بعد قرار سحب "الكان"..هل دخل أحمد أحمد في حسابات تصفية مع حياتو؟

30 نوفمبر 2018
أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي (Getty)
+ الخط -
ولَّد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، بشأن سحب بطولة كأس الأمم الأفريقية من الكاميرون المقرر لها صيف العام المقبل، أزمة كبيرة، في ظل الحرب الباردة التي تجري حالياً بين أحمد أحمد رئيس الاتحاد الحالي، وسلفه الكاميروني عيسى حياتو، على خلفية العداء التاريخي الذي يجمعهما في العامين الماضيين.

وجاء قرار سحب التنظيم من الكاميرون ليوجه أصابع اتهام تصفية الحسابات إلى أحمد أحمد، في ظل قيامه بوضع شروط صعبة على الكاميرون لم يكن مخططاً لها، مثل رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 منتخباً بدلاً من 16، ورفع عدد الملاعب المطلوب توفيرها لاستضافة البطولة إلى 12 ملعباً، وهو ما تعجز عن الكاميرون، خاصة أن قرار رفع عدد المنتخبات المشاركة، صدر قبل أشهر قليلة فقط وليس قبل 3 سنوات على الأقل، بخلاف تعديل مواعيدها في فترة الصيف.

ويتردد بقوة أن قرار سحب التنظيم تم إضفاء الشرعية عليه، من خلال اللجوء إلى لجان تفتيش، حرصت على إعداد ملف يرصد كل مشكلات البنية التحتية في الكاميرون، واعتبارها أموراً تمنع استضافة البطولة في موعدها هناك، والتوصية بضرورة نقلها إلى بلد آخر، لتجنب تصفية الحسابات من جانب أحمد أحمد ضد غريمه التقليدي عيسى حياتو رئيس الكاف السابق، والذي كان متهماً في وقت سابق بمجاملة الكاميرون، في منحها حق تنظيم البطولة في عام 2019، وكذلك اختيار كوت ديفوار التي تواجه المشكلة نفسها في 2021.


وزاد من الاتهامات الموجهة إلى أحمد أحمد، طرْحُ المغرب استضافة البطولة، والتي تملك عداءً تاريخياً مع عيسى حياتو يرجع لعام 2013، عندما سحب الأخير منها شرف تنظيم أمم أفريقيا، قبل انطلاقها بشهرين فقط، وإسنادها إلى غينيا الاستوائية، رافضاً طلب المغرب تأجيل إقامتها بسبب تفشي وباء "إيبولا" في ذلك الوقت، وهو ما اعتبره حياتو وقتها تمرداً مغربياً، وقاوم ترشيح فوزي لقجع عضواً في تنفيذية الكاف، وهو في الوقت نفسه رئيس الجامعة الوطنية للمغرب لكرة القدم، والذي عاد بقوة للكاف عبر تحالفه الشهير مع أحمد أحمد في الانتخابات الأخيرة، وأصبح نائباً للاتحاد الأفريقي، وأهم مسؤول مغربي في الكاف.

وهو من يدعم الآن ملف المغرب المرتقب للحصول على شرف تنظيم البطولة المقبلة خلفاً للكاميرون في المرحلة المقبلة، ويضغط أحمد أحمد أيضاً على جنوب أفريقيا التي نالت شرف نسخة 2013، لمنع تقدمها إلى ملف البلاد الراغبة في استضافة البطولة القارية، لتسهيل مأمورية المغرب في استضافة البطولة في صيف العام المقبل، وتعويضها عن نسخة 2013.

وتسبب قرار الكاف في إشعال غضب كبير داخل منطقة الغرب الأفريقي، الذي يعد أهم قطاع قاري داعم لعيسى حياتو في السنوات الأخيرة، وبدأت أصواتهم تتعالى بوجود تصفية حسابات يدير بها أحمد أحمد البطولة.

في الوقت نفسه ابتعد منافس شرس للمغرب من الصورة، وهو الاتحاد المصري لكرة القدم ورئيسه هاني أبو ريدة، الذي قرر التراجع عن التقديم للمسابقة التي تتطلب حضوراً جماهيرياً، وهو أمر غير متاح في مصر حالياً، حيث لا يزيد عدد الحضور الجماهيري فيها، عن 5 آلاف متفرج في أي مباراة بالدوري المصري أو كأس مصر.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "تويتر"، قد شهدت توجيه التهاني مبكراً للمغرب، لحصولها على شرف تنظيم البطولة المقبلة، وقبل إعلان الكاف المرتقب المقرر له بعد نحو شهر، في الوقت الذي دشن فيه نشطاء الكرة المصرية وسماً، طالبوا فيه أبو ريدة بالتقدم لاستضافة أمم أفريقيا المقبلة، على حساب الكاميرون، وعدم التفريط في هذا الشرف، خاصة وأن مصر لها تجربة سابقة في عام 2006 أي قبل 13 عاماً فقط، ولديها أيضاً مجموعة جيدة من الملاعب المميزة، منها القاهرة وبرج العرب والإسكندرية والسويس والدفاع الجوي وبتروسبورت وبورسعيد والإسماعيلية، مما يتيح لمصر استضافة البطولة بسهولة مثل المغرب، التي أعدت ملفاً لاستضافة كأس العالم في عام 2026، ولكن الاختيار وقع على الملف "الأميركي – الكندي" المشترك لاحتضان البطولة.

المساهمون