حذّر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، اليوم الاثنين، من انعكاسات الصراع العربي - الإسرائيلي على فرنسا، نتيجة المواجهات التي اندلعت أمس الأحد بين المتظاهرين المتضامنين مع غزة وأعضاء في الرابطة اليهودية، في وقت برر فيه موقف بلاده المنحاز إلى العدوان الإسرائيلي المتواصل، بإطلاق المقاومة الفلسطينية للصواريخ تجاه الأراضي المحتلة، وحادثة مقتل ثلاثة مستوطنين. وهي الحادثة التي لم يتبنّها أيّ من فصائل المقاومة.
وقال هولاند، في المقابلة التلفزيونية السنوية التي يُدلي بها بعد حضوره العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني لبلاده، إن "الصراع العربي - الإسرائيلي لا يمكن تصديره إلى فرنسا"، موضحاً أن "التظاهر هو حق، وهناك حرية للتظاهر، ولكن لا يمكن أن ينجم عنه انزلاق أو تجاوزات، تطال أماكن عبادة دينية مثل ما حدث أمس في كنيس يهودي".
وأضاف هولاند: "أقول بحزم، لن يكون هناك أي تسامح بالنسبة لهذا التدخل أو لتلك التجاوزات، لا يمكن استخدام موضوع اللاسامية هنا بسبب وجود صراع بين اسرائيل وفلسطين".
وبدا واضحاً حال الإرباك على المسؤولين الفرنسيين، جراء الموقف الذي أعلنته فرنسا من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. إذ بدا الرئيس الفرنسي منزعجاً للغاية من أسئلة الصحافيين، الذين سألوه عن موقفه المنحاز لإسرائيل، وعدم تطرقه إلى الضحايا الفلسطينيين في البيان الأول الذي أصدره.
إلا أن ذلك لم يؤد إلى تغيير موقفه، مبرراً الأمر بالرد الإسرائيلي على الصواريخ التي تطلقها المقاومة في القطاع المحاصر.
وفي السياق، أثارت الأحداث التي وقعت بين بعض المتظاهرين وأعضاء من الرابطة اليهودية، قلق المسؤولين الفرنسيين، الذين يدركون حالة التعبئة والتوتر لدى الجاليات العربية والأجنبية، والعديد من الفرنسيين والإسرائيليين.
إلا أن هذا القلق، مضافاً إليه احتجاجات المنظمات الفرنسية، التي تجمّع أعضاؤها، منذ أيام، أمام مقر الخارجية الفرنسية، لتسليمها بياناً خطياً يدين العدوان الإسرائيلي، ويطالب بضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار، ووقف قتل الفلسطينيين، لم ينجحا في تغيير الموقف الفرنسي الرسمي، إذ اكتفى هولاند بالقول إن بلاده تريد "دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل".
وفي محاولة لتبرير موقفه من العدوان، قال هولاند إن "إسرائيل لها الحق في أمنها. يمكنها أن تدافع عن نفسها إذا هوجمت، وفي الوقت نفسه، على إسرائيل أن تلتزم بالانضباط والتحفظ في أعمالها".
وكان رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، قد أكد رفض بلاده نقل الصراع العربي - الإسرائيلي إلى فرنسا، مذكراً بأن باريس لم تسمح بوقوع أحداث عنف في أماكن للصلاة.
إلى ذلك، شهدت باريس احتفالات بمناسبة العيد الوطني، حيث أراد الرئيس هولاند تكريم حلفاء وأعداء الأمس في هذه المناسبة، على حد تعبيره. ودعا هولاند إلى احتفالات الرابع عشر من تموز/يوليو ممثلين عن ثمان وسبعين دولة من بينها المغرب، الجزائر، تونس، وموريتانيا، وجيبوتي، للمشاركة في المناسبة.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن هذه الاحتفالات مختلفة عن سابقاتها، وأن خياره لعنوان "الحرب العالمية الثانية" في ذكرى العيد الوطني، ناتج من مجيء جنود من جميع أنحاء العالم لإنقاذ فرنسا.
وشارك في العرض العسكري، الذي ينظم دورياً بهذه المناسبة، ثلاثة آلاف وسبعمئة جندي، وخصصت للعرض ثلاثمئة سيارة ودبابة، وأربع وخمسون طائرة، وست وثلاثون طائرة هليكوبتر.