أثارت نوايا تجريف مقبرة إسلامية تاريخية في مدينة البصرة، جنوبي العراق، والتي يعود تاريخها إلى فترة صدر الإسلام، سخطاً كبيراً بين الناشطين والمهتمين بالتراث العراقي، وكذلك بعض العشائر العربية في المدينة، لا سيما أن الأنباء أفادت بوجود مخططٍ لبناء مجمع تجاري مكانها.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن "الحكومة المحلية في البصرة أغلقت مداخل المقبرة قبل ثلاثة أشهر، مع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا، وفوجئ مواطنون، خلال عيد الفطر الماضي، بوجود حشد من آليات التجريف عند مداخل المقبرة. جهات حزبية وأخرى دينية لا تمانع استثمار جزء من أرض المقبرة لأغراض تجارية، لكن هناك اعتراضات كبيرة على تحويلها إلى محال، لا سيما أنها تمثل ذاكرة البصرة، ودُفن فيها أهم شخصيات المدينة على مستوى العلم والأدب".
وتضم المقبرة الشهيرة، التي تضم رفات العلامة العربي الحسن البصري، رفات كثير من الشخصيات الدينية والثقافية والسياسية البارزة، ومنهم ابن سيرين، ورابعة العدوية، ورفات الشاعر الأموي الفرزدق، والشاعر العباسي خالد بن صفوان، وكبار علماء النحو والصرف والمعتزلة، فضلا عن قبر الشاعر بدر شاكر السياب الذي توفي عام 1964.
وقال الشيخ العشائري فايز السعد إن "الحكومة المحلية في البصرة لم تؤكد حتى الآن ما إذا كانت المقبرة ستتحول إلى أرض تجارية أم لا، ولكن ملف استغلال المناطق الأثرية لأغراض اقتصادية يتكرر كل عام بسبب وجود قوى سياسية تريد الاستحواذ على أية أراضٍ مهمة في المدينة".
وأكمل السعد، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "نبش القبور وتجريفها والعبث بها ليس من شيم العرب، ولن نقبل بمثل هذا، لا سيما أن هذه المقبرة تُعد من أهم وأقدم المقابر في العراق، والأهالي لن يسمحوا بتحويل معلم تاريخي وأثري وحضاري إلى (مول) أو محال تجارية".
الهيئة نت| البصرة: مقبرة (الحسن البصري) تواجه خطر التجريف، بذريعة شق طرق وبناء سوق جديدة جنوبي العراق، ويعود تاريخ المقبرة إلى العصر الأموي ومن الأقدم في العراق والعالم الإسلامي، وعمرها أكثر من 1300 عام.
— هيئة علماء المسلمين في العراق (@amsiiraq) September 10, 2020
للاشتراك في قناة الهيئة على تطبيق (تيليغرام): https://t.co/msRkDVlpgE pic.twitter.com/8zpb6Ma4CI
من جهتها، قالت هيئة علماء المسلمين في العراق، عبر "تويتر"، إن "مقبرة الحسن البصري تواجه خطر التجريف بذريعة شق طرق وبناء سوق جديدة، وأن تاريخ المقبرة يعود إلى العصر الأموي، وهي من الأقدم في العراق والعالم الإسلامي، وعمرها أكثر من 1300 عام.
في غضون ذلك، قاد الوقف السني في البصرة وقفة احتجاجية ضد وجود مشاريع لتحويل المقبرة إلى مجمع تجاري ضخم، وقام الوقف بحملة تنظيف للمقبرة بمشاركة عدد من رجال الدين وشيوخ العشائر ومنظمات تطوعية.
قام أعضاء من الرابطة الشرعية الثقافية لعلماء الدين في البصرة وفِي مقدمتهم مسؤول الرابطة الشيخ حامد الراشد المحترم...
Posted by الرابطة الشرعية الثقافية لعلماء الدين في البصرة on Saturday, 12 September 2020
وكتبت الناشطة هنادي عبر "تويتر": "هل تستحق إقامة سوق تجريف تاريخ عمره 1300 سنه؟ مقبرة الحسن البصري فيها رفاته ورفات رابعه العدوية والفرزدق والسياب، وهي مهددة بالتجريف بنية مبيتة لطمس تاريخ بلد".
وكتب الشاعر العراقي صادق مجبل: "المقبرة واحدة من معالم البصرة التي بحاجة إلى اهتمام وحماية من قبل منظمات حماية التراث، لأنها الآن تعود إلى جهة ربما تحولها إلى استثمار".
واحدة من معالم البصرة التي بحاجة إلى اهتمام وحماية من قبل منظمات حماية التراث، لأنها الآن تعود إلى جهة ربما (تحولها إلى استثمار! )
— صادق مجبل (@sadiqmujbil) September 9, 2020
مقبرة الحسن البصري
تضم رفات الفرزدق،الحسن البصري، رابعة العدوية، التستري والشاعر الكبير بدر شاكر السياب، والكثير من الشخصيات. pic.twitter.com/3g7JDR6x4C