هل يحرك "فيسبوك" انتفاضة جديدة؟

12 يوليو 2014
عوّض "فيسبوك" عن تقصير الإعلام الرسمي (أحمد غربلي/الفرنسية/ GETTY)
+ الخط -

 أسبوع مرّ على اختطاف وحرق الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، لم تهدأ خلاله مواقع التواصل الاجتماعي التي تحوّلت إلى ما يشبه غرف الأخبار العاجلة، تبثّ التطوّرات على مدار الساعة، وتقدّم الدعم للشباب على الأرض، من دون رقابة، عكس ما يحصل في الإعلام المحلي.

صفحات "فيسبوك" لم تكتفِ بنقل الأحداث والصور أولاً بأول، بل باتت تشكِّل غرفة عمليات كاملة تحرّض الشباب على الانتفاضة في وجه محتلّهم. ويمكن القول، إنها باتت أكثر تنظيماً وتأثيراً على الشارع. خلال الأيام القليلة الماضية برزت أوسمة عدة(هاشتاغ) اكتسحت الإعلام الفلسطيني البديل كـ #القدس_تنتفض"،"#انتفاضة_القدس"،"#شهيد_الفجر"،"#شعفاط"، "#رمضان_في_القدس_غير".

وإلى جانب الصفحات الشخصية لمحترفي التصوير وهواته، ظهرت صفحات أخرى تعمل على تنظيم الشارع وتوجيهه عبر نشر أماكن التظاهر والتجمعات للشباب. إضافة إلى النصائح التي أثبتت نجاعتها في ابتكار وتعميم أساليب جديدة لحماية الأحياء من هجمات المستوطنين. كذلك عادت إلى الشاشة العديد من مشاهد الانتفاضتَين الأولى والثانيّة، وقصصهما التي تسلّط الضوء على المقاومة الشرسة للشبّان الفلسطينيين في ساحة القتال.

من ناحية أخرى وعلى خطّ موازٍ يرى عدد من الناشطين أن جريمة قتل الفتى الفلسطيني خلقت إرباكاً في الشارع الذي بدا واضحاً أنه يعتمد على الإعلام الاجتماعي أكثر من أي مصدر آخر. لكن هذا الاعتماد، أدى إلى انتشار عدد من الشائعات المؤذية، التي روّعت الناس عوضاً عن توعيتهم.

ويذكر أن الحملات والدعوات لم تتوقف عند مواجهة الاحتلال، بل امتدت للسخريّة من السلطة الفلسطينيّة ممثلة في رئيسها محمود عباس. كعادته لم يشفِ هذا الأخير صدر الفلسطينيين بتصريحاته الناعمة. هكذا عادت إلى الواجهة الصفحات تسخر من "سلطة أوسلو" ونهج التنسيق الأمني الذي تتبعه مع الاحتلال.

ومن أبرز هذه الصفحات "محمود عباس لا يمثلني"، "التنسيق خيانة"... وغيرها من الصفحات التي برزت بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير في الضفة الغربية عقب اختطاف الجنود الثلاثة. كذلك طالت الهجمات مؤسسات عدّة في السلطة الفلسطينيّة. ولعلّ أبرزها هذه الأيام دعوات المقاطعة التي يتعرض لها التلفزيون الحكومي "تلفزيون فلسطين"، الذي انشغل ببرامج الأطفال والطبخ ولم يؤمّن الحد الأدنى من تغطية تشفي غليل الفلسطينيين.

المساهمون