مع إشراقة شمس صباح الخامس والعشرين من يناير عام ألفين وستة عشر بدا الوضع هادئا رغم دعوة الإخوان ومعهم جميع القوى الثورية للتظاهر في ذكرى 25 يناير، وهذه هي المرة الأولى التي يتوحد فيها الجميع مرة أخرى منذ الثورة.
هذا الهدوء له ما يبرره فالوقت ما زال مبكرا وموعد بدء المظاهرات سيكون في العاشرة.
ستنطلق المظاهرات من شوارع وميادين مختلفه تم الاتفاق عليها مسبقا.
سيرفع شعار واحد فقط وهو "يسقط يسقط حكم العسكر".
كالعادة أغلقت قوات الجيش ميدان التحرير وأغلقت الشرطة ميداني رابعة والنهضة.
في العاشرة صباحا بدأت بوادر المظاهرات في الخروج من مساجد وميادين مختلفة واتجت إلى ميدان التحرير من مداخل عدة ووقفوا عند أول حاجز للجيش..
في الحادية عشرة صباحا بدأت تحركات غريبة لقوات من الجيش والصاعقة عند مداخل القاهرة الكبرى.
تحرك جزء من هذه القوات في اتجاه قصر الاتحادية، وفجأة سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف..
اقتحمت قوات الجيش قصر الاتحادية وألقت القبض على عبدالفتاح السيسي.. تحركت مجموعة أخرى إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون واستولت عليه.
وتم إصدار البيان الأول بإعلان القبض على عبدالفتاح السيسي وعزله..
ما إن سمع المتظاهرون في التحرير هذا البيان حتى علت التكبيرات وهرولوا باتجاه الميدان الذي تركته قوات الجيش واتجهت إلى ماسبيرو.
استمرت الشرطة في إغلاق ميداني رابعة والنهضة وتحركت قوات من الأمن المركزي باتجاه مدينة الإنتاج الإعلامي.
بدا الوضع مرتبكا بعد أن أذاعت بعض القنوات الخاصة بياناً لوزارة الداخلية استنكرت فيه اقتحام قصر الاتحادية وحذرت من أي محاولة للمساس بمؤسسات الدولة.
قطعت الفضائيات العالمية برامجها وبدأت البث الحي من القاهرة.. عادت الجزيرة مباشر مصر للظهور.
فجأة امتلأت الشاشات بالنشطاء كل يدلي بدلوه، منهم من ادعى أنه من رتب هذه الهجمة مع بعض ضباط الجيش وآخر ذكر أن لديه معلومات استخباراتية من قبل.
وبدأ المتملقون والمنافقون في الظهور..
استمر المتظاهرون في الميادين، لم تنم القاهرة هذه الليلة..
في صباح اليوم التالي وصل البرادعي فجأة إلى مطار القاهرة ومعه أولى تغريداته الثورية التي كتب فيها أن الثورة يجب أن تنتصر في النهاية.
بعدها بعدة ساعات أعلن الجيش الثاني الميداني استنكاره لما فعله هؤلاء الضباط وأن السيسي هو الرئيس الشرعي للبلاد وأنه سيقف إلى جانب الشرعية.
زاد الوضع ارتباكا مع بيان آخر للداخلية يؤيد بيان الجيش الثاني الميداني ويدعو المتظاهرين لإخلاء ميدان التحرير.
البرادعي يعود سريعا إلى مطار القاهرة ويعود في نفس الطائرة ليغلق بعدها مطار القاهرة والمجال الجوي.
مهاب ممش يطمئن العالم بأن الملاحة آمنة في قناة السويس.
قوات الأمن تقترب من ميدان التحرير، إطلاق نار كثيف وغاز على المتظاهرين، سقوط العشرات ما بين قتيل ومصاب.
يهرب الباقون إلى ماسبيرو ويطلبون الحماية من قوات الجيش المرابطة هناك.
يمنعهم الجيش من الاقتراب ويطلق الأعيرة النارية، يهرب المتظاهرون..
تحدث اشتباكات بين الجيش والشرطة يسقط على إثرها قتلى ومصابون من المتظاهرين الذين علقوا بين الاثنين.
قوات الجيش تطلق النار على المتظاهرين في السويس والإسماعيلية.
هجوم شامل من أنصار بيت المقدس وداعش على قوات الجيش والشرطة في سيناء تجبرها على التراجع إلى غرب القناة.
داعش يعلن قيام الدولة الإسلامية في ولاية سيناء.
توقف حركة الملاحة في قناة السويس.
تتلاحق الأحداث سريعا أكبر من القدرة على التفكير.
لم ينم المتظاهرون أيضا هذه الليلة ولكن بسبب مداواة الجرحى ودفن القتلى.
قادة المظاهرات يدعون إلى عدم التجمهر في الميادين مع غلق الطرق الرئيسية.
