وأعلن المتحدث العسكري باسم التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الكولونيل، جون دوريان، أن التحالف شن للمرة الأولى أربع غارات في محيط مدينة الباب، دعما للعمليات العسكرية التي تقودها تركيا ضد تنظيم الدولة.
وقال دوريان: "رصدنا أهدافًا قرب مدينة الباب، بالتعاون مع تركيا، ونحن نتوقع مواصلة هذا النوع من الغارات الجوية".
وتعتبر هذه الغارات من قبل التحالف الدولي، الأولى من نوعها، حيث اقتصرت ضرباته الجوية في سورية سابقا على دعم "قوات سورية الديمقراطية" في المعارك التي تخوضها ضد "تنظيم الدولة" في محيط مدينة الرقة، فيما أعلن الجيش التركي، نهاية الشهر الماضي، مشاركة الطيران الروسي في دعم عملية "درع الفرات" التي تدعمها تركيا شمال حلب.
وكانت تركيا قد طلبت، في 26 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، من أعضاء التحالف الدولي تقديم دعم جوي لعملية "درع الفرات".
ودعا المتحدث باسم الرئيس التركي، إبراهيم كالين، التحالف للقيام بواجباته بشأن الدعم الجوي لمعركة الباب، مؤكدا أن "الامتناع وعدم تقديم الدعم أمر غير مقبول".
وهدد كالين بـ"إغلاق قاعدة إنجرليك في محافظة أضنة جنوب تركيا"، واعتبر ذلك حقا سياديا لبلاده، في إشارة إلى "تصاعد التوتر مع واشنطن، بسبب أغراض الاستخدام الأميركي للقاعدة، وسبل التعامل مع الأوضاع في سورية بشكل عام".
وتستخدم قوات التحالف الدولي قاعدة أنجرليك التركية لتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية ضد "تنظيم الدولة"، بما في ذلك دعم "قوات سورية الديمقراطية" التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب "العمال الكردستاني" المصنف لديها كـ"تنظيم ارهابي"، إضافة إلى استهداف "جبهة فتح الشام" الذي زاد في الآونة الأخيرة في محافظة إدلب، بينما تطالب تركيا بأن تشمل العمليات الأميركية المنطلقة من القاعدة مساندة عملية "درع الفرات" التي تقودها ضد "داعش".
وتعتبر قاعدة إنجرليك قاعدة تركية ولا تتبع لحلف الناتو، لكنها مفتوحة أمام عمليات قوات الحلف، نظرا لمسؤولية أنقرة في إطار "الناتو".
ويرى محللون أن تهديد تركيا بإغلاق قاعدة إنجرليك بدأ يثمر.
ويأتي الإعلان عن هذه الغارات من جانب التحالف لمساندة عملية "درع الفرات" بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة تقديم الدعم الجوي الاستخباراتي المنتظم إلى تركيا في عملياتها العسكرية ضد تنظيم "داعش" في مدينة الباب.
وبحسب مصادر تركية، فإن التغييرات في الموقف الأميركي جاءت بعد اتصالات مع واشنطن استمرت لأكثر من شهر، أجراها مسؤولون أتراك كبار مثل إبراهيم كالن، كبير مساعدي الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، من أجل دعم القوات التركية في معركتها ضد "داعش".
في غضون ذلك، قال ناشطون إن الطائرات الحربية التركية قصفت، صباح اليوم، عدة مواقع لـ"تنظيم الدولة" في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف التنظيم، مع تدمير عدد من نقاطه ومواقعه، وسط معارك بين فصائل المعارضة وعناصر التنظيم على جبهات عدة في ريف مدينة الباب.
وأوضح هؤلاء أن الطائرات الحربية التركية شنت أكثر من عشر غارات ضد مواقع "داعش" في الأحياء الشمالية والشرقية من مدينة الباب، وأخرى في بلدات تادف وبزاعة ومحيط بلدة قباسين، حيث تمكنت من تدمير أكثر من عشرين هدفاً للتنظيم، وثلاث منصات إطلاق صواريخ، وخمس آليات عسكرية، فضلا عن مقتل 20 عنصرا من التنظيم.
كما استهدفت مدفعية الجيش التركي مواقع للتنظيم غربي مدينة الباب، ما أسفر عن إصابة عدد من عناصره أيضاً.
ومن جانبها، ذكرت "تنسيقية مدينة الباب" أن الضربات الجوية على المدينة والمناطق المحيطة أسفرت، خلال الأيام الثلاثة الماضية، عن مقتل ما يزيد عن خمسين مدنيا، حيث طاول القصف الجوي الأحياء السكنية في المنطقة.
وتواصل فصائل "درع الفرات"، المدعومة من الجيش التركي، هجماتها نحو مواقع "تنظيم الدولة" على أطراف بلدة بزاعة في محاولة للسيطرة عليها، لكن عناصر التنظيم تمكنوا من صد الهجوم وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الجانبين.
وتحاصر الفصائل مدينة الباب من ثلاث جهات، وتعمل على فتح عدة جبهات ضد "داعش"، بهدف تشتيت قوته، معتمدة في ذلك على الإسناد الجوي من الطائرات التركية التي تقصف مواقعه بشكل يومي.