16 اغسطس 2016
هل عمّرت الواسطة أوطاناً؟
منة أبو أحمد (فلسطين)
لا لم تعمر الواسطات الوطن، بل تركته خاوياً على عروشه، خاوياً من الإبداع والحضارة. ملأته بالفساد المستشري بسبب من اتبع هواه، وقرّر أن يثبت وجوده بفناجين الشاي والقهوة التي يتركها فارغة على مكتبه، وربما بعض من السجائر المطموسة، أشبعته بالحقد والغل بين شبابه، لأن أبو فلان لم يوصل سلامه إلى تلك الشركة أو المؤسسة ليوظف شخصاً آخر، حتى قرر بعضهم التخلي عن حلمه وأهدافه، ومزاولة أي من الأعمال التي ربما تطعمه لآخر الشهر، ويترك مكانه لشخص غير مناسب يمارس المهنة بروتين قاتل، حتى يقتلها، ويحصل على مراده من الراتب المجدي لقاء تعبه المريح.
سمعنا كثيرا عبارة أن "فيتامين واو" هو الحل. لم ندرك ما هو، أهو دواء يشترى من أقرب صيدلية؟ أم دواء لمعالجة العاطلين عن الدراسة والإبداع، أصحاب المزاجات العالية والواسطات الكبيرة، وإن كان لا بد منه للذين يبذلون كل الجهد ولا يصلون إلا به.
لكن، لنفكر قليلا: من الذي دفعهم إليه؟ أليسوا أولئك الذين وضعوا السياسات والقواعد وفقا لأهوائهم، وتمثيلا لرغبات أحزابهم؟ إذ لا يقبل للوظيفة إلا ابن ذلك الحزب، فهو أحق من غيره. أما ابن ذاك الحزب، فأبوه أحق باحتضانه، فليلتحق به ولا يسلك طريق الحزب الآخر من مؤسسات وشركات وتدريبات.
هذه النتيجة من مخلفات الانقسام الذي أوجد دولتين منفصلتين في دولة واحدة! تكاد تكون أقرب إلى حالتي كوريا الشمالية والجنوبية، صاحبتا العداء اللدود، ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد، فالمشاحنات بين الفتحاوي والحمساوي في أوجها، حتى قسمت المجتمع في كل من الدولتين، أقصد الحكومتين، إلى أجزاء متجزئة بين من يريد الصلح والعودة ومن يرغب استمرار الوضع، بحلوه ومره، كما هو، والبقية يغنون على ليلاهم..
عودة إلى حملة الشهادات، أصحاب العذابات، المكتفين بالفيتامينات الطبيعية، يبادر بعضهم بإنشاء المشاريع الصغيرة، وبعض آخر، اتخذ المنزل والشارع خليلا، تعدّدت الحجج والأسباب والنتيجة واحدة، بذريعة الوضع الاقتصادي المرير، والحصار الخانق.
أعود إلى النقطة نفسها، وأجزم أنه لولا الفساد المستشري بسبب الواسطة والمحسوبية، لأخذ كل ذي حق حقه في التدريب قبل التوظيف، ولكان النجاح والتطور حليف البلاد، ولتخطينا كل الأوضاع الصعبة من اقتصادية واجتماعية وغيره، فالقرار بيد الساسة وحدهم، وليس الشباب الذين تخطوا المتاعب، وأكملوا شهادات البكالوريوس والماجستير وينتظرون الفرج، ليكون السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيبقى الشباب قطعة شطرنج يحرّكها الساسة كما يحلو لهم، أم أن زمن حكم الشباب بكل الموضوعية والمصداقية لم يحن بعد؟
سمعنا كثيرا عبارة أن "فيتامين واو" هو الحل. لم ندرك ما هو، أهو دواء يشترى من أقرب صيدلية؟ أم دواء لمعالجة العاطلين عن الدراسة والإبداع، أصحاب المزاجات العالية والواسطات الكبيرة، وإن كان لا بد منه للذين يبذلون كل الجهد ولا يصلون إلا به.
لكن، لنفكر قليلا: من الذي دفعهم إليه؟ أليسوا أولئك الذين وضعوا السياسات والقواعد وفقا لأهوائهم، وتمثيلا لرغبات أحزابهم؟ إذ لا يقبل للوظيفة إلا ابن ذلك الحزب، فهو أحق من غيره. أما ابن ذاك الحزب، فأبوه أحق باحتضانه، فليلتحق به ولا يسلك طريق الحزب الآخر من مؤسسات وشركات وتدريبات.
هذه النتيجة من مخلفات الانقسام الذي أوجد دولتين منفصلتين في دولة واحدة! تكاد تكون أقرب إلى حالتي كوريا الشمالية والجنوبية، صاحبتا العداء اللدود، ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد، فالمشاحنات بين الفتحاوي والحمساوي في أوجها، حتى قسمت المجتمع في كل من الدولتين، أقصد الحكومتين، إلى أجزاء متجزئة بين من يريد الصلح والعودة ومن يرغب استمرار الوضع، بحلوه ومره، كما هو، والبقية يغنون على ليلاهم..
عودة إلى حملة الشهادات، أصحاب العذابات، المكتفين بالفيتامينات الطبيعية، يبادر بعضهم بإنشاء المشاريع الصغيرة، وبعض آخر، اتخذ المنزل والشارع خليلا، تعدّدت الحجج والأسباب والنتيجة واحدة، بذريعة الوضع الاقتصادي المرير، والحصار الخانق.
أعود إلى النقطة نفسها، وأجزم أنه لولا الفساد المستشري بسبب الواسطة والمحسوبية، لأخذ كل ذي حق حقه في التدريب قبل التوظيف، ولكان النجاح والتطور حليف البلاد، ولتخطينا كل الأوضاع الصعبة من اقتصادية واجتماعية وغيره، فالقرار بيد الساسة وحدهم، وليس الشباب الذين تخطوا المتاعب، وأكملوا شهادات البكالوريوس والماجستير وينتظرون الفرج، ليكون السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيبقى الشباب قطعة شطرنج يحرّكها الساسة كما يحلو لهم، أم أن زمن حكم الشباب بكل الموضوعية والمصداقية لم يحن بعد؟
مقالات أخرى
12 يوليو 2016