هل يصمد أتلتيكو مدريد أمام السطوة المالية للريال والبرسا؟!

02 اغسطس 2014
سواريز وخاميس آخر صفقات كبار الليجا
+ الخط -
برشلونة يضم راكيتيتش.. ريال مدريد يجلب توني كروس.. أتلتيكو مدريد يفقد دييجو كوستا.. برشلونة يفوز بصفقة لويس سواريز.. ريال مدريد يضمن خدمات خاميس رودريجيز.. أتلتيكو مدريد يخسر خدمات فيليبي لويس.. مهلاً، ذكّروني من فاز بلقب الليجا الموسم الماضي؟ في الوقت الذي يأتي فيه عملاقا الليجا بصفقات كبرى، يخسر أتلتيكو مدريد بعضاً من أهم لاعبيه بل إنه خسر بالفعل أهم اثنين صنعا له هذا المجد.. دييجو كوستا وتيبو كورتوا.. الأول لأسباب "طموحية" والثاني لأسباب "تعاقدية" تتعلق بانتهاء إعارته.

لكن لماذا يترك دييجو كوستا الأتليتي لأسباب طموحية؟ أنت تتحدث عن فريق فاز بدوري الفوز به في منتهى الصعوبة في ظل تواجد أكثر فريقين في العالم تحقيقاً للعوائد، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الذي كاد أن يرفع كأسه لولا رأسية راموس في الدقيقة 92.

دييجو كوستا ترك أتلتيكو مدريد بسبب الأموال.. لا، لا سمح الله، ليست أموالاً يمكن أن يحصل هو عليها فقط عندما يجدد تعاقده بل لأنه مثل غيره فقد الكثير من الأمل في أن يتخلى ريال مدريد وبرشلونة عن أنانيتهما وعن الشروط المجحفة التي يمتازان بها دون أغلب البلدان الأوروبية.. كوستا يعلم أن تكرار نجاح الأتليتي غير مضمون ولهذا سبب واضح.

يجلس المشجع البرشلوني والمدريدي ساخراً من تلك الكلمات مؤكداً أن فارق الشعبية للبرسا والريال هو سر الانحياز المالي الشديد لهما بينما ينسى أو يتناسى أن مانشستر يونايتد هو الآخر أكثر شعبية من بيرنلي وليستر سيتي! مع ذلك فالفريق يحصل تقريباً على عوائد بث كالتي يحصل عليها أضعف فرق البريمييرليج شعبية، 50% ثابتة للجميع و50% متغيرة بحسب المرافق وبحسب المركز في الدوري لتصير النسبة بين أعلى فريق تحصّلاً على عوائد وأقل فريق 1,54 فإن حصل صاحب المركز الأول على 1,54 مليون يورو مثلاً يحصل الأخير على مليون يورو .. fair enough؟ كم تبلغ النسبة في إسبانيا بين الريال والبرسا وبين الفرق الأقل شعبية؟ خمّن؟ 5 إلى 1؟ 6 إلى 1؟ أبشّرك بأنك مخطئ لأنه النسبة تصل إلى 12,5 إلى 1! النسبة تصل إلى نحو 3 إلى 1 بين الكبيرين وبين الأتليتي وفالنسيا حيث يحصلان على 150 مليون يورو لكليهما بينما يحصل هذان الفريقان على 40 مليون يورو فيما يحصل بعض الفرق على مبلغ 15 مليون يورو فقط!

بمعنى أنه عندما يقرر برشلونة دفع 88 مليون يورو في لويس سواريز وريال مدريد 80 مليون يورو في خاميس رودريجيز فإنهما يدفعان هذا المبلغ ثم يبدآن سواسية مع الأتليتي وفالنسيا مع فارق 25 مليون يورو إضافية تعتبر كالفتات بالنسبة للكبيرين بينما تكون أحياناً هي ما يصرفه إشبيلية أو فالنسيا في سوق الانتقالات وربما أقل! وحتى هذه الحسبة تبدو غير صحيحة، فجلب لاعب بما يقارب الـ100 مليون يورو يعني أنك ستجني من ورائه الكثير، وكذلك سيجلب لك المزيد من النتائج الجيدة، ما يخلق عائداً إضافياً يُضاف إلى ما جنيته مسبقاً!.

لكن دعونا نأمل في صمود أتلتيكو مدريد أمام هذا التيار التعاقدي الجارف، وقد أظهر بوادر طيبة ومبشّرة بهذا الصمود عن طريق التعاقد مع مهاجم مميز جداً هو ماريو ماندجوكيتش وكذلك ظهير بنفيكا سيكييرا الذي يعد بديلاً طيباً نسبياً في ظل الشح المتواصل في مركز الظهير الأيسر في أوروبا علماً بأن سيكييرا كان مطلوباً في الكثير من الأندية عندما كان لاعباً في غرناطة.

المشكلة فقط تتمثّل في مدى إمكان الأتليتي الصمود أمام التآكل المستمر في التشكيلة، فإن كان تعويض لاعب ممكناً فإنه في الصفقة التالية ربما لا يصح، وإن استمر حال البث التلفزيوني هكذا فربما يتكرر مع الأتليتي ما حدث مع فالنسيا عندما فاز بالليجا مرتين وظل يحاول الوقوف صامداً أمام السطوة المالية للريال والبرسا قبل أن ينهار مالياً فجأة بعد أن حمّل خزينته أكثر مما تحتمل أملاً في أن يبقى على المستوى نفسه لكنه فشل.. وانتهت حكاية جميلة من حكايات الليجا، فهل تنتهي حكاية الأتليتي إلى المصير نفسه؟ دعونا نأمل أن تكون الإجابة بلا.
المساهمون