واحد ضد واحد..سلاح لجوارديولا في موسم الحسم البافاري

يبدأ بايرن ميونخ الموسم الكروي بشكل رائع، ثم ينخفض الأداء تدريجياً حتى يصل إلى القاع، خلال الأوقات الحاسمة من عمر المسابقات، هذه هي الكلمات الرسمية التي تصف فترة بيب جوارديولا مع الفريق البافاري حتى الآن، بدايات أكثر من ممتازة ونهايات لا تليق أبداً بحجم الطموحات والأمنيات.

بايرن ميونخ
توجد أسباب وتفسيرات مختلفة للتحول السلبي في مستوى فريق بايرن، بكل تأكيد عامل ضعف المنافسة في الدوري الألماني له دور، لكن النصيب الأكبر في السنة الماضية، يعود إلى فيروس الإصابات، الغول الذي قضى تماماً على كل أفكار الفيلسوف مع طريقة لعب 3-4-3، التي تعتمد بشكل أساسي على لاعبي الأطراف، عن طريق تواجد ثلاثي دفاعي في الخلف، ثنائي ثابت وثالث يتحرك على الأطراف، رفقة لاعبي الـ Wing Backs على اليمين واليسار، لإعطاء الحرية الكاملة أمام النجوم في الثلث الأخير.

إصابة ريبري وغياب روبين، أمور قللت كثيراً من خطورة بايرن ميونخ، وأصبح الفريق يهاجم دون وجود مخالب حقيقية، كما حدث أمام برشلونة في دوري الأبطال. بايرن متماسك في معظم أوقات المقابلة، لكن لا يوجد اللاعب الذي يستطيع نقل الهجمة من الخلف إلى الأمام أثناء التحولات، لذلك جاء القرار صريحاً هذا الصيف، هناك تعاقدات جديدة، ومحورية.

دوغلاس كوستا
تعاقد بطل البوندسليجا رسمياً مع البرازيلي، دوغلاس كوستا، نجم شاختار الأوكراني ولاعب منتخب السيلساو. يجمع الوافد الجديد بين القوة البدنية والناحية التقنية، ومن الصعب جداً خطف الكرة منه تحت الضغط. بالإضافة إلى تمتعه بمهارات لاتينية خاصة، تساعده على الاختراق الطولي والعرضي، أثناء السيطرة على الكرة أو الضرب بالمرتدات.

مع شاختار، لعب الفريق الأوكراني بخطة 4-2-3-1 دون تغيير، وشغل كوستا في الغالب مركز الجناح الأيمن، اللاعب السريع القاتل على الرواق، مع عودة أثناء الدفاع لمساندة الظهير. وفي بعض المباريات، تمركز البرازيلي أقرب لليسار أو في العمق في المركز 10، بالتالي يستطيع اللاتيني شغل المراكز الهجومية كافة، داخل المستطيل الأخضر.

قدوم دوغلاس كوستا سيساعد جوارديولا كثيراً على تعويض الغيابات المتكررة، مع جعل الفريق الألماني أكثر تنوعاً، لأن اللاعب البرازيلي رائع جداً في المرتدات، ومحاولة تحويل بايرن ميونخ الجديد إلى فريق غير متوقع دفاعياً وهجومياً، بمثابة الشغل الشاغل للمدير الفني الكتالوني خلال موسمه الثالث في الأراضي الألمانية.

1 ضد 1
"نحتاج إلى لاعبين يجيدون النجاح في مواقف 1 ضد 1، يملكون السرعة والمهارة للتغلب على مثل هذه المواجهات في المباريات المغلقة، ودوغلاس واحد من هؤلاء، يجيد اللعب على اليمين، اليسار، وفي العمق، لذلك اخترناه سريعاً"، كانت هذه أول تصريحات جوارديولا بعد إتمام التعاقد الرسمي مع الجناح البرازيلي.

وإذا عدنا إلى تشكيلة بايرن ميونخ في الموسم الماضي، سنجد أن ريبري خارج الخدمة تماماً، ليس خلال الفترة الماضية فقط، بل في الغالب في الموسم المقبل أيضاً. ومع إصابة روبين قبل جولة نصف نهائي الأبطال أمام برشلونة، أصبح الفريق البافاري فارغاً تماماً من أصحاب المهارات الخاصة داخل وخارج منطقة الجزاء.

أسماء مثل ليفاندوفيسكي، توماس موللر، جوتزه، تقدم مستويات مميزة، لكنها تفتقد إلى التعامل الإيجابي مع الكرة في المساحات الضيقة، بالإضافة إلى البطء الشديد أثناء المرتدات، لذلك قبل التفكير في أي تعاقدات دفاعية، وضع الطاقم التقني لبايرن أولوية قصوى في جلب نجوم قادرة على تعويض قيمة الغائبين الكبار.

أنخيل
يتحدث جوارديولا في معظم مؤتمراته عن دي ماريا بشكل إيجابي إذا تم سؤاله عن الأرجنتيني، وعلى الرغم من أن أسعار وقيمة الانتقالات أصبحت جنونية، إلا أن الرجل الأول داخل قلعة بافاريا لا يزال يحلم بلاعب مثل أنخيل، خصوصاً مع قدرته على اللعب في مراكز الوسط والهجوم كافة، أي لاعب يشبه كثيراً أفكار بيب، الكل في الكل.

يوفر أنخيل دوراً تكتيكياً مهماً في جميع خطوط الملعب، ويعتبر بمثابة همزة الوصل بين الوسط والهجوم، ويقوم بالعمل الأكبر في نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم، وكأنه طلقة سريعة تعرف ما تريد فعله، يقطع الملعب في الثلث الهجومي، ويساهم في التحولات الكبيرة من الخلف إلى الأمام، صفقة يريدها بايرن ميونخ بشدة.

وفي كل الأحوال، سواء جاء أنخيل دي ماريا أم استمر في مانشستر يونايتد، يبقى العامل الأهم على الإطلاق في موسم بايرن المقبل، ألا وهو التعامل الإيجابي مع فيروس الإصابات، لأن أي صفقة قادمة أو عمل رائع، سيكون معرضاً للنقصان في حالة غياب نجم كبير عن أوقات الحسم، كما حدث في الموسم الأخير.

لمتابعة الكاتب