يواصل وفد من هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية زيارة غير مسبوقة للعاصمة الروسية موسكو، وفي حين أكد أعضاء في الوفد أن موقف المعارضة لم يتغير، أشاروا إلى تحقيق "نتائج مقبولة" عقب المباحثات مع المسؤولين الروس.
والتقى وفد هيئة التفاوض، أمس الإثنين، مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ومسؤولين في الخارجية والدفاع، حيث جدد حرص المعارضة السورية على "حل سياسي للقضية السورية، وفق قرارات دولية ذات صلة تدعو إلى انتقال سياسي في البلاد".
وأكد المتحدث باسم الهيئة، يحيى العريضي، لـ"العربي الجديد"، أن رئيس وفد الهيئة، نصر الحريري، أكد أن "المعارضة تريد سورية، حرة ديمقراطية مدنية تعددية غير طائفية"، مشيراً إلى أنه "ركز أيضاً على القضايا الإنسانية".
وأوضح العريضي أن "وفد الهيئة أكد على "بيان جنيف1" وقرارات دولية لاحقة، تشير إلى إيجاد هيئة حكم كاملة الصلاحيات"، مشيراً إلى أن "الحريري قال للمسؤولين الروس أن ما تسرب عن مؤتمر سوتشي المزمع عقده أواخر الشهر الجاري يتشح بالغموض والالتباس، وأن الهيئة ارتأت ألا تتخذ قراراً نهائياً بخصوص المؤتمر، حتى تحصل على معطيات واضحة".
وشدد المتحدث على أن موقف المعارضة "لم يتغير"، مضيفاً "بدلاً من أن نوجه رسائلنا عبر الآخرين، تمت وجهاً لوجه وبمرافعات قوية وغنية ومؤثرة".
بدوره، أشار عضو وفد هيئة التفاوض إلى موسكو، أحمد العسراوي، إلى أن نتائج اللقاء مع وزارة الخارجية الروسية "تبدو مقبولة"، لكنه أضاف في تصريح لـ"العربي الجديد" "لكن نحن بحاجة لسلة معطيات كاملة نحاول البحث عنها. ومن المقرر أن يلتقي وفد الهيئة اليوم الثلاثاء بسفراء عرب معتمدين في العاصمة الروسية موسكو، إضافة إلى لقاء مع رئيس الكنيسة الأرثوذكسية".
وأشار العسراوي إلى أن "هيئة التفاوض لم تحسم أمر قبول أو رفض المشاركة في مؤتمر سوتشي"، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن الموقف من سوتشي جرى ترحيله إلى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، حيث من المقرر أن يجتمع أعضاء الهيئة في فيينا على هامش جولة المفاوضات الجديدة مع وفد النظام.
وفي سياق متصل، أكد رئيس هيئة المفاوضات السورية أن "الوقت لم يفت بعد، ويأتي هذا اللقاء (الاجتماع مع لافروف) الهام وسط جدول مزدحم حول الملف السوري، والآن هناك جهود دولية للدفع بالعملية السياسية في جنيف، وبعد أيام قليلة لدينا جولة مفاوضات في فيينا، والآن نسمع من حضرتكم التحضير لمؤتمر يتم التخطيط له في سوتشي".
وقال الحريري، وفق ما نقل الحساب الرسمي لهيئة المفاوضات السورية على "تويتر" "انطلاقاً من إيماننا العميق بضرورة الحل السياسي المنطلق من تطبيق بيان جنيف 1 والقرار الدولي 2254، والرامي لتحقيق الانتقال السياسي بعملية سياسية تقودها الأمم المتحدة في جنيف، كان اجتماع الرياض 2 من أجل رفع كل الذرائع والعقبات أمام المفاوضات".
وأضاف "على الرغم من غياب شريكنا الطرف الآخر في المفاوضات في جنيف 8، والذي أدى إلى انسدادها، لا تزال المعارضة السورية ملتزمة بإيمانها بضرورة الوصول إلى الحل السياسي، اعتماداً على القرارات الدولية والشركاء الدوليين، من أجل الدفع بالعملية السياسية في جنيف".
وشدد الحريري على ضرورة أن تكون سورية "دولة حرة ديمقراطية تعددية واحدة غير طائفية تتسع لكل أبنائها، دولة القانون والمواطنة المتساوية تنعم بالأمن والاستقرار وتتمتع بعلاقات طيبة مع الجوار والعالم وتسعى لحماية المدنيين وتعزيز الأمن والسلم الدوليين".
وأضاف "نرى في التطبيق الفعلي للقرار الدولي 2254 ضماناً لتحقيق كل ذلك، ونؤكد أن القرار ضمّ في ثنيّاته المبادئ الأساسية، وهي مبادئ محقة ونحن ملتزمون بها، وضم إضافة إلى ذلك مجموعة من القضايا الإنسانية التي اعتبرها القرار مبادئ غير تفاوضية، ودعا جميع الأطراف الالتزام الفوري بها".
وأشار الحريري إلى أن القرار تحدث "عن شكل انتقالي للسلطة وصفه بيان جنيف بهيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية يتم تشكيلها بين النظام والمعارضة وأطراف أخرى بآلية التوافق المتبادل، والقرار وصفها بحكمٍ ذي مصداقية غير طائفي وشامل للجميع، تقوم هذه السلطة الانتقالية بتهيئة البيئة الآمنة والمحايدة، التي تمكن السوريين بإرادتهم وبحرية وبأمان في المشاركة الفاعلة، وتحظى بمصداقية أمام السوريين وتمكنهم بالمشاركة بانتخابات جديدة حرة ونزيهة وشفافة ضمن أعلى المعايير وبإشراف الأمم المتحدة".
وأكد أن "الإرهاب هو عدو الشعب السوري، وسورية لم ولن تكون منبتاً ملائماً للإرهاب، وسيكون هناك عقد وطني بين كل السوريين لمحاربة كل أشكال الإرهاب، ونرى أن الجهود والنجاحات التي تحققت في مكافحة الإرهاب، جهودٌ جيدة وإيجابية، وتخدم العملية التفاوضية، وتسهل بالوصول إلى الحل السياسي وتحقق مصلحة السوريين".