هل تكون آن هيدالغو مفتاح اليسار للعودة إلى قصر الإليزيه؟

18 سبتمبر 2020
هيدالغو نفت مرات كثيرة نيتها الترشح (بيرتراند غواي/فرانس برس)
+ الخط -

فتحت إجابة ضبابية من عمدة باريس آن هيدالغو، عن سؤال حول إمكانية ترشحها للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2022، خلال مقابلة صحافية مع مجلة "لوبوان" نشرت اليوم الجمعة، الباب أمام وسائل الإعلام الفرنسية للحديث عن احتمالات خوض السيدة الباريسية الأقوى الانتخابات الرئاسية المقبلة. 

وهذه هي المرة الأولى التي تشير فيها هيدالغو إلى عدم استبعاد خيار الترشح للانتخابات الرئاسية، بعد مرات كثيرة نفت فيها، بشكل واضح، وجود نية لديها للترشح.

وقالت هيدالغو، في جوابها لـ"لوبوان"، التي خصصت لها ثماني صفحات تحت عنوان "الرئاسة: ماذا لو كانت هيدالغو؟": "دعونا أولاً نحدد المشروع الذي يجب أن يعمل عليه الاشتراكيون وأنصار البيئة" لمرشحهم المقبل، مضيفة: "أستطيع أن أرى أن النظرة إليّ قد تغيرت. أستمع إلى التعليقات، وأرى ردود الفعل الدافئة من الباريسيين، وردود فعل الفرنسيين الذين التقيت بهم هذا الصيف. إنهم يحبون السياسيين المقاتلين، الذين يعانون من ندوب وقد واجهوا تحديات كبيرة، خاصة عندما تكونين امرأة. نحن لسنا كثيرين ممن اشتركوا في المشهد السياسي".

صحيفة "لوموند" الفرنسية اعتبرت، اليوم الجمعة، أن كلام هيدالغو قد يكون أكثر من "زلة لسان"، بل رسالة إلى رفاقها الاشتراكيين وجس نبض لجمهورها الكبير، خصوصاً في العاصمة باريس، ما يمثل انعطافاً واضحاً لتصريحاتها السابقة، وهنا تقتبس "لوموند" عن هيدالغو جواباً قديماً لها على السؤال نفسه، قالت فيه: "الباريسيون بحاجة إلى عمدتهم. لقد انتخبت لهذا الغرض".

الحجة الثانية هي "تمتع هيدالغو بمصداقية كبيرة، وربما نادرة، لدى الفرنسيين"

كما اعتبرت صحيفة "لوموند" أن إجابة هيدالغو كرة اختبار مثالية تزامن دفع العديد من المقربين منها إلى دعم ترشحها للانتخابات المقبلة بالاعتماد على ثلاث حجج رئيسية. الحجة الأولى ترتبط بخبرتها الواسعة، وظهرت في ما نقلته "لوبوان" عن أحد المسؤولين الاشتراكيين في فريقها بقوله: "لقد أخرجتنا آن من الغابة ببراعة (..) ربما تستطيع تكرار المعجزة على الصعيد الوطني".

الحجة الثانية هي "تمتع هيدالغو بمصداقية كبيرة، وربما نادرة، لدى الفرنسيين"، إذ إن عمدة باريس البالغة من العمر 61 عاماً تعد إحدى الشخصيات اليسارية التي حصلت على أعلى الدرجات في استطلاعات الرأي العام، حتى إنها وصلت إلى قمة الأرقام التي تعتبر الأكثر احتمالا للفوز بترشيحها من قبل اليسار لانتخابات عام 2022، متقدمة على برنارد كازينوف وجان لوك ميلينشون، وفقاً لمسح أجرته "إيبسوس" لصالح "لوبوان" في 4 و5 سبتمبر/أيلول.

أما الحجة الثالثة، فهي "قوتها المستمدة من الأفرقاء السياسيين، إذ تتمتع بدعم واضح بين المتعاطفين مع البيئة، كما هو الحال مع مؤيدي حزب ميلانشون "فرنسا الأبية"، فضلاً عن شعبيتها الكبيرة في صفوف حزبها الاشتراكي، وبالتالي يمكنها أن تجمع الناس معاً بسهولة أكبر من الآخرين".

وبشأن العقبات التي يمكن أن تواجه ترشح عمدة باريس لرئاسة الجمهورية، تقول "لوبوان" إنها "ليست أقل خطورة"، وأهمها الانقسامات التي يعيشها اليسار بشكل عام. 

وفي هذا السياق، تنقل المجلة عن الجمهورية المنتخبة في مجلس بلدية باريس نيللي غارنييه قولها إنه "على المستوى الوطني، مثل هذا التحالف مع دعاة حماية البيئة واليسار الراديكالي لا يمكن أن يكون له أي ترابط" خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. 

وأضاف أحد المقربين من هيدالغو من دون أن تسميه "لوبوان": "سواء أكان الأمر يتعلق بالعلمانية أم الإسلاموية أم أوروبا، أم حتى قضايا البيئة والطاقة، فإنه من الصعب للغاية التغلب على الانقسامات داخل اليسار، بالنسبة إلى آن أو أي شخص آخر".

يشار إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي، أعاد الباريسيون انتخاب عمدتهم الاشتراكية آن هيدالغو، بعدما خاضت المنافسة مع مرشحة اليمين رشيدة داتي، ومرشحة حزب الرئيس إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" أنييس بوزان. 

وحسمت هيدالغو، المتحدّرة من أصول إسبانية، ولايتها الثانية بعدما حصلت على نسبة 50.2 في المائة من الأصوات، لتبقى أول امرأة تشغل منصب عمدة باريس في تاريخ فرنسا. وقد حظيت بدعم من "الحزب الشيوعي" وحزب "الخضر".

المساهمون