هل غيّر الإعلام الجديد طريقة عملنا في الإعلام التقليدي؟

02 مايو 2014
تداخل الجديد مع التقليدي.. والتحدي كيف يتأقلم الصحفيون؟ (Getty)
+ الخط -

غيّرت مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة، من الطريقة التي يعتمدها الصحفيون في جمع الأخبار. ولم يعد المراسلون والمحررون بحاجة إلى انتظار ما تبثه وكالات الأنباء، فمواقع التواصل الاجتماعي أضافت بعداً جديداً لجهد جمع الأخبار، كما يقول معلقون إعلاميون.
وبإمكان الصحفيين الآن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاكتشاف موضوعات جديدة، أو الوصول إلى مساهمين فيها، أو للترويج لتلك الموضوعات أو برامج البث على وسائل الاعلام التقليدية.
لقد بات الوصول صحفياً الى أي حدث "جماهيري"، من سباق رياضي إلى مظاهرات إلى إضراب، انفجار في محطة قطار، الخ، أسهل من ذي قبل، بسبب تدفق الصور والمعلومات عبر الهواتف الجوالة للجموع البشرية. عندما منعت الحكومة المصرية الأفراد من الوصول إلى الشبكات الاجتماعية، مثل الفيسبوك وتويترـ أثناء وأعقاب ثورة 25 يناير، واصل اللأفراد نشر تفاصيل الأحداث عبر برنامج هووتسوت HootSuite. وسرعان ما تم الإفراج عن تفاصيل كان العالم ينتظرها بفارغ الصبر.

جمع المعلومات؟
لكن إلى أي مدى يمكن للصحفي الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في جمع المعلومات؟
ستيوارت هيوز، محرر الشؤون الدبلوماسية في وحدة الشؤون الدولية في "بي بي سي"، عمل في مجال الأخبار الدولية وغطى بعض أبرز الاحداث، على مدى السنوات العشر الماضية. وقد بدأ مدونة في عام 2003 حصل بموجبها على جائزة صحفية، قبل بداية الحرب على العراق. وفي الآونة الأخيرة، دأب على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لجمع الأخبار وتوزيعها. يقول في مدونة على موقع أكاديمية بي بي سي، "لقد غيّرت مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة، الطريقة التي يعتمدها الصحفيون في جمع الأخبار. لكنه لا ينسى أن يؤكد أنه "من المهم أن لا أفقد حذري بصفتي صحفياً. فلازلت أستخدم معايير التثبت والتوازن نفسها، كما لوكنت في غرفة الأخبار".

يوافقه في هذا الرأي، وليد عباس، المسؤول عن مدونة في موقع فرانس24، الذي يقول "أيا كانت شعبيتك في هذه الشبكات وعدد أصدقائك، فإنهم ببساطة أصدقاؤك، أي أنك تظل في وسط وتيار معين سينقل بالضرورة رواية معينة للخبر، هي بالتأكيد ليست موضوعية، ولن تستمع إلى الرواية المضادة، وهو الجانب الاساسي في مهنتنا"..

تأثر شكل الكتابة؟
من منطلق تجربة شخصية، تأثر شكل كتابتي الصحفية وأسلوبها، بعد نشاطي على فيسبوك وتويتر. بتّ أميل إلى الإيجاز أكثر، واتجنب قدر الإمكان الجملة الطويلة، لعلمي ان القارئ بات يبحث عن ايجاز قريب مما يقرأه في عالم التواصل الاجتماعي. لقد بدأ التحدي من خلال نشاطي على "تويتر" وطالما انني نجحت في تلخيص فكرة او خبر بـ42 شكلاً بين حرف ومساحة وعلامات استفهام وتعجّب، فإن الكتابة الصحفية يمكن ان تقبل هذا التحدي، من ذلك انه فلا تتكرر الفكرة الواحدة أو تمتد فوق جمل كثيرة.
في هذا المجال يعلق ايضا وليد عباس، بقوله "الشبكات الاجتماعية تسمح وتطرح شكل كتابة صحفية جديد تماما، يتميز باستخدام أدوات جديدة ولغة مباشرة وبسيطة تخلصت من التطويل والتكرار".
هذه التحديات التي واجهت الإعلام التقليدي ستكون موضوع استضافتنا لزملاء صحفيين عرب وغير عرب، يضعوننا فيها أمام تجربتهم مع الإعلام الجديد، بصفتهم صحفيين اعتادوا العمل ضمن شروط مختلفة، وكيف أثرت هذه العلاقة على سياق عملهم اليومي.
 

دلالات
المساهمون