من إفرازات الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في تونس كانت الهجمة التي قام بها بعض مناصري الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي على قناة "نسمة تي في" في المواقع الاجتماعية وحتى في المنابر التلفزيونية.
فقد اعتبر القيادي في "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية"، طارق الكحلاوي، أن قناتي "نسمة" و"الحوار التونسي" قامتا بحملة خاصة للمرشح محمد الباجي قايد السبسي ــ الذي فاز بالرئاسة التونسية ــ حيث فتحتا فضاءاتهما لحوارات خاصة له ساعات قبل الصمت الانتخابي، ما ساهم في توجيه الرأي.
وأضاف أن: "المرزوقي لم يحظَ بنفس القدر من الاهتمام في هذه القنوات". موقف الكحلاوي يدعمه الأمين لـ "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" عماد الدايمي، الذي اعتبر أن قناة "نسمة" ساهمت من خلال تخصيص أكبر حيز من برامجها السياسية للسبسي وأنصاره في توجيه الرأي العام التونسي لفائدة هذا المرشح. وقد وصف ما فعلته نسمة بالتضليل الإعلامي الممنهج.
رأي شاركهما فيه الوزير السابق، القيادي في "حركة النهضة"، سمير ديلو، الذي اعتبر أن الإعلام الخاص مرّ بجانب الحدث ولم يكن محايداً على عكس الإعلام الرسمي الذي حاول تكريس مبدأ الحياد عملياً من خلال توفير نفس الحيز الزمني لكلا المترشحين.
هذه الاتهامات اعتبرها الأمين العام لـ "حزب نداء تونس"، الطيب البكوش، مبالغاً فيها على اعتبار وجود قنوات خاصة (وهو يعني بذلك قناتي "الزيتونة" و"المتوسط") مساندة للدكتور المرزوقي، وركزتا تغطيتهما على حملته الانتخابية أكثر من حملة السبسي.
قناة "نسمة تي في" وعلى لسان مقدمة برامجها السياسية مريم بلقاضي، اعتبرت أن القناة عملت على أن تكون محايدة وخير دليل على ذلك نقلها مباشرة للاجتماع الشعبي للمرزوقي من قصر القبة ولمدة ساعات. كما قامت القناة بدعوة مدير حملة المرزوقي السيد عدنان منصر في حصة مباشرة لمدة ساعة عرّف فيها ببرنامج المرزوقي وبرؤيته لمستقبل تونس في حالة فوزه برئاسة الجمهورية.
"الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري" وهي الهيئة المشرفة على القطاع السمعي البصري في تونس قالت على لسان عضوتها رشيدة النيفر، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن المبدأ في تغطية الحملة الانتخابية الرئاسية في دورها الأول والثاني هو المساواة التامة بين المرشحين في التغطية الإعلامية.