هل يتجاهل الأهل خصوصية أطفالهم على مواقع التواصل؟

29 ديسمبر 2016
يخلق الأهل هوية أطفالهم الرقمية (Getty)
+ الخط -


حذّرت الحكومة الفرنسية الأهالي من نشر صور أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق من العام الحالي، وقد يواجهون عقوبات تصل إلى عام في السجن وغرامة قيمتها 45 ألف يورو، بموجب قوانين الخصوصية الصارمة في البلاد.

وطرحت الكاتبة، جوان أورلاندو، الموضوع متسائلة "هل لدينا كأهل الحق في نشر صور أطفالنا للعلن؟ وإذا كان الجواب نعم، فأي صور تحديداً؟"، في مقال نشره موقع "ماشابل" المتخصص بالأمور التقنية، يوم الأربعاء.

وأشارت أورلاندو إلى أن الجزء الأهمّ في القضية يتمثل بالمشاركة الزائدة عن اللزوم للصور. وكانت مؤسسة "نومينت" البريطانية قدرت عدد الصور المنشورة من قبل الأهل لأطفالهم دون الخامسة بمئتي صورة سنوياً، ما يعني ظهور الأطفال في حوالى ألف صورة على شبكة الإنترنت، قبل إتمامهم سن الخامسة.

واعتبرت أنه بهذه الطريقة سيكون للكثير من الأطفال هوية رقمية قوية لم يأسسوها بأنفسهم، وشبهت العملية بصناعة هويات المشاهير، إذ يستطيع الأهل تشكيل شخصية عامة لطفلهما على طريقتهما الخاصة: طفل عبقري، مطيع، متابعة للموضة، آكل شره، وغيرها.

وسألت أورلاندو "كيف سيشكل أهلكم هويتكم على الإنترنت؟ هل تعتقدون أنها ستعكس شخصيتكم الحقيقية؟"، وأضافت "هل نختار من دون وعي تحميل منشورات وصور معنية عن أطفالنا لجذب انتباه المستخدمين؟ وإذا كان الجواب نعم، كيف يشوه هذا الأمر من الصورة التي نشكلها عنهم؟".

وشددت الكاتبة على أن الهاجس الأساسي للأطفال هو عدم القدرة على حذف ما نُشر عنهم سابقاً على الإنترنت، ما يعني أنهم سيبقون أسرى منشورات أهلهم للأبد.

ورأت أنه من الصعب تقديم حجم تأثير الإنترنت على خصوصية الأطفال وسلامتهم، نظراً لحداثة وسائل التواصل الاجتماعي. لكن يبدو النظر في هذه المسائل الآن بالغ الأهمية، إذ حان الوقت للتساؤل حول الحدود التي يجب أن يلتزم بها الأفراد (الراشدون والأطفال)، عند نشر معلوماتهم الشخصية، وكيفية تحكمهم بالمعلومات المنشورة عنهم، وفقاً لأورلاندو.

واعتبرت أن الطريقة الأمثل للتعامل مع هذه القضية الجديدة من خلال الاستماع إلى آراء الأطفال حولها. وكانت دراسة جديدة عن "جامعة ميشيغان" تطرقت إلى وجهات نظر الأهل وأطفالهم حول القواعد الواجب اتباعها في التعامل مع التكنولوجيا.

قدّر الأهل هذه القواعد بالمدة المسموح قضائها أمام شاشات الهاتف أو الحاسوب، لكن الأطفال اعتقدوا أنه من الضروري وجود قواعد حول ما يستطيع أهلهم نشره عنهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال العديد من الأطفال إنه يجب امتناع أهلهم عن نشر أي أمر يخصهم، من دون إذنهم.


(العربي الجديد)

المساهمون