وفي حديثه في مؤتمر صحافي في أوزبكستان، قال بومبيو إن "الاتفاق كان وشيكاً، لكنهم وصلوا إلى هذه المرحلة من قبل وفشلوا، لأن طالبان لم تثبت جديتها"، مضيفاً أنه "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به حتى تبدأ محادثات السلام".
وقال، وفق ما أوردته "أسوشييتد برس": "نعمل على وضع خطة سلام ومصالحة، لوضع الأمور في نصابها الصحيح. أوشكنا من قبل على التوصل لاتفاق: صفحات قمنا بإتلافها بشكل متبادل، ولم تستطع طالبان إظهار جديتها أو قدرتها، أو كلتيهما، على الحدّ من العنف". وأضاف: "لذلك، كل ما نطالب به الآن هو دليل واضح على إرادتهم وقدرتهم على الحدّ من العنف، لخفض التهديد، وبالتالي فإن المحادثات بين الأفغان ستجري في سياق أقل عنفاً".
وأمل الوزير الأميركي التمكن من تحقيق ذلك، قائلاً: "لم نصل إلى هذا الحد بعد، وستستمرّ المحادثات".
وكان المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد، قد أكد، في اجتماع مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، السبت، أن لا تقدّم ملحوظاً في الحوار مع حركة "طالبان"، معرباً في الوقت نفسه عن أمله في الوصول إلى نتيجة إيجابية من الحوار.
وقالت الرئاسة الأفغانية، في بيان، إنّ خليل زاد عقد جلسة مع الرئيس الأفغاني في القصر الرئاسي، حضرها كبار المسؤولين في الحكومة الأفغانية. وأضافت أن المبعوث الأميركي أطلع الرئيس الأفغاني على مجريات الحديث مع "طالبان" في الدوحة، موضحة أنّ الجانب الأميركي لا يزال ينتظر ردّ "طالبان" بخصوص آلية عملية لوقف إطلاق النار، أو خفض ملحوظ لوتيرة العنف بصورة تكون مقبولة للولايات المتحدة الأميركية وللشعب الأفغاني.
وناقش خليل زاد الجمعة، مع القيادة الباكستانية القضية نفسها، ودور إسلام آباد فيها؛ إذ قالت الخارجية الباكستانية، في بيان، إنّ خليل زاد التقى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، وناقش معه مستجدات المصالحة الأفغانية، مضيفاً أنّ المسؤول الأميركي أشاد بدور باكستان في المصالحة الأفغانية.
وكانت إذاعة "صوت أميركا"، تحدّثت على موقعها باللغة الفارسية، عن نشوب خلافات جديدة بشأن الاتفاقية بين "طالبان" وواشنطن. ونقلت عن الناطق باسم المكتب السياسي لـ"طالبان" سهيل شاهين، قوله: "بسبب الخلافات الجديدة بين مفاوضي طالبان والمبعوث الأميركي خليل زاد واجهت عملية المصالحة مشاكل جديدة".
ورفضت "طالبان" عرضاً أميركياً لوقف إطلاق النار تحت عنوان "تخفيض العنف"، وقال شاهين، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، الأسبوع الماضي: "الأميركيون يريدون من حركة طالبان وقف إطلاق النار تحت عنوان تخفيض حدة العنف، وهذا غير مقبول لدينا على الإطلاق".
وكانت مصادر في الحركة قد كشفت أيضاً لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، عن رفض واشنطن لمبادرة الحركة لـ"تخفيض التوتر والعنف لفترة موقتة".