلى للهيئة رياض حجاب والوفد المرافق له في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تهدف لاستثمار هذا الملتقى الدولي الهام لحشد مواقف دول فاعلة في سورية، بشأن دعوات الهيئة العليا لتطبيق حلٍ سياسي في سورية، من دون أن يكون لرئيس النظام السوري بشار الأسد أي دورٍ فيه.

وأضاف القيادي في "الهيئة العليا"، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أن "لقاء رياض حجاب بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل يومين في نيويورك، تطرق إلى مقترح باريس بإنشاء مجموعة اتصال حول سورية، وهي مبادرة تسعى لانخراط الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى دول إقليمية فاعلة منخرطة في المسالة السورية، وتهدف إلى تحقيق تقدم ملموس في الحل السياسي، لكن رغبة الولايات المتحدة بإبعاد الدور الإيراني، على الأقل ظاهرياً، يجعل فرص المبادرة محدودة".

وكان حجاب قد "أثنى"، بحسب مكتبه الصحافي، خلال اجتماعه بماكرون قبل يومين "على مبادرة الرئيس الفرنسي الأخيرة بتشكيل لجنة اتصال من الدول الخمس دائمة العضوية زائد الأطراف المؤثرة في المنطقة"، قائلا إن "هذه المبادرة تكسر محاولات القوى الحليفة للنظام لاحتكار صياغة الحل السياسي وفق أطماعهم التوسعية وأجندات مد نفوذهم عبر الحدود".

وقوبل المقترح الفرنسي بإنشاء مجموعة اتصال دولية لدفع مفاوضات الحل السياسي في سورية ببرود أميركي؛ إذ لم تبدِ واشنطن تفاعلاً مع المقترح الفرنسي، فيما كان وزير خارجيتها ريكس تيلرسون، رعى ليل الاثنين - الثلاثاء، اجتماعاً ضم وزراء خارجية ست عشرة دولة، بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا، وقطر والسعودية والأردن ومصر، إضافة لممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، ووكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية جفري فلتمان.

وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد، بعد هذا الاجتماع، إن الوزراء اعتبروا أن "العمل العسكري والأمني وحده قد يؤدي إلى انخفاض العنف، لكنه لن ينتج سورية مستقرة"، معتبراً أن الوصول لسورية مستقرة، يتطلب "عملية سياسية ذات صدقية تعكس إرادة غالبية السوريين".

وشدد المسؤول الأميركي على أن بلاده لا ترى "أن الأسد سيبقى في نهاية العملية السياسية لأنه خسر شرعيته وحقه في الحكم، ولكن هذا قرار يعود إلى الشعب السوري، وهو نتيجة العملية السياسية وعلى هذه العملية أن تبدأ"، وذلك "في أسرع وقت لكي نصل إلى سورية غير مقسمة ومستقلة، وحيث لا يعمل وكلاء لأي دولة خارجية فيها، إيران وسواها، وهذا ما توافق عليه كل المشاركين"، في الاجتماع بمكتب وزير الخارجية الأميركي بمدينة نيويورك.

وبدا الموقف الأميركي مماثلاً لما ذهب إليه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي أكد من نيويورك، أمس، أن بلاده تعتبر "أن السبيل الوحيد للمضي قدماً (في سورية) هو تسيير العملية السياسية وأن نوضح، كمجموعة ذات تفكير متشابه، للإيرانيين والروس ونظام الأسد أننا لن ندعم إعادة بناء سورية حتى تكون هناك عملية سياسية"، مؤكداً على ضرورة أن "يكون هناك انتقال سياسي بعيداً عن الأسد".