وأنت تعدّ فطورك..فكّر بجيبك

05 أكتوبر 2015
هدر الطعام يساوي هدر النقود (يوتيوب)
+ الخط -


نالت ظاهرة هدر الطعام اهتمام دول ومؤسسات وناشطين إنسانيين وبيئيين، وحتى شعراء. ورغم اختلاف الأهداف التي دفعت كل ما سلف ذكرهم للعمل كل بأسلوبه على رفع الصوت عالياً للحد من انتشار هذه الظاهرة، إلا أنها لا تزال خارج دائرة السيطرة.

الإنسان حر في ما ينفق، طالما أنه ينفق من جيبه، وما من قوانين يمكن سنها لإخضاعه في هذا الشأن. والبشر بطبعهم مختلفون في الوعي والضمير، فتحقيق تميز اجتماعي في وليمة أو مناسبة، قد يكون أهم بكثير من تأمين قوت الحمام، كما وصف درويش "المحتاجين" في قصيدته "فكر بغيرك".

ورغم الخيبات التي تحاصر كل من سعى لمحاربة هذه الظاهرة، وخلق وجدان إنساني يشارك فيه المترفُ المعدم، ينبغي للمعركة أن تستمر وأن يكون ساحة اقتتالها الوعي. الوعي بأن هدر الطعام لا يعني أن قبالته فرصة مهدورة لمعدة خاوية في مكان ما في هذا العالم، وإنما خسارة لصاحبه أيضاً..إذ تقتص من ماله، بما يعني أنها تقتص من وقته وجهده الذي أمضاه أيضاً في سبيل جمع هذا المال، وفي المآل تقتص من جسده...كأي جائع آخر بمعدة خاوية في مكان ما من هذا العالم.

في هذا الفيديو المبتكر، تُفرم النقود المعدنية بسكين حاد في مطبخ أحد المطاعم، وكذلك تُقطّع العملات الورقية، تُغسل، تُخلط، تُشوى، تُقلى، بعد وضع ما يلزم من بهارات وزيوت، ثم تُقدم بطبق مزين للزبائن، فيأكلون نصفها فحسب، ويعود النصف الآخر إلى المطبخ، حيث نرى آثار النقود المتبقية على أواني المطبخ والصحون، تجمع في كيس قمامة كبير وترمى في الحاوية....هدر الطعام يساوي هدر النقود...ففكر بجيبك ونفسك.




اقرأ أيضاً: مطعم مجاني يغيث فقراء الرقة السورية

المساهمون