وبعد شهرين، تلقى مور، رسالة مفاجئة على حسابه في "فيسبوك"، قالت "مرحبا مايكل، أنا صديقك محمد تهليل، أريد أن أتحدث معك".
وكانت صفحة المرسل على فيسبوك تحمل صورة الرجل الذي عرفه مور، حيث كان أحد الرجال الذين يحرسونه خلال احتجازه في الصومال، فقرر أن يرد عليه.
وتلا ذلك تبادل غير عادي للرسائل، بحسب وصف صحيفة "نيويورك تايمز"، التي نشرت تقريراً قالت فيه إنه لم يعلن عن المدة التي استمر فيها الصحافي بمراسلة مختطفه، ولا طبيعة الحوار الذي دار بينهما، إلى أن تم اعتقال الصومالي في الصيف من قبل السلطات الأميركية، وأودعته في سجن بمدينة نيويورك، بحسب ما يظهره سجل المحكمة.
وتم توجيه العديد من الاتهامات إلى محمد تهليل البالغ 38 عاماً، منها الاختطاف واحتجاز الرهائن والتآمر، ولم تفصح السلطات الأميركية عن مكان إلقاء القبض عليه، ولا كيف وصل إلى الولايات المتحدة.
من ناحيته عندما سُئل الصحافي مور عن اعتقال تهليل، أجاب: "لست سعيداً كما قد تتخيلون بأنه في السجن". ورفض التعليق أكثر من ذلك، ولم يقل ما إذا كانت رسائل فيسبوك قد أدت بطريقة ما إلى اعتقاله أو دفعه للاستسلام.
وكان رجال مسلحون قد اختطفوا مور، عندما كان يجري بحثاً عن القرصنة في يناير 2012 قرب مدينة غالكايو، على بعد 400 ميل شمال شرق العاصمة مقديشو.
وتحدث الصحافي عن محنته تلك في كتاب بعنوان "الصحراء والبحر: 977 يوماً أسيراً على ساحل قراصنة صوماليين"، ونشر الكتاب في يوليو.
ويبدو بحسب ما ورد في وثيقة رسمية وبعض المقتطفات من كتاب مور، أن الصحافي قد طور نوعاً من الألفة مع تهليل، الذي بدوره زوده بمعلومات عن الخاطفين.
وقال مور 49 عاماً في كتابه إن تجربة اختطافه كانت مليئة بالترهيب والألم.
وقد كسر أحد الخاطفين معصمه ولم يشف لعدة أسابيع، وشهد تعذيب رهينة آخر، وتعليقه رأساً على عقب على أحد فروع الأشجار، وضربه على صدره وقدميه بعصا من الخيزران.
دخلت والدة مور في مفاوضات مع الخاطفين الذين طلبوا 20 مليون دولار للإفراج عنه.
وقال مور إن والدته تمكنت من تخفيض المبلغ إلى 1.6 مليون دولار.
وقد تم نقل مور إلى أماكن مختلفة في الصومال، كما تم احتجازه لبعض الوقت على متن سفينة مع رهائن آخرين، بحسب الشكوى الجنائية التي تقدم بها.
وفي إحدى مراحل المفاوضات، طالب الخاطفون برسالة من "مسؤول حكومي أميركي رفيع المستوى" ، كما تقول الشكوى، "يعفيهم فيها من أي عواقب بسبب الاختطاف". وحدد مور في كتابه ذلك المسؤول بالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وذكر مور أن تهليل كان رئيس الحراس الصوماليين الذين راقبوه مع رهائن آخرين. وقد وصفه مور بأنه لطيف.
وفي نوفمبر 2014، بعد أن تم إطلاق سراح الصحافي، استأنف استخدام حساب فيسبوك الخاص به، عندما وصلته رسالة من الخاطف.
وقال مور إنه تجاهل الأمر في البداية، لكن تهليل كان لطيفاً بل ومفيداً، لذا كتب له في النهاية، بحسب تعبيره.
وكتب تهليل بإنكليزية مكسرة، وبعض من الصومالية، التي احتاج مور إلى ترجمتها إلكترونياً، وأخبره بأن القراصنة الذين احتجزوه، قد قتلوا بعضهم بعضاً بسبب ثأر ونزاعات مالية.
تم احتجاز تهليل في الوقت الحالي بانتظار إجراءات أخرى. وقد يواجه السجن مدى الحياة إذا تمت إدانته. وامتنع محاميه والمدعون الفيدراليون في مانهاتن عن التعليق على القضية.