انتزعت "هواوي" الصينية، رغم منعها في أميركا، المرتبة الثانية عالمياً من شركة "آبل"، في سوق الهواتف الذكية، وباتت تتحدّى الكورية "سامسونغ". ومنذ عام 2010، تتنافس "آبل" و"سامسونغ" على المرتبتين الأوليين في عالم الهواتف الذكية، لكن هذه المبارزة انتهت في الربع الثاني من السنة عندما باعت هواوي 54,2 مليون هاتف وسحبت لصالحها 15 في المائة من السوق العالمية.
ونقلت شركة "آي دي سي" أن "هواوي" تجاوزت "آبل" التي باعت 41,3 مليون هاتف، ولا تزال "سامسونغ" تحتل الصدارة مع 71,5 مليون وحدة.
ويقول الخبير في شركة "كاونتربوينت"، تارون باثاك: "تحقق سمعة هواوي تحسناً متزايداً وهناك اعتراف متزايد بعلامتها التجارية. منتجاتها متميّزة وتناسب مختلف الأذواق والأسعار".
لكن الشركة عاجزة عن دخول سوق الولايات المتحدة، إذ يُثير الماضي العسكري لمؤسسها شكوكاً بالتجسس، وهكذا، بذريعة أمنية، استبعدت من مشاريع للبنية التحتية فيها. وفي بداية 2018، رفضت الشركات الأميركية عرض هواتفها تحت ضغط من الكونغرس، بينما تنفي المجموعة بشدة أي علاقة مع نظام بكين.
ويقول بن ستانتون، الخبير في شركة كاناليس، في هذا السياق، إنه "لا يمكن الاستهانة بأهمية تجاوز هواوي لشركة آبل. إن حرمانها من سوق الولايات المتحدة اضطرها لبذل جهود أكبر في آسيا وأوروبا".
وتتبع الشركة استراتيجيات مختلفة تبعاً للسوق. ففي إندونيسيا والسعودية وجنوب أفريقيا تعرض طرازات متطورة من الناحية التكنولوجية وبأسعار معقولة جداً. والهدف من وراء ذلك إبقاء المستهلكين مع "هواوي" عندما يفكرون في الارتقاء بأجهزتهم.
وبناءً على هذه الاستراتيجية، من المتوقع أن تتجاوز "هواوي" عام 2018 هدفها المحدد ببيع 200 مليون هاتف، وهو الحد السنوي الذي انفردت "سامسونغ" بتحقيقه حتى الآن.
وقال مسؤول فرع المنتجات الاستهلاكية في المجموعة، ريتشارد يي: "من الممكن إلى حد كبير أن نصبح الشركة الأولى في الربع الأخير من عام 2019، متجاوزين سامسونغ".
لكن على المدى الطويل، قد يؤثر غيابها عن السوق الأميركية سلباً عليها، إذ يقول خبراء إن إطلاق "آبل" قريباً طرازات جديدة سيسمح للمجموعة الأميركية باستعادة المرتبة الثانية. ولكن تجاوز "سامسونغ" أكثر تعقيداً.
وزادت "هواوي" إنفاقها على البحث والتطوير بنسبة 17 في المائة العام الماضي إلى 13,45 مليار دولار، أي 15 في المائة من إيراداتها، وهي تقترب مما تنفقه "أمازون" و"ألفابت"، مالكة "غوغل"، على البحث والتطوير.
ويرى الخبراء أن من المسائل الأخرى التي يتعيّن عليها مواجهتها هي إشباع السوق العالمي واحتدام المنافسة في الصين، وهي سوقها الرئيسية، حيث تواجه كذلك شركة "شياومي" وشركتي "أوبو" و"فيفو" الجديدتين.