هل تتحمل شبكات الإنترنت ضغط عمل الملايين من منازلهم؟

18 مارس 2020
ارتفع الضغط بنسبة 30 في المائة على الشبكة(أديتيا إيراوان/NurPhoto)
+ الخط -
واجهت بعض شركات الاتصالات مشكلات في الاتصال بالإنترنت مع عمل الملايين من منازلهم عن طريق الشبكة العالمية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، مما زاد التحميل على الشبكات بنسبة نحو 30 في المائة واختبر قدرة تحملها.

وعانى المستخدمون في بريطانيا أمس الثلاثاء، إذ توقّفت شبكات الهاتف في شركات EE وO2 وVodafone وThree وGiffGaff. وقال بعض المستخدمين إنّهم لم يستطيعوا إرسال رسائل نصيّة أو إجراء اتصالات، فيما قال آخرون إنّهم لم يستطيعوا الوصول إلى الشبكة، حسب ما نقلته صحيفة "ذي إندبندنت".

وقالت شركة (02) البريطانية، المملوكة لشركة تليفونيكا الإسبانية، الثلاثاء، إنها تلقت بلاغات من عملاء يجدون صعوبة تتعلق بالشبكة الصوتية مع عمل الكثيرين من منازلهم خوفاً من التعرض للعدوى بالفيروس. وفي وقت سابق من اليوم، قالت الشركة إن الخدمة الصوتية على شبكات الجيل الثاني والثالث والرابع عادت لطبيعتها واعتذرت لعملائها، حسب ما نقلته وكالة "رويترز".

وفرضت حكومات أوروبية عديدة من إسبانيا إلى النمسا إجراءات إغلاق للحد من انتشار الفيروس. وأغلقت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، المدارس والمطاعم مما أبقى الكثيرين في منازلهم.

وأدى ذلك لزيادة استخدام الخدمة الصوتية وخدمة المعلومات. لكنه أدى أيضاً إلى تغيير في كيفية التواصل بين الناس. فكثيرون ممن لا يخرجون من منازلهم يستخدمون شبكات الإنترنت المنزلي في الاتصال بزملائهم وأقاربهم وأصدقائهم، ويزيد ذلك من استهلاك خدمة البيانات على شبكات الخطوط الثابتة.

وفي الوقت نفسه، زادت الاتصالات على خطوط الهواتف المحمولة بدلاً من تطبيقات التراسل مثل "واتساب"، مع اطمئنان الناس على أقاربهم من كبار السن الأكثر عرضة لخطر فيروس كورونا والأقل ميلاً لاستخدام مثل هذه التطبيقات.

وذكرت وحدة شركة فودافون في ألمانيا أن استخدام خدمة البيانات كان أهدأ في ساعات النهار وتزايد في المساء إذ يمضي الناس الذين حرموا من الخروج إلى الحانات والمطاعم الوقت أمام منصات المشاهدة، بحسب "رويترز". وقال ألكسندر لينهوس المتحدث باسم الشركة: "استهلاك خدمة البيانات يوم الإثنين مثلما كان يوم الأحد".

وقالت فودافون ألمانيا ودويتشه تليكوم وتليفونيكا دويتشلاند، إن شبكاتها تعمل بشكل جيد. وقال مصدر من قطاع الاتصالات في ألمانيا، لوكالة "رويترز"، إن البلاغات الفردية عن صعوبة في الاتصال ربما ترجع إلى تزايد استخدام خدمة عقد الاجتماعات عن طريق الشبكات المغلقة مما يزيد الضغط على الشبكات التي تديرها.

وقالت مجموعة إلياد الفرنسية للاتصالات إنها لا تتوقع ضغطا على الشبكة نتيجة الإغلاق في فرنسا وإيطاليا. وقال الرئيس التنفيذي للشركة توماس رينو: "شبكتنا مزدحمة جدا بالطبع". وأضاف أن الشركة تحتفظ بحقها في تقييد عرض النطاق المخصص لمنصات المشاهدة مثل "نتفليكس" و"يوتيوب" و"فيسبوك" التي تهيمن على الشبكات في المساء، متابعاً: "نحن الآن في وضع جديد".
وفيما يهلع المواطنون حول العالم من فيروس كورونا المستجد، يتخوفون أيضاً من توقف عملهم إذا عانت شبكة الإنترنت من مشاكل، وسيكون هذا تخوّفاً عالمياً؛ إذ أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنّ المواطنين الذين بدأوا العمل من منازلهم في الولايات المتحدة الأميركية، بدأوا أيضاً باختبار قدرة الإنترنت على التحمل. وأوضحت الصحيفة أنّه "من المرتقب أن يؤدي ذلك إلى إجهاد البنية التحتية الأساسية للإنترنت، مع الشعور بالعبء المحتمل في منطقتين: الشبكات المنزلية التي أنشأها الأشخاص في مساكنهم، وخدمات الإنترنت المنزلية من Comcast وCharter وVerizon التي تعتمد عليها هذه الشبكات المنزلية".

وأوضحت الصحيفة أنّ "هذه البنية التحتية اعتادت بشكل عام على قمم معينة من النشاط في أوقات محددة من اليوم، كما هو الحال في المساء عندما يعود الناس من العمل ويتصلون بالإنترنت في المنزل. لكن النقل الواسع للعمل والتعلم إلى منازل الأشخاص سيظهر آفاقًا جديدة لاستخدام الإنترنت، حيث يشارك العديد من المستخدمين نفس اتصالات الإنترنت على مدار اليوم ويستخدمون تطبيقات متعطشة للبيانات يتم حجزها عادةً للمكاتب والمدارس".

وشرحت الصحيفة سبب المشكلة المرتقبة، إذ قالت: "قد يتحدى ذلك ما يعرف بخدمات الميل الأخير، وهي خدمات النطاق العريض للكابلات وخدمات النطاق العريض القائمة على الألياف التي تدخل الإنترنت إلى المنازل. وهذه تميل إلى تقديم خدمة إنترنت مختلفة تمامًا عمّا هو متاح في المكاتب والمدارس، والتي لديها عادةً خدمة النطاق العريض للإنترنت "من فئة المؤسسات". بشكل عام، يحتوي العديد من المكاتب والمدارس بشكل أساسي على ما يعادل ماسورة كبيرة لنقل حركة المرور على الإنترنت، مقارنة بخرطوم الحديقة لمعظم المنازل".

لكنّ المؤسس والمحلل في شركة Recon Analytics، روجر إنتنر، يذهب إلى رؤية أكثر تفاؤلاً، إذ قال لموقع "بازفيد": "لقد تم تصميم الإنترنت بعد كل شيء من أجل النجاة من انفجار نووي. إن احتمالية عدم تحملها منخفضة نوعًا ما. لا أعتقد أننا يجب أن نخاف".
المساهمون