هل يطمس موت "صوت داعش" تفاصيل اعتداءات باريس 2015؟

22 فبراير 2019
تريث رسمي في التعليق على أنباء مقتل كلين(جيف ميشيل/Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي تقترب فيه المعارك في آخر معاقل تنظيم "داعش" في بلدة الباغوز في ريف دير الزور السوري من نهايتها، تتردد أخبار منذ يومين عن مقتل الجهادي الفرنسي فابيان كلين، الملقب بـ"صوت داعش"، وإصابة أخيه جان ميشيل بجروح خطيرة، في غارة للتحالف على الباغوز الأربعاء الماضي. 

ويعرف الأخوان كلين بأنهما من أعلنا في تسجيل صوتي بالفرنسية مسؤولية "داعش" عن الاعتداءات الإرهابية التي نفذت في باريس في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً وجرح 413 آخرين.

وتلتزم وزيرة الجيوش الفرنسية​ فلورانس بارلي الحذر في التعليق على أنباء مقتل كلين وإصابة شقيقه، وتفضل انتظار تحليل الحمض النووي لتأكيد مقتل الأول، فيما وصف النائب عن "فرنسا غير الخاضعة" أدريان كاتينيس ما جرى بأنه "نجاح" ضد الإرهاب، واعتبره تقدماً لقوى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".    ​

أما عائلات ضحايا الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فرنسا في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، فتنتظر بدورها تأكد الخبر، إلا أنها تخشى من أن مقتل كلين سيحد من فرص معرفة الدورُ الحقيقي الذي أداه هذا الجهادي في تنظيم الاعتداءات في المحاكمة التي ستنتظرها العائلات، والتي ستجرى مستقبلاً في حضور ناجٍ واحدٍ من المجموعة الإرهابية، وهو صلاح عبد السلام. وهو موقف عبرت عنه إحدى محامي الضحايا، سامية مكتوف، حين صرحت اليوم الجمعة لصحيفة "لوباريزيان" قائلة إنه "إذا تأكد مقتل فابيان كلين فإنه سيحرم عائلات الضحايا من الحقيقة ومن العدالة". 

وكان فابيان كلين هدفاً للاستخبارات الفرنسية، منذ فترة طويلة، بعد أن اشتهر في اليوم التالي للاعتداءات الإرهابية التي عرفتها باريس وضاحيتها سان دونيه حين أعلن عن تحمل التنظيم المسؤولية عن الاعتداء. كما أنه حثّ في 28 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2018، في رسالة صوتية، المتعاطفين مع تنظيم "داعش" في فرنسا على تنفيذ اعتداءات، بذريعة الانتقام لقتلى ضربات التحالف على سورية. 

كذلك كان فابيان كلين من بين المقربين من الفرنسي محمد مراح، الذي ارتكب جرائم قتل في مدينة تولوز، استهدفت عسكريين ويهوداً، سنة 2012، قبل أن تتم تصفيته من قبل قوات الأمن الفرنسية. 

 

وقد صدر في حق كلين، الذي اعتنق الإسلام عام 2000، حكم بالسجن لخمس سنوات نافذة سنة 2009، بتهمة الضلوع في شبكة عمل على شبكات التواصل الاجتماعي، تقوم بتسفير جهاديين فرنسيين إلى العراق، قبل أن ينتقل إلى سورية سنة 2015 بعدما تمكن من الإفلات من المراقبة الأمنية. 

أما شقيقه جان ميشيل كلين "أبو عثمان"، 38 سنة، فقد اشتهر في العمل الدعائي لصالح "داعش"، عبر الأناشيد الدينية التي كان يبثها التنظيم، من ملجأ مدينة الرقة التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم، والتي كانت تستهدف استقطاب مقاتلين جدد.  

وكان القضاء الفرنسي فتح تحقيقاً جديداً ضد فابيان كلين وشقيقه جان ميشيل كلين يوم 28 يونيو/ حزيران 2018، وأصدر مذكرة توقيف دولية بتهمة تأسيس جمعية إجرامية لها علاقة مع جمعية إرهابية وإجرامية. 

وعرف عن الأخوين كلين رغبتهما في عدم العودة إلى فرنسا حيث ينتظرهما السجن، وتفضيلهما الموت في سورية. 

وإذا ما ثبت مقتل فابيان كلين "أبو عمر"، فإن حصيلة القتلى من الجهاديين الفرنسيين، في المناطق ما بين سورية والعراق، سترتفع إلى 311 شخصاً، تأكد لدى السلطات الفرنسية المعنية مقتل 310 منهم.