تنطلق يمينا ويسارا قوات من الجيش والشرطة لا ندري من مع من أو من ضد من. اشتباكات هنا وهناك، مزيد من القتلى والجرحى من المتظاهرين.
بدأ البلطجية في الظهور، ولكن هذه المرة ليسوا في جانب الشرطة، إنما يعملون لحسابهم الخاص.. بدأت سرقة المحلات والبنوك والبيوت.. أصيب الناس بالهلع.
تفرق المتظاهرون واختبأوا كل في مكان..
وهنا ظهر الدور البطولي لشباب حزب النور حيث كانوا يخبرون الشرطة والبلطجية بمكان اختباء المتظاهرين.
دعت قيادات الثورة الشباب لتكوين لجان شعبية لحماية الأحياء والمؤسسات.
في اليوم التالي لم ينزل إلا شباب الإخوان واختفى جميع شباب الحركات الثورية الأخرى..
استنفار في جماعة الإخوان المسلمين مع توجيه الدعوة إلى جميع الأفراد في الأحياء والشعب والمناطق بالنزول لحماية الأهالي والممتلكات.
قوات الشرطة وبعض قوات الجيش والبلطجية يقتحمون المساجد للقبض على المتظاهرين.
مرة أخرى ينتفض شباب حزب النور رافعين شعار (إلا دور العبادة).. وقاموا بتكوين لجان شعبية لحماية الكنائس.
تسلح شباب الإخوان بالطوب والعصي وارتدوا الخوذ ومن لم يجد خوذة (لبس غطا حله) ووقفوا على نواصي الأحياء والحارات..
الشباب يفتقدون البلتاجي بعد أن شددت الشرطة الحراسة على السجون..
قادة الإخوان يمنعون ويحذرون الشباب من استخدام الملوتوف رافعين شعار (سلميتنا أقوى من الرصاص).
بدأت ساعات النهار تمر ثقيلة مع ورود أنباء عن اشتباكات بين قوات من الجيش والشرطة من جانب وقوات أخرى من الجيش على الجانب الآخر بالقرب من قصر الاتحادية.
مع حلول الظلام انتشر البلطجية ومعهم أمناء الشرطة وحل السلب والنهب وفرض الإتاوات على المارة.
تحدث المواجهة مع اللجان الشعبية، يتساقط على إثرها مئات القتلى من شباب الإخوان..
يهرب الباقون، يبحثون عن ملجأ لهم.. ذهبوا إلى الأزقة والبيوت المهجورة وجدوا هناك زملاءهم من شباب الثورة..
ساد الصمت، نظروا في أعين بعضهم البعض، تشابكت الأيدي.. واختبأ الجميع!
هذا الهدوء له ما يبرره فالوقت ما زال مبكرا وموعد بدء المظاهرات سيكون في العاشرة.
ستنطلق المظاهرات من شوارع وميادين مختلفه تم الاتفاق عليها مسبقا.
سيرفع شعار واحد فقط وهو "يسقط يسقط حكم العسكر".
كالعادة أغلقت قوات الجيش ميدان التحرير وأغلقت الشرطة ميداني رابعة والنهضة.
في العاشرة صباحا بدأت بوادر المظاهرات في الخروج من مساجد وميادين مختلفة واتجت إلى ميدان التحرير من مداخل عدة ووقفوا عند أول حاجز للجيش..
في الحادية عشرة صباحا بدأت تحركات غريبة لقوات من الجيش والصاعقة عند مداخل القاهرة الكبرى.
تحرك جزء من هذه القوات في اتجاه قصر الاتحادية، وفجأة سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف..
اقتحمت قوات الجيش قصر الاتحادية وألقت القبض على عبدالفتاح السيسي.. تحركت مجموعة أخرى إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون واستولت عليه.
وتم إصدار البيان الأول بإعلان القبض على عبدالفتاح السيسي وعزله..
ما إن سمع المتظاهرون في التحرير هذا البيان حتى علت التكبيرات وهرولوا باتجاه الميدان الذي تركته قوات الجيش واتجهت إلى ماسبيرو.
استمرت الشرطة في إغلاق ميداني رابعة والنهضة وتحركت قوات من الأمن المركزي باتجاه مدينة الإنتاج الإعلامي.
بدا الوضع مرتبكا بعد أن أذاعت بعض القنوات الخاصة بياناً لوزارة الداخلية استنكرت فيه اقتحام قصر الاتحادية وحذرت من أي محاولة للمساس بمؤسسات الدولة.
قطعت الفضائيات العالمية برامجها وبدأت البث الحي من القاهرة.. عادت الجزيرة مباشر مصر للظهور.
فجأة امتلأت الشاشات بالنشطاء كل يدلي بدلوه، منهم من ادعى أنه من رتب هذه الهجمة مع بعض ضباط الجيش وآخر ذكر أن لديه معلومات استخباراتية من قبل.
وبدأ المتملقون والمنافقون في الظهور..
استمر المتظاهرون في الميادين، لم تنم القاهرة هذه الليلة..
في صباح اليوم التالي وصل البرادعي فجأة إلى مطار القاهرة ومعه أولى تغريداته الثورية التي كتب فيها أن الثورة يجب أن تنتصر في النهاية.
بعدها بعدة ساعات أعلن الجيش الثاني الميداني استنكاره لما فعله هؤلاء الضباط وأن السيسي هو الرئيس الشرعي للبلاد وأنه سيقف إلى جانب الشرعية.
زاد الوضع ارتباكا مع بيان آخر للداخلية يؤيد بيان الجيش الثاني الميداني ويدعو المتظاهرين لإخلاء ميدان التحرير.
البرادعي يعود سريعا إلى مطار القاهرة ويعود في نفس الطائرة ليغلق بعدها مطار القاهرة والمجال الجوي.
مهاب ممش يطمئن العالم بأن الملاحة آمنة في قناة السويس.
قوات الأمن تقترب من ميدان التحرير، إطلاق نار كثيف وغاز على المتظاهرين، سقوط العشرات ما بين قتيل ومصاب.
يهرب الباقون إلى ماسبيرو ويطلبون الحماية من قوات الجيش المرابطة هناك.
يمنعهم الجيش من الاقتراب ويطلق الأعيرة النارية، يهرب المتظاهرون..
تحدث اشتباكات بين الجيش والشرطة يسقط على إثرها قتلى ومصابون من المتظاهرين الذين علقوا بين الاثنين.
قوات الجيش تطلق النار على المتظاهرين في السويس والإسماعيلية.
هجوم شامل من أنصار بيت المقدس وداعش على قوات الجيش والشرطة في سيناء تجبرها على التراجع إلى غرب القناة.
داعش يعلن قيام الدولة الإسلامية في ولاية سيناء.
توقف حركة الملاحة في قناة السويس.
تتلاحق الأحداث سريعا أكبر من القدرة على التفكير.
لم ينم المتظاهرون أيضا هذه الليلة ولكن بسبب مداواة الجرحى ودفن القتلى.
قادة المظاهرات يدعون إلى عدم التجمهر في الميادين مع غلق الطرق الرئيسية.
تنطلق يمينا ويسارا قوات من الجيش والشرطة لا ندري من مع من أو من ضد من. اشتباكات هنا وهناك، مزيد من القتلى والجرحى من المتظاهرين.
بدأ البلطجية في الظهور، ولكن هذه المرة ليسوا في جانب الشرطة، إنما يعملون لحسابهم الخاص.. بدأت سرقة المحلات والبنوك والبيوت.. أصيب الناس بالهلع.
تفرق المتظاهرون واختبأوا كل في مكان..
وهنا ظهر الدور البطولي لشباب حزب النور حيث كانوا يخبرون الشرطة والبلطجية بمكان اختباء المتظاهرين.
دعت قيادات الثورة الشباب لتكوين لجان شعبية لحماية الأحياء والمؤسسات.
في اليوم التالي لم ينزل إلا شباب الإخوان واختفى جميع شباب الحركات الثورية الأخرى..
استنفار في جماعة الإخوان المسلمين مع توجيه الدعوة إلى جميع الأفراد في الأحياء والشعب والمناطق بالنزول لحماية الأهالي والممتلكات.
قوات الشرطة وبعض قوات الجيش والبلطجية يقتحمون المساجد للقبض على المتظاهرين.
مرة أخرى ينتفض شباب حزب النور رافعين شعار (إلا دور العبادة).. وقاموا بتكوين لجان شعبية لحماية الكنائس.
تسلح شباب الإخوان بالطوب والعصي وارتدوا الخوذ ومن لم يجد خوذة (لبس غطا حله) ووقفوا على نواصي الأحياء والحارات..
الشباب يفتقدون البلتاجي بعد أن شددت الشرطة الحراسة على السجون..
قادة الإخوان يمنعون ويحذرون الشباب من استخدام الملوتوف رافعين شعار (سلميتنا أقوى من الرصاص).
بدأت ساعات النهار تمر ثقيلة مع ورود أنباء عن اشتباكات بين قوات من الجيش والشرطة من جانب وقوات أخرى من الجيش على الجانب الآخر بالقرب من قصر الاتحادية.
مع حلول الظلام انتشر البلطجية ومعهم أمناء الشرطة وحل السلب والنهب وفرض الإتاوات على المارة.
تحدث المواجهة مع اللجان الشعبية، يتساقط على إثرها مئات القتلى من شباب الإخوان..
يهرب الباقون، يبحثون عن ملجأ لهم.. ذهبوا إلى الأزقة والبيوت المهجورة وجدوا هناك زملاءهم من شباب الثورة..
ساد الصمت، نظروا في أعين بعضهم البعض، تشابكت الأيدي.. واختبأ الجميع!
(مصر)