هل عادت فرقة "تاتو"؟

24 ابريل 2020
تتمحور الشائعات حول عودة الفرقة المنفصلة للمرة الثانية (Getty)
+ الخط -
قبل أيام، نشرت فرقة T.a.t.U الروسية أغنية جديدة مصوّرة على قناتها الخاصة على "يوتيوب"، حملت عنوان Believe In Goodbyes؛ لتبدأ بعدها موجة جديدة من الشائعات تطاول الفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتمحور الشائعات حول عودة الفرقة المنفصلة للمرة الثانية في تاريخها بأغنية جديدة. أخبار عارية عن الصحة؛ فرغم أن كليب Believe In Goodbyes صدر حديثاً فعلاً على صفحة الفرقة التي لا تزال حتى اليوم تنشر أخبار الثنائي المنفض ونماذج من أعمالها؛ لكن الأغنية ليست جديدة، إذ يعود تاريخ إنتاجها إلى سنة 2014، ولم يرفق بالكليب الجديد أي تصريحات تؤكد لم شمل الفرقة مجدداً، ليفتح ذلك باباً جديداً لنشر المعلومات المغلوطة عن الفرقة التي لطالما أثارت الجدل، منذ تأسيسها وحتى بعد أن تم حلها للمرة الثانية قبل ستة أعوام.

فرقة "تاتو" الروسية، هي ليست فرقة ثنائية مكونة من فتاتين مثليتي الجنس، أثمرت علاقتهما الحميمية عن تأسيس فرقة موسيقية استطاعت أن تغزو العالم بأغانيها العاطفية، كما هو شائع، وكما توحي إنتاجاتها الفنية الأولى، والقبل التي تتبادلها مغنيتا الفرقة، لينا كاتينا وجوليا فولكوفا، في الكليبات الأولى، وبالتحديد في أغنيتي All The Thing She Said و30 Minutes؛ بل هي فرقة روسية تم تأسيسها من قبل المنتج الموسيقي إيفان شابوفالوف، الذي بدأ سنة 1999 بالتحضير لمشروع فرقة موسيقية تتناول بأغانيها قضايا المثلية الجنسية عند المراهقين، وأعد حينها مسابقة ليختار مغنية الفرقة شاركت فيها عشر مؤديات في سن الرابعة عشرة؛ ووقع اختياره على لينا كاتينا، ذات الشعر الأحمر، لتكون مغنية الفرقة الوحيدة؛ قبل أن يعدل خطة الفرقة ويقرر أن تكون الفرقة ثنائية، ويضيف إليها جوليا فولكوفا، ذات الشعر الأسود القصير؛ التي كانت الخيار الثاني بالنسبة له في مسابقة الفرقة، والتي كانت أيضاً عضوة في فرقة الأطفال الموسيقية "نيبوسيدي" إلى جانب كاتينا.



كانت فرقة "تاتو" مثيرة للجدل منذ ذلك الحين، فتصوير مشاهد لفتاتين دون السن القانونية تتبادلان القبل عرضت صاحب المشروع شابوفالوف لكثير من الانتقادات حينها، ولا سيما بعد أن ترجمت أغاني الألبوم الأول جميعها إلى الإنكليزية وأعيد إصدارها سنة 2003.
وفي سنة 2005، وقبيل إصدار الألبوم الثاني Dangerous And Moving بنسختين إنكليزية وروسية، تحررت الفتاتان من شابوفالوف، لتكملا رحلتهما الفنية وحدهما بذات العلامة التجارية. وعندما بدت الأمور وكأنها تسير نحو مكان أفضل، خرجت جوليا فولكوفا بتصريح زعزع شعبية الفرقة، عندما أعلنت بأنها ليست مثلية الجنس، وأنها كانت تؤدي وكاتينا الأدوار المطلوبة منهما؛ لتخسر بهذا التصريح نسبة كبيرة من الجماهير مثليي ومثليات الجنس، قبل إصدار الألبوم الذي لم يتمكن من تحقيق نجاح يوازي ما حققه الألبوم الأول.

ورغم ما تعرضت له أغنية All About Us من انتقادات حين تم إصدارها، بسبب جرعة العنف الكبيرة التي يتضمنها الفيديو كليب الخاص بها، لكن هذه الأغنية هي العامل الأبرز في إنقاذ ألبوم Dangerous And Moving تجارياً. ومن بعده بدأت الفرقة للتخطيط للألبوم الثالث، وأعلنت عن اسمه Waste Management؛ وقبيل إصدار الألبوم تم الإعلان عن تغيير اسمه ليصبح Happy Smiles، وليثير التناقض بين الاسمين سخرية الجمهور. وعند إصدار الألبوم سنة 2009 لم يحقق النجاح المأمول منه، لتتركز معظم الأخبار على استعراض جوليا فالكوفا لحملها في الكليبات، دون الاهتمام بمحتوى الألبوم إعلامياً؛ وليكون فشل الألبوم الثالث هو بداية النهاية السريعة لفرقة "تاتو".


بعد إصدار الألبوم، أطلت كلا الفتاتين في العديد من المحطات العالمية بشكل منفرد، لتدليا بتصريحات متناقضة؛ فأشارت لينا كاتينا إلى إيمانها بمقدرات شريكتها وإمكانية استمرار الفرقة، في الوقت الذي كانت فيه جوليا فالكوفا تنتقد شريكتها وتصفها بالمحدودة وتتحدث عن مشاريعها بعد الانفصال؛ الذي تأخر الإعلان عنه حتى سنة 2011. لتبدأ من بعده كلتا الفتاتين مشوارهما الفني المستقل من دون أن تحققا أي نجاح يُذكر.

لم ينته الجدل حول الفرقة عند هذه النقطة، بل إن إعادة لم شملها سنة 2014 للغناء في دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي كانت إحدى أكثر النقاط جدلاً في تاريخ الفرقة؛ إذ قامت الفتانان بالغناء في روسيا التي تعاني من إشكاليات في حقوق المثليين، والتي لم تتمكن فرقة "تاتو" قبل ذلك التاريخ من إحياء عروضها فيها؛ وقد وصف البعض هذه العودة بأنها تمت لتلبية رغبات السلطات الروسية التي لم تجد فرقة روسية تتمتع أغانيها بصبغة العالمية سوى فرقة "تاتو"، التي امتثلت للأمر وأحيت أغنية Not Gonna Get Us، التي تم وصفها بالخيار المثالي؛ فهي تنتمي للألبوم الأول الأكثر شعبية، وهي من بين أغانيه الأقل اقتراناً بالمثلية.



وبعد أشهر من حفلة أولمبياد سوتشي أعلنت الفرقة انفصالها مجدداً، ولم تقم خلال هذه المدة القصيرة سوى بتسجيل بعض الأغاني والتخطيط لمشاريع مشتركة لم تكتمل؛ واستمر الغياب حتى الأسبوع الماضي، الذي صدر فيه كليب جديد للفرقة دون أي توضيحات؛ ليبقى الجدل مقترناً باسم الفرقة.
المساهمون