هواتف محمولة للمساجين في بريطانيا

26 يوليو 2018
تحسين في حياة المساجين (Getty)
+ الخط -
في إطار السعي إلى الحدّ من العنف في السجون، ستسمح الحكومة البريطانية للآلاف من المساجين بإجراء مكالمات خاصة من زنزاناتهم. الخطوة جزء من حزمة من التدابير ستعلن عنها وزارة العدل قريباً، وستطبق في 20 سجناً في البداية، لتمتد إلى 20 سجناً آخر على مدى العامين المقبلين.

برّرت الحكومة هذه الخطوة بالقول إنّ معظم المساجين يقفون حالياً في طوابير هواتف السجن، وهو ما يمكن أن يشكل دافعاً للعنف. وقالت وزارة العدل إنّ حرمانهم من الهواتف المحمولة قد يؤجج الطلب على غير المشروع منها، بحسب ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية.

خطط الحكومة تهدف إلى استثمار 7 ملايين جنيه إسترليني في الهواتف المحمولة التي ستخضع لإجراءات أمنية صارمة. وسوف تسجل جميع المكالمات التي يجريها المساجين، كما يجب أن يبلغوا عن أرقام الهواتف التي سيتصلون بها قبل إجراء أيّ مكالمة.

يعود الفضل في هذا الاقتراح إلى تقرير اللورد فارمر، العام الماضي، الذي رأى أنّ العلاقات الأسرية الجيدة لا غنى عنها في خطط الحكومة لإصلاح السجون. وينظر إلى تحسين قدرة المساجين في الحفاظ على الروابط مع الأهل كعامل أساس في تخفيض معدلات العنف.

من جهته، يقول لؤي (45 عاماً، اسم مستعار)، وهو سجين سابق من أصول عربية، لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه الخطوة مهمة جداً وتخفف من الضغط النفسي الذي يشعر به المساجين. خرج لؤي حديثاً من السجن، ما يتيح له تفسير الوضع هناك: "في السجن ثلاثة هواتف، أحدها كان معطلاً، ويستخدمها نحو 100 سجين ما بين الساعة الرابعة من بعد الظهر والسابعة مساء". يوضح لؤي أنّه يحق للسجين التحدث لمدة عشر دقائق فقط، لكن، في الكثير من الأحيان، كانت الطوابير طويلة بشكل يحرم عدداً من المساجين من فرصة التواصل مع أحبائهم، وهي مسألة كانت تثير غضبهم، حتى أنّ بعضهم كان يبدأ بالشتائم.




يشير أيضاً إلى أسعار المكالمة التي تعتبر باهظة للمساجين والتي تصل إلى جنيهين إسترلينيين لكلّ عشر دقائق وتنخفض في عطلة نهاية الأسبوع، مع العلم أنّ السجين الذي يعمل في السجن يحصل في الأسبوع على مبلغ لا يتجاوز عشر جنيهات، وينتظر ما ترسله له العائلة من المال، كي يتمكن من شراء بعض الحاجيات التي لا يوفرها السجن مجاناً. يتابع: "هناك مساجين لا أقارب لهم في الخارج، ولا يتلقون أيّ مساعدة مالية ولا يزورهم أحد... هؤلاء فقدوا الأمل في العالم الخارجي، أحدهم كان عجوزاً من بلد عربي، وكانت دموعه تنهمر كلما رآني، ويروي عن الظلم الذي تعرّض له، كنت بالنسبة له عائلته الوحيدة، وحين تم الإفراج عني، بكى بحرقة".
المساهمون