وأكد مكتب التحقيقات والأبحاث التابع لهيئة سلامة الطيران الفرنسية أن الطائرة المصرية أطلقت إشارات تنذر بوجود دخان داخل قمرة القيادة، واعتبر المكتب أن هذه الإشارات التي يسميها المتخصصون في عالم الطيران "أكارز"، تطلقها أجهزة الطائرات بشكل أوتوماتيكي خلال تحليقها.
غير أن مكتب التحقيقات والأبحاث الفرنسي دعا إلى عدم التسرع في تأويل هذه الإشارات التي بثتها أجهزة الطائرة المصرية قبيل الانقطاع النهائي لبث المعلومات منها، بحسب تصريح للمتحدث باسم المكتب لوكالة "فرانس برس".
وقال المتحدث إن "من السابق لأوانه تأويل وفهم أسباب الحادث، ما دمنا لم نعثر بعد على هيكل الطائرة وعلى الصندوقين الأسودين"، وعززت هذه التصريحات خبراً تناقلته وسائل إعلام أميركية، ليل أمس الجمعة، بخصوص وجود دخان في الجزء الأمامي للطائرة قبل تحطمها في مياه البحر المتوسط.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مصادر قريبة من التحقيق لم تحددها، إن إحدى الرسائل أشارت إلى أن "دخاناً كثيفاً أدى إلى انطلاق أجهزة الإنذار في القسم الأمامي من الطائرة حيث توجد الأجزاء الحيوية للوحتها الإلكترونية".
وأضافت الصحيفة أن "هذا القسم يحتوي على جزء مهم من كمبيوتر التحكم في تحليق الطائرة" وأنه بحسب الرسائل أصبح "يعمل بشكل سيئ". غير أن الصحيفة أشارت إلى أن هذه المعطيات "ليست كافية لتحديد إذا كانت الطائرة ضحية قنبلة أو أسباب أخرى غير واضحة".
وكان مسؤول في وزارة الطيران المدني المصرية قد قال لوكالة "فرانس برس"، في وقت سابق "نحن على علم بهذه المعلومات الصحافية. ولا يمكننا حالياً نفيها أو تأكيدها"، فيما قالت قناة "سي إن إن" إنه "كان هناك إنذار بوجود دخان في رحلة مصر للطيران رقم 804 وذلك في الدقائق التي سبقت تحطمها في المتوسط"، مشيرة إلى أنها حصلت على هذه المعلومات من مصدر مصري، وتم الجمعة انتشال حقائب ومقاعد الطائرة قبالة السواحل المصرية.
إلى ذلك، يستقبل وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، اليوم السبت، في مقر الخارجية بباريس، وفدا من عائلات الضحايا الخمس عشرة الذي قضوا في حادث تحطم الطائرة، بحضور سفراء من البلدان المعنية بهذا الحادث، وأعضاء في لجنة التحقيق الفرنسية التي باشرت تحقيقاتها في مطار "رواسي شارل ديغول".
وحتى الساعة تلتزم السلطات الفرنسية الحذر في التعاطي مع لغز تحطم الطائرة. فيما أكد وزير الخارجية أمس أن "جميع الفرضيات توجد قيد البحث حاليا وليست هناك فرضية مفضلة عن الفرضيات الأخرى". وتناقلت وسائل الإعلام الفرنسية الفرضية المصرية بشأن تعرض الطائرة لعمل إرهابي بكثير من الحذر، في غياب أدلة تعزز هذه الفرضية وفي انتظار أن يخضع حطام الطائرة وأشلاؤها للتحقيق.