هموم شعرية: مع زينب عسّاف

24 يوليو 2019
(زينب عسّاف)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته.


■ من هو قارئك؟ وهل تعتبرين نفسك شاعرة مقروءة؟
- لم أسأل نفسي يوماً من سيقرأ ما أكتب، لذلك لم يشغلني كثيراً إن كنت شاعرة مقروءة أم لا. أعلم أن الإجابة ستبدو كليشيه أو ما يشبه ذلك، لكنني أكتب لنفسي بالدرجة الأولى، أهرب بالكتابة من جنون الواقع أمامي. لكن طبعاً يسعدني جداً أن أجد شخصاً استطاع التعرّف إلى زينب الحقيقية من خلال كتاباتها. في النهاية وكما يقول بورخيس كتاباتنا وأسماؤنا تصبح كائنات منفصلة عنّا.


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلمين به لشعرك؟
- ليس لدي ناشر محدّد لكن دور نشر عديدة تواصلت معي لطباعة ديوان جديد ويسعدني التعاون معها، قريباً سيصدر لي عمل سيتم الإعلان عنه في حينه. أحلم بناشر عادل يعطي الكتّاب حقوقهم، مع علمي المسبق بأن الشعر لا يبيع كثيراً لأنني في مرحلة ما كنت جزءاً من مبادرة أخذت على عاتقها، ومن دون أي دعم أو تبن من أحد، نشر تجارب الشعراء الشباب في العالم العربي. طبعاً المشروع كان يتطلب جيشاً من العاملين ولَم تكن الإمكانيات تسمح.


■ كيف تنظرين إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟
- في ظل هذا الخراب العميم وموت الصحافة الورقية، النشر الإلكتروني هو بمثابة خشبة خلاص للشعراء والكتاب كي يطلوا على متابعيهم. نشرت في مواقع عديدة، مثل "ضفة ثالثة"، "جهة الشعر"، وغيرها. واليوم هناك مواقع جديدة تفرض نفسها برصانتها واختياراتها الموفقة. بفضل النشر في المواقع الإلكترونية المختلفة أعتقد أنه رُدِمَت هذه الفجوة التي تركتها الجرائد الورقية بعد إغلاقها.


■ هل تنشرين شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترين تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
- نعم أنشر بعض ما أكتبه على الفيسبوك وأظن، أو أكاد أوقنُ أن الأمر جيد بما يكفي صراحة، فعن طريق هذا العالم المفترض تعرّفت على أصدقاء وشعراء جميلين ويستحقون المتابعة، في النهاية هي مسألة اختيار كيف تستخدم التكنولوجيات الجديدة التي هي بحد ذاتها وسيط محايد.


■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
- فعلياً ليست هناك إحصائية دقيقة لتصنيف قارئ الشعر، لكن برأيي الشخصي أقول إن قارئ الشعر اليوم ينقسم إلى نوعين: إما الشعراء أنفسهم، تحديداً المجتهدون في قراءة الشعر والبحث فيه، أو قلّة متذوّقة للشعر. لم يتغيّر الأمر كثيراً منذ شعراء المنابر الذين ارتبطت مسيرتهم مع الهم الجماعي والنضالات القومية واستطاعوا أن يلمسوا طيفاً واسعاً من القرّاء غير النخبويين بالضرورة.


■ هل توافقين على أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟
- في الحقيقة لا أظن ذلك، لأنني أزعم أن الشباب يجيدون لغات أجنبية ويستطيعون القراءة باللغة الأصلية. لكن لا بد أنّ لحركة الترجمة أثر كبير على تجاربنا جميعاً. هل نكتب شعراً أجنبياً بلغة عربية اليوم؟


■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟
- أعود إلى اللغة مجدداً لأنني أظن أن العربية لغة تحمل في داخلها شعرية عالية. ثمة لغات جافة بعض الشيء بالنسبة لي، مثلاً أفضّل الفرنسية على الإنكليزية وأعشق الفارسية. إذاً اللغة بذاتها هي نقطة قوة الشعر العربي ونقطة ضعفه أيضاً لأننا نكتب بلغة لا نتكلّمها وهذا مذهل للناطقين بلغات أخرى.


■ شاعر عربي تعتقدين أن من المهم استعادته الآن؟
- لست وفيّة لتجربة معيّنة فلكل شاعر أو شاعرة خصوصيته وقرّاءه. شخصياً وبعيداً حتى عن المعايير النقدية أجد أن الذين ينبغي استعادتهم الآن هم الصارخون في البريّة، كمحمد الماغوط ورياض الصالح حسين، والعابرين بخفّة كوديع سعادة وبسّام حجّار.


■ ما الذي تتمنينه للشعر العربي؟
- أن ينفتح على مجالات إبداعية أخرى كالسينما وغيرها، أحب أن أرى قصيدة على شكل فيلم قصير وكنت بدأت بعض التجارب في هذا المجال. الشعر عين ثالثة وكذا الكاميرا.


بطاقة
شاعرة وكاتبة لبنانية تعيش في أميركا. أستاذة في قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة وين ستايت. صدر لها في الشعر: "صلاة الغائب" (2005)، و"بوّاب الذاكرة الفظّ" (2007)، و"فراشة ميّتة بعد إطباق كتاب عليها" (2013). وفي النثر: "غيابك الصامت والعميق كمياه خطرة" (2013). وفي الترجمة: عن الفرنسية "إقليديسيات" لأوجين غيوفيك (2008). شاركت في تأسيس وتحرير مجلة "نقد" وجريدة ودار "الغاوون" للشعر (2006-2014). عملت كمديرة للقسم الثقافي في جريدة "أوان" (2008)، ومحررة ثقافية في جريدة "النهار" اللبنانية (2004-2008).

المساهمون