هل أنت من الأشخاص الذين يرأفون بأنفسهم؟
صحافية لبنانية. من فريق العربي الجديد قسم المجتمع
ماذا يقول صوته الداخلي؟ (Getty)
ربّما تعرف من هو ناقدك الداخلي. إنّه الصوت الصغير الموجود داخل رأسك، والذي يهينك وينتقدك. يبدو مثل الشخص المزعج الذي يجلس إلى جانبك وأنت تشاهد فيلماً في السينما. تراه يتكلّم بصوت عالٍ في أهم أجزاء الفيلم! إنّه الصوت الذي يقول: "آه، لماذا قلت ذلك؟". ويُعيد ترداد ما قلته لساعات، بل لأيام. إنه أيضاً الصوت الذي يقارن ويذكرك بأن أهدافك ما زالت بعيدة المنال.
ومع مرور الوقت، بحسب موقع "سايكولوجي توداي"، يصبح هذا الصوت مثل صوتك أكثر من أي وقت مضى. لكن، هذا الصوت ليس صوتك الحكيم. إنه صوت الخوف. تخيل أنّ ناقدك الداخلي كان صديقاً. ليس صديقاً فحسب، بل صديقاً في دائرتك الصغيرة. يمكنك أن تطلق عليه أي اسم. ها أنت الآن ستدعوه إلى غداء لطيف ثم إلى ممارسة نشاط ما خلال فترة ما بعد الظهر. وقد بدأ يطلق عليك الأحكام وينتقدك، كأن ينتقد الزي الذي ترتديه، وما طلبته لتناول طعام الغداء، وخططك لعطلة نهاية الأسبوع، وما قلته لمديرك في العمل.
هل تعتقد أنّك ستتسّرع في دعوته إلى الغداء مرة أخرى؟ إلى متى تعتقد أنه سيبقى في دائرتك الداخلية؟ لنطرح السؤال بشكل آخر: لماذا ندعو ناقدنا الداخلي إلى المكوث معنا ونسمح له بالبقاء طويلاً؟ ربّما نقول أشياء لأنفسنا لن نرددها أبداً لشخص يهمنا. الأمر المحزن هو أننا في كثير من الأحيان، لا ننتبه أبداً إلى مدى سوء تعاملنا مع أنفسنا، أو نعتقد أننا نستحق ذلك.
اقــرأ أيضاً
يخشى بعض الناس أنهم في حال هدّأوا ناقدهم الداخلي أن يفقدوا الدافع. لكن النقد والكمال ليسا طموحاً. يقول الباحث والمؤلف برينيه براون: "الفرق بين النضال الصحي والكمال أمر بالغ الأهمية لتحديد مسار الحياة. وتظهر الأبحاث أن الكمال يعرقل النجاح. في الواقع، غالباً ما يكون الطريق إلى الاكتئاب والقلق والشلل في الحياة".
وتقول آيمي فيغليوتي إنها كمعالجة نفسية، عملت مع الكثير من الأفراد ذوي الكفاءة. "اللافت أن هذه الأمور كانت واضحة تماماً بالنسبة إليّ، إلا أن هؤلاء كانوا يواجهون مشاكل في رؤية تلك الصفات في أنفسهم". الطريقة الوحيدة لتهدئة هذا الناقد الداخلي هو أن تلاحظ ذلك الصوت الموجود في نفسك. كل يوم، يمكنك أن تبعث إلى نفسك تمنيات بالسعادة والراحة لنفسك وعائلتك وأصدقائك وأي شخص تحبه. يمكنك أن تفكر فيها أو تكتبها. الرأفة في النفس ستساعدك على التفكير في أنك شخص يستحق الأفضل.
ومع مرور الوقت، بحسب موقع "سايكولوجي توداي"، يصبح هذا الصوت مثل صوتك أكثر من أي وقت مضى. لكن، هذا الصوت ليس صوتك الحكيم. إنه صوت الخوف. تخيل أنّ ناقدك الداخلي كان صديقاً. ليس صديقاً فحسب، بل صديقاً في دائرتك الصغيرة. يمكنك أن تطلق عليه أي اسم. ها أنت الآن ستدعوه إلى غداء لطيف ثم إلى ممارسة نشاط ما خلال فترة ما بعد الظهر. وقد بدأ يطلق عليك الأحكام وينتقدك، كأن ينتقد الزي الذي ترتديه، وما طلبته لتناول طعام الغداء، وخططك لعطلة نهاية الأسبوع، وما قلته لمديرك في العمل.
هل تعتقد أنّك ستتسّرع في دعوته إلى الغداء مرة أخرى؟ إلى متى تعتقد أنه سيبقى في دائرتك الداخلية؟ لنطرح السؤال بشكل آخر: لماذا ندعو ناقدنا الداخلي إلى المكوث معنا ونسمح له بالبقاء طويلاً؟ ربّما نقول أشياء لأنفسنا لن نرددها أبداً لشخص يهمنا. الأمر المحزن هو أننا في كثير من الأحيان، لا ننتبه أبداً إلى مدى سوء تعاملنا مع أنفسنا، أو نعتقد أننا نستحق ذلك.
يخشى بعض الناس أنهم في حال هدّأوا ناقدهم الداخلي أن يفقدوا الدافع. لكن النقد والكمال ليسا طموحاً. يقول الباحث والمؤلف برينيه براون: "الفرق بين النضال الصحي والكمال أمر بالغ الأهمية لتحديد مسار الحياة. وتظهر الأبحاث أن الكمال يعرقل النجاح. في الواقع، غالباً ما يكون الطريق إلى الاكتئاب والقلق والشلل في الحياة".
وتقول آيمي فيغليوتي إنها كمعالجة نفسية، عملت مع الكثير من الأفراد ذوي الكفاءة. "اللافت أن هذه الأمور كانت واضحة تماماً بالنسبة إليّ، إلا أن هؤلاء كانوا يواجهون مشاكل في رؤية تلك الصفات في أنفسهم". الطريقة الوحيدة لتهدئة هذا الناقد الداخلي هو أن تلاحظ ذلك الصوت الموجود في نفسك. كل يوم، يمكنك أن تبعث إلى نفسك تمنيات بالسعادة والراحة لنفسك وعائلتك وأصدقائك وأي شخص تحبه. يمكنك أن تفكر فيها أو تكتبها. الرأفة في النفس ستساعدك على التفكير في أنك شخص يستحق الأفضل.