كيف يمكن للمستثمرين العرب لعب دور في تسريع التكامل الاقتصادي العربي؟ وهل يستطيعون تشكيل قوة فاعلة تحقّق التعاون بين دولهم لصالح التنمية والنمو؟.
إبراهيم سابونجي: قادرون على خلق التكامليقول رئيس الجمعية المغربية للمستثمرين، إبراهيم سابونجي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن المجالات التي يستثمر فيها رجال الأعمال العرب، ويكون فيها تكامل أو تنسيق في الحد الأدنى، هي الاستثمارات الكبرى والمتوسطة، في حين يضعف هذا التكامل في ما يتعلق بالمشاريع الصغيرة، برغم اتساع رقعتها في الأسواق العربية.
ويوضح السابونجي أن الاستثمارات الكبرى تتحكّم فيها الاتفاقيات والعقود بين الحكومات العربية، وتهم المشاريع الاقتصادية الضخمة. وهنا يضيف المتحدث ذاته: يلعب رجل الأعمال بشكل أوتوماتيكي دور حلقة الوصل، لأنه المنفّذ للمشاريع والاستثمارات التكاملية هذه. أما بالنسبة للاستثمارات المتوسطة، فتعرف بدورها أوجه تعاون وتكامل بين رجال الأعمال العرب، وتشمل قطاعات، من بينها العقار، السياحة، الخدمات، والطاقة المتجددة.
ويرى رئيس الجمعية المغربية للمستثمرين أن العامل وراء ملاحظة غياب دور رجال الأعمال في مشاريع عربية اقتصادية مشتركة، هو غياب أي أوجه للتعاون في ما يخص الاستثمارات الصغيرة، والتي تشكل قاعدة النسيج الاقتصادي في الدول العربية، حتى في دول الخليج.
ويشدد سابونجي على أن الفاعلين الاقتصاديين مطالبون بضرورة الاهتمام بهذا المستوى، لأنه من وجهة نظره، تعتبر المؤسسات الصغيرة بوابة إبراز الدور الذي يمكن أن يلعبه رجل الأعمال ليس فقط في خلق الثروة، لكن كذلك في المساهمة في التنمية وخلق سوق اقتصادية قوية ومتنافسة.
ويربط المستثمر إبراهيم سابونجي بين مناخ الأعمال وسهولته في كل بلد، وقدرة الفاعلين الاقتصاديين العرب على التحرك إقليمياً ودولياً في إطار الوحدة، حيث يقول إن المستثمر العربي اليوم، غارق في دوامة القوانين والتشريعات الإدارية من أجل تحرير أو تنفيذ مشاريعه، ويعاني من خوف المصارف وعدم قدرتها على مسايرة طرق التمويل العالمية للمشاريع، بالإضافة إلى البحث عن كفاءات مهنية قادرة على إنجاح مشاريعه. ويذكر سابونجي بهذا الصدد، أن المستثمرين اليوم يعانون فعلياً لاستقطاب أطر شبابية جيدة للمساهمة في مشاريع الطاقات المتجددة والهندسة الزراعية.
ويؤكد المتحدث ذاته، أن هذه العراقيل تحد من حرية توظيف الأموال، وإخراج الاستثمارات في ظرف زمني قصير، لذلك لا يستطيع المستثمر التفكير خارج إطار مشاريعه الخاصة والمحلية التي تستنفد منه الشيء الكثير.
وبخصوص التجمعات والهيئات التي تمثل رجال الأعمال العرب، وظهرت بشكل ملحوظ في السنوات العشر الأخيرة، حيث أصبح لها موقع متقدم في المشهد الاقتصادي والسياسي العربي، يعبّر رئيس الجمعية المغربية للمستثمرين، لـ"العربي الجديد"، عن تفاؤله من دورها في المستقبل، وما تمنحه أولاً من فرصة لتجميع آراء الفاعلين الاقتصاديين، وصياغة مطالب وتوصيات وخطط مشتركة من أجل إسماع صوت رجال الأعمال. لكن من جهة أخرى، يقلّل المتحدث ذاته من أهمية دور هذه التجمعات والهيئات في إطار التكامل الاقتصادي العربي، ويقول إن الأمر يمكن أن يكون حاضراً إلى حد ما بالنسبة للمستثمرين في دول الخليج، بحكم غرفة دول مجلس التعاون الخليجي المشتركة، أما عن باقي الدول العربية ورجال أعمالها، حسب سابونجي، فقد يغيب الفضاء الذي يمكن أن يجمع وجهات النظر ويخلق إطاراً تفاعلياً قوياً في ما بينهم.
ويختم رئيس الجمعية المغربية للمستثمرين تصريحه، لـ"العربي الجديد"، بالتأكيد على ضرورة فتح نقاشات داخل ندوات ولقاءات عربية موسعة، تبحث عن نقاط تحقق الالتقاء بين رجال الأعمال في الدول العربية، للاستفادة من الخبرات والمؤهلات التي تزخر بها كل دولة، على أن يشترك فيها جميع الفاعلين الاقتصاديين، سواء المستثمرين أو رجال الأعمال ومنفذي المشاريع في القطاعات الصغيرة والمتوسطة أو الكبيرة.
محمد حميدوش: رجال الأعمال العرب محليو التفكير
يعتبر الخبير الاقتصادي والمالي الجزائري، محمد حميدوش، أنه توجد صعوبة في أن يلعب رجال الأعمال العرب دور التسريع في التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، ويشرح أن هؤلاء يحصرون نشاطهم في دائرة الاستثمارات الضيقة، والتي تعتمد كثيراً على ما هو محلي داخل كل بلد، وإن اتّسعت أنشطتهم الاقتصادية داخل دول عربية غير بلدهم، فهي لا تتجاوز الاستثمار بقطاعات العقار والتجارة وإلى حد ما الخدمات.
ويؤكد الخبير حميدوش، في تصريحه لـ"العربي الجديد"، على أن هناك عوامل عديدة وإشكالات في توسيع رقعة مشاريع رجال الأعمال العرب، من بينها أن معظم هؤلاء يبحثون عن الربح السريع ودائماً على المستوى المحلي. ويقول المتحدث ذاته، إن بعض الدول بدأت تشهد بروز هيئات تعبّر عن وجهة نظر رجال الأعمال، لكن يتكرر المشكل العميق، وهو أن جل ما تتم مناقشته يبقى حبيس حدود كل دولة عربية.
ويقول حميدوش بأن القرارات اليوم يجب أن تراعي الفاعلين الاقتصاديين، لكن لن يتم ذلك من وجهة نظره، دون اقتناع رجال الأعمال بضرورة المشاركة في صنعها، مع ضرورة توجيه الأرباح نحو توظيف المزيد من الأموال في القطاعات المنتجة، وخاصة القطاعات ذات الطابع التكاملي بين الدول العربية التي تجمعها اتفاقيات وعقود بخصوص ذلك. ويرى حميدوش أن العناصر التي ذكرها كفيلة بوضع الحجر الأساس لتلاقي مصالح رجال الأعمال العرب، بما يخدم الوحدة الاقتصادية العربية.
وينصح حميدوش رجال الأعمال العرب بالابتعاد عن البحث عن حلول لمحدودية أنشطتهم الاستثمارية في معضلة الإدارات العربية المحلية، حيث يعتبر أن هذا الاتجاه يحصر اهتمامات رجل الأعمال في دائرة مغلقة، تعود إلى نقطة البداية مع تغيّر الحكومات وأصحاب القرار دون حصول تغييرات حقيقية في البنية الادارية.
ويشدد الخبير الاقتصادي والمالي الجزائري، على أن رجال الأعمال دورهم أخطر وأعمق من أدوار السياسيين، لأن ما يضعونه من أهداف ميّزاتها تكمن في الاستمرارية والانتشار. وقدم محمد حميدوش، في حديثه لـ"العربي الجديد"، مثالاً مرصد التجارة الخارجية المغربي، والذي قال عنه إنه يصدر تقارير دورية علمية وقوية، تدخل في تفاصيل التجارة الخارجية، ولها تأثير يمكن أن يحدد أوجه التعامل في التجارة المغربية.
ويزيد حميدوش، في تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن دور رجال الأعمال لا يمكن أن يتم خارج إطار مؤسسات تملك معطيات شاملة عن كافة الاقتصادات العربية، وتنسّق في ما بينها بشكل يومي، مع اقتناع رجال السياسة بضرورة خلق بيئة استثمارية يكون فيها الجميع رابحاً.
إقرأ أيضا: الاستثمار الزراعي الخليجي: نموّ على وقع التنويع (ملف)
ويؤكد الخبير حميدوش، في تصريحه لـ"العربي الجديد"، على أن هناك عوامل عديدة وإشكالات في توسيع رقعة مشاريع رجال الأعمال العرب، من بينها أن معظم هؤلاء يبحثون عن الربح السريع ودائماً على المستوى المحلي. ويقول المتحدث ذاته، إن بعض الدول بدأت تشهد بروز هيئات تعبّر عن وجهة نظر رجال الأعمال، لكن يتكرر المشكل العميق، وهو أن جل ما تتم مناقشته يبقى حبيس حدود كل دولة عربية.
ويقول حميدوش بأن القرارات اليوم يجب أن تراعي الفاعلين الاقتصاديين، لكن لن يتم ذلك من وجهة نظره، دون اقتناع رجال الأعمال بضرورة المشاركة في صنعها، مع ضرورة توجيه الأرباح نحو توظيف المزيد من الأموال في القطاعات المنتجة، وخاصة القطاعات ذات الطابع التكاملي بين الدول العربية التي تجمعها اتفاقيات وعقود بخصوص ذلك. ويرى حميدوش أن العناصر التي ذكرها كفيلة بوضع الحجر الأساس لتلاقي مصالح رجال الأعمال العرب، بما يخدم الوحدة الاقتصادية العربية.
وينصح حميدوش رجال الأعمال العرب بالابتعاد عن البحث عن حلول لمحدودية أنشطتهم الاستثمارية في معضلة الإدارات العربية المحلية، حيث يعتبر أن هذا الاتجاه يحصر اهتمامات رجل الأعمال في دائرة مغلقة، تعود إلى نقطة البداية مع تغيّر الحكومات وأصحاب القرار دون حصول تغييرات حقيقية في البنية الادارية.
ويشدد الخبير الاقتصادي والمالي الجزائري، على أن رجال الأعمال دورهم أخطر وأعمق من أدوار السياسيين، لأن ما يضعونه من أهداف ميّزاتها تكمن في الاستمرارية والانتشار. وقدم محمد حميدوش، في حديثه لـ"العربي الجديد"، مثالاً مرصد التجارة الخارجية المغربي، والذي قال عنه إنه يصدر تقارير دورية علمية وقوية، تدخل في تفاصيل التجارة الخارجية، ولها تأثير يمكن أن يحدد أوجه التعامل في التجارة المغربية.
ويزيد حميدوش، في تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن دور رجال الأعمال لا يمكن أن يتم خارج إطار مؤسسات تملك معطيات شاملة عن كافة الاقتصادات العربية، وتنسّق في ما بينها بشكل يومي، مع اقتناع رجال السياسة بضرورة خلق بيئة استثمارية يكون فيها الجميع رابحاً.
إقرأ أيضا: الاستثمار الزراعي الخليجي: نموّ على وقع التنويع (ملف